إنني بعد كل هذا اعول على ملاك القنوات الفضائية العربية فكثير منهم من الرجال الاكابر والافاضل الذين قد تشغلهم الهموم التجارية عن تسقّط مثل هذه الزلات التي تكابرت حتى صارت «تفلق» الضمير والحس الديني.. والاخلاقي.. والعرفي للمجتمع العربي المحافظ، كما انني اعول اكثر على المعلنين والممولين «sponsor» من التجار المحليين وغير المحليين ليجتمعوا على كلمة سواء تنبذ فيها كل الاعلانات بصيغها الصفيقة والمخلة وقليلة الحياء كما نرجو منهم عدم التهافت كما هو ملاحظ الآن - على القنوات غير المنضبطة لمجرد أن المشاهد يحبها ويتابعها لان تسابقهم على الاعلان - مثلاً - في بعض القنوات اللبنانية لا لشيء سوى ان «بناتها أدلع واخلع واجمل واشيك» فيه دعم وتعزيز لاستمرارها وبالتالي استمرار تدفق المشاهدين عليها.. لكننا نتمنى عليهم ان ينصرفوا الى القنوات الجادة - نسبياً - وفي ذلك لو حدث يتحقق هدفان:
1- ستلجأ القنوات الفضائية اليهم بالرجاء والتحبب ليستمروا في تمويلهم وعندها يستطيع المعلن - من مركز قوة - ان يفرض شروطه في صيغة الاعلان ومضامين المعروض من البرامج، فالمعلن - هنا - هو السيد، وبه وعليه تعتمد القناة في بثها او توقفها.
2- لن تضطر - لو نفذ الشرط الاول - القنوات الجادة الى الرضوخ والتدني لتتحصل على جزء يسير من الكعكة الاعلانية التي تقضم القنوات الفضائية «السايحة» غير المنضبطة معظمها وجزءها الاكبر، وسيكون حصولها على جزء مستحق من الاعلان دافعاً لتحسين الاداء من خلال تحسين رواتب العاملين عندها وتحسين المكافآت المدفوعة للمشاركين وتمكينها من استضافة نجوم الرأي والفكر والتربية والدين في العالم العربي وتمكينها - ايضاً - من غربلة ساعات الترفيه على نحو يتسق مع الرغبة البشرية ولا يتعارض مع القيم السامية والاخلاق الرفيعة.
لعلكم لاحظتم كما قلت سابقاً اننا - العرب - نتطرف في امورنا يمنة ويسرة، فقد صار الترفيه هو الشغل الشاغل للتلفزيونات العربية والتي صار مذيعوها ومذيعاتها ومطربوها ومطرباتها ابرز واميز «النخب» والاشخاص في العالم العربي الى جانب نجوم كرة القدم!! فماذا انت راجٍ من عالم قدوته ونجومه وخيرته: رانيا برغوث، التي سادت ثم بادت - او هالة سرحان - التي سادت ثم عاثت - او ليليان اورولي او معظم مذيعات ومقدمات الفضائيات «اعرف اشكالهن ولا اعرف كل اسمائهن». وكيف لك ان تنهى صبياً يافعاً او فتاة تطارد المطربة احلام او نجوى او نوال او سميرة او لطيفة للحصول على امضاء منهن للذكرى او للتباهي، أليسوا هم القدوة واهل الحظوة والنخبة، وهم من يراهم الفتى والفتاة ليل نهار يرفلون في الحل والحلل.
لِمَ لاوهم يرونهم ينهلون من التقدير والتوقير والتعظيم ويستحصلون الريال والدينار والدولار لمجرد الزعيق والتمايل والتنازل؟!
وكيف تردع شاباً أو شابه من أن تتعجل الكبر لتصبح صنو هؤلاء؟!
لو كان ماهو كائن الآن غداً ولو أن ماهو صائر سيصير تبعاً لما هو قائم فإننا قبالة مستقبل عربي مترنح.. متبطح.. متسدح!
|