|
طريق الموت ص ح القصيم
كثيراً ما تؤثر الجوانب النفسية والعصبية على الجسد عموماً، لاسيما الجلد وملحقاته «الشعر والأظفار» وذلك لارتباطها الوثيق بالجهاز العصبي في التكوين والوظيفة.فمن الناس من إذا مرَّ بمرحلة ضغط نفسي قام بقضم أظفاره بأسنانه، أو بالعض على أصابعه، ونحو ذلك. قد تؤدي الحالة النفسية إلى توتر نفسي شديد يفضي إلى رغبة ملحة في نزع الشعر «في الغالب شعر الرأس، وفي النادر شعر الحاجبين، أو هدب العينين، أو الإبط، أو غيرها»، ويعقب نزع الشعر شعور بالارتياح النفسي «رغم الألم الذي يصاحب عملية النزع»، وتتكرر هذه العملية مع كل توتر، ويفشل الشخص في مقاومتها، ويندم عقبها خصوصاً إذا تركت آثاراً واضحة يراها الآخرون، وتؤثر في منظر الشخص لاسيما لدى الفتيات. هذه الحالة معروفة وتوجد في الغالب لدى الفتيات في سن المراهقة، وترتبط بعوامل نفسية واجتماعية، وقد ينكر الشخص هذا السلوك، ويلتمس لآثاره أعذاراً مختلفة، مما يؤخر اكتشاف الحالة ويزيد المعاناة. وفي بعض الحالات يضع الشخص الشعر في فمه، وربما ابتلعه، مما قد يسبب سدداً في القناة الهضمية، ومضاعفات خطيرة. قد تستمر هذه الحالة بضعة أشهر ثم تنزول بنفسها «إذا خفت الضغوط النفسية» وقد تمتد إلى سنوات. في حالة ابنتك يبدو أن لديها من المعاناة النفسية والاجتماعية ما يجعلها تفعل ذلك، خصوصا علاقتها مع أفراد الأسرة، وقد تكون في حالة كآبة غير ظاهرة، مما يتطلب منك ومن أفراد الأسرة عموماً التعاطف معها، وكسب ودها، وفهم معاناتها وظروفها، فخففي أسلوب الشدة معها، وتحاشي النقد والتوبيخ، وتغاضي عن هفواتها، وشجعيها على أن تفتح قلبها لك وتفضي إليك بما يضايقها ويزعجها سواء في البيت، أو المدرسة أو غير ذلك. إذا استمرت الحالة «رغم تحسين الأوضاع الاجتماعية والنفسية» فهناك أدوية تساعد على تخفيف التوتر النفسي المؤدي لنزع الشعر يصرفها الطبيب النفسي ولها نتائج إيجابية. د. محمد عبد الله الصغير استشاري الطب النفسي |
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |