Friday 10th May,200210816العددالجمعة 27 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

أطلقت النار على نفسي ... وطلقت زوجتي! أطلقت النار على نفسي ... وطلقت زوجتي!
تدخين أبي كان البوابة الأولى إلى عالم الإدمان

في هذا العدد نلتقي أحد التائبين وأحد الذين يخضعون للعلاج المكثف للتخلص من هذه الآفة وهو ف.م.
يبدأ قصته ومشواره الطويل مع الحياة ومتاعبها فيقول: كنت في المرحلة الابتدائية حيث كنت أدرس بالصف السادس الابتدائي وكان والدي يدخن أمامنا مما جعلني أجرب التدخين بالخفية برفقة أولاد خالي حيث تعلمت التدخين منهم.
وفي يوم من الأيام تعرضت لحادثة نفسية لم أستطع ان أبوح أو ان أخبر أحدا بها حتى لا تكون وصمة عار علي مستقبلا فأصبحت انطوائيا جدا وأحب العزلة طوال اليوم وكنت ألجأ لأمي في كل شيء أرغب فيه أو أطلبه حيث لم أتعود على مخاطبة والدي والطلب منه أي شيء لانه كان قاسيا علي كثيرا وعندما تجاوزت السابعة عشرة وقعت في أول حب في حياتي وأعنف حب حيث أحببت ابنة عمي واحبتني كثيرا ولكن والدي كان معارضا لزواجنا بسبب صغر سني وكنت خائفا ان يتقدم أحد أبناء عمومتي الذين كانوا متفوقين علي دراسيا واجتماعيا حيث كان منهم الضابط والمدرس وصاحب التعليم العالي وأما أنا فقد كنت أقل منهم بكثير وبعد سنتين التحقت بالخدمة العسكرية وأصبحت أحصل على مرتب جيد.. وفي أحد الأيام عرض علي زميلي قطعة حشيش فلم أمانع وجربت الحشيش الذي وجدت فيه السعادة الزائفة والهروب من المشكلات ومع الظروف النفسية القاسية أصبحت أتعاطى الحشيش بزيادة حيث كنت أصرف على التعاطي أكثر من ألف ريال شهريا وكنت أتعاطى الحشيش بمفردي ولا أحب أن يشاركني فيه أحد فأصبحت علاقة حب شديدة بيني وبين الحشيش.
بعد هذا الوقت انتقلت إلى العمل في منطقة أخرى بمرتب أفضل.
ساعدني المرتب لأن أحصل على قرض من أحد المعارض واشتريت سيارتين وبعتهما وأخذت مبلغهما لأصرف نصفه على والدي والنصف الآخر على مصاريف زواجي.
واستمرت حياتي ولم انقطع من الحشيش بل ازداد التعاطي نظرا لانني أمر في مراحل صعبة جدا وكذلك الضغوط المالية المترتبة علي.
وفي أحد الأيام وأنا في أشد حالاتي النفسية حاولت الانتحار وأطلقت النار على نفسي والحمد الله ان الإصابة لم تكن قاتلة بعد ذلك الموقف لم أتوقف عن الإدمان بل أصبحت أتعاطى بشراهة شديدة حتى إنني لم أستطع المقاومة فأدخلت إلى المستشفى وخضعت لجلسات كهربائية حيث أمضيت شهرين كاملين فاقداً للذاكرة لان الحشيش أتلف المخ والاعصاب لدي.
بعد هذه الفترة أردت إتمام الزواج من ابنة عمي ولكن عمي عرف بإدماني فرفض هو ووالدي الزواج لأنني إنسان منحرف ومدمن ولكن ابنة عمي وقفت بجانبي تساعدني حتى تم الزواج.
انتقلت وزوجتي بعد احالتي على ا لتقاعد إلى العيش في منطقة أخرى هربا من أصدقاء السوء ولكن بعد مضي ستة أشهر تعرفت على مروجي المخدرات وعدت إلى التعاطي وبمرور الوقت رزقني الله ثلاثة بنين وبنتا فزادت علي المصاريف وكان للحشيش نصيب من مرتبي يشاركني مع أبنائي حصة من مرتب التقاعد الشهري البسيط فأصبحت أعمل على سيارتي كسائق أجرة لأحصل على مبلغا 100 ريال باليوم حتى أغطي مصاريفي وطوال هذه الفترة الماضية كانت زوجتي تحاول معي بشتى الوسائل لاقلع عن التعاطي ولكن دون فائدة وبعد معاناة طويلة وصبر من زوجتي فكرت بأولادي وزوجتي الحبيبة وإلى متى هذا الانحراف فراجعت كل مستشفيات الآمل لارضاء زوجتي بانني سوف أتعالج وأعود سويا لارعاها وأرعى أولادي فدخلت مستشفى الأمل بالدمام وجدة.
بعدها دخلت مركز التأهيل النفسي بالقصيم ومع المحاضرات والندوات والبرامج والعلاج النفسي المكثف راجعت نفسي قليلا وارتحت كثيرا للعلاج واستفدت من المركز وخدماته ولكن بعد خروجي استعملت الحشيش ودارت المشكلات مع زوجتي فطلقتها مرتين نتيجة الانفعالات والشكوك التي يؤدي إليها الحشيش ثم عزمت على التوبة ولمّ الشمل مع عائلتي واقفال صفحة الماضي المعتم فقررت الدخول إلى مجمع الأمل بالرياض لكي يتم علاجي فيه والآن قد أمضيت فترة شهرين ونصف الشهر من العلاج المكثف والبرامج المسلية وجلسات المختصين الاجتماعيين والنفسيين الذين عوضوني عن اللجوء إلى الحشيش فأنا ألجأ إلى الأخصائي وارتاح لجلسته لأنني أحكي له معاناتي ومشكلاتي.
وقبل ان أختم قصتي الحزينة والطويلة يجب ان أوجه كلمة لكل مدمن ولكل شاب ولكل مراهق بان يجعل الله أمام عينيه وان يكون قريبا من والديه وان لايقع فريسة لأصدقاء السوء والمخدرات لان طريقها طويل مليء بالشوك والعذاب والآهات وأقول لكل مدمن بأن يلجأ إلى أحد مستشفيات الأمل لان فيها الأمل بالحياة لكي تعود إلى أهلك وأسرتك مرتاح البال وسعيدا وان تكون عضوا نافعا لمجتمعك الذي هو بحاجة إليك فلا تتردد.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved