Friday 10th May,200210816العددالجمعة 27 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

إضاءة إضاءة
الحوار المفقود داخل الأسرة !!
فهد خالد العايد

الأسرة والبيت هما النواة الأساسية لبناء وتكوين المجتمعات وبالتالي فإن الأسرة هي التي من خلالها يتشكل أسلوب وطريقة التفكير، وكلما كان التفكير منطقياً وعقلانيا ومتفتحاً على التفكير الآخر مبتعداً عن الانغلاق حول الذات أصبح صاحب التفكير يحتل أرقى المنازل وإنساناً ناجحاً بالمقاييس النفسية والاجتماعية لأنه من المعروف والثابت علمياً أن المشاكل النفسية والاجتماعية والاقتصادية حتى والسياسة! إنما هي نتائج تفكير خاطئ أو أفكار غير عقلانية والطريق إلى الوصول إلى التفكير الصحيح وتصحيح الأفكار الخاطئة إنما يمر عبر «الحوار» وإن كانت هذه الكلمة «فضفاضة» ونفس الكلمة بحد ذاتها تعتبر «شعاراً« «رناناً» دائما ما يتشدق بها الكثيرون على الرغم أنهم في الحقيقة أبعد ما يكونون عنها وإن كنت أرى أن تكريس مفهوم «الحوار» إنما هو شأن تربوي تعليمي يكتسب من البيئة «المجتمع» ويتأصل من داخل «الأسرة».
والحوار داخل الأسرة هو الأساس «للتعود» وتعلم الحوار بمفهومه الواسع «دينيا سياسياً اجتماعياً ثقافياً» الخ.
وتعلم الحوار يبدأ من أهم ركيزة في الأسرة «الأب، الأم» ثم ينتقل إلى بقية أفراد الأسرة سواء كان هذا الانتقال بالمحاكاة أو بالتمثل بالقدوة وبالتالي يكون شيئاً مكتسباً فالأب والأم عليهما أن يتعلما و«يعلما» الحوار ويكون دورها إنما هو ترسيخ وتقوية هذا المفهوم الرائع والحضاري لدى باقي أسرتهما.
فالأب والأم على سبيل المثال عليهما أن يتعلما الحوار على أساس علمي آخذين بالاعتبار شروط الحوار الناجح:
1 الحديث بهدوء.
2 سماع وجهة النظر الأخرى.
3 احترام وجهة النظر الأخرى.
4 عدم الإصرار على وجهة النظر.
5 تفنيد وجهة النظر الأخرى إذا كانت خاطئة بشكل علمي وبذكر نقاط الضعف فيها وبطريقة هادئة.
6 البعد عن التوبيخ بعد تحقق صحة وجهة النظر الصحيحة للطرف الآخر.
7 عدم الظهور بمظهر المنتصر في هذا الحوار وأن الآخر خاسر.
8 عدم تكرار وإعادة الأخطاء التي سبق وأن وقع بها أحدهما في الاختلافات السابقة والتي ظهر فيها الصحيح.
فعندما يتحقق هذا الأسلوب وهذه الطريقة فإنها ستنعكس بلا شك على بقية الأسرة ويمكن أن يخلقا «بيئة حوارية» راقية يكون من الطبيعي جدا أن يتعدى تأثيره إلى الأولاد وبالتالي سيتحاور الأب والابن بشكل واع ومنطقي وراق. الأساس في هذا الحوار هو الاحترام المتبادل ويبدأ الابن بالاستجابة لهذه المعطيات ويكون الوضوح والصراحة والأمان النفسي وعدم الخوف من أهم إيجابيات هذا الحوار على الابن وبالتالي يزرع الأب في ابنه الثقة والطمأنينة والقوة الأدبية والصدق واحترام الذات كذلك الأم يتعدى دورها «الأمومي» لتلعب دوراً هاماً جداً في حوار وتعليم الحوار لابنتها، هذا الدور هو «الصديقة» والأم في نفس الوقت تحاورها، تناقشها، تصحح أخطاءها، فقبل انتقادها تتفهم مشاكلها بعيدا عن التهويل والتوبيخ، تتعامل مع ابنتها وكأنها مرآة عاكسة لها وهذا «يولد» عند البنت احتراماً لذاتها واكتسابها للثقة بنفسها ويقوي شخصيتها. ولعل من الفوائد المهمة للحوار بين الأم وابنتها عدم وقوعها «ضحية» لأفكار وتوجهات ونصح صديقة لها أو زميلة دراسة لها تؤثر على تفكيرها ومبادئها وأخلاقها! والختام دعوة إلى تعلم الحوار فيما بيننا وليبدأ كل واحد منا بتعلم الحوار مع نفسه والاعتراف بالخطأ وخير الخطائين التوابون وهنا أتعلم الحوار مع نفسي من خلال هذا المقال!!

اخصائي نفسي

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved