المكرم محرر عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
رحم الله الرائد/ فهد الثميري اطلعت على اللقاء الذي أجراه مندوب صحيفة الجزيرة بالمجمعة مع الد شهيد الواجب الرائد فهد بن محمد الثميري - رحمه الله - بعدد الجزيرة رقم 10801 في 12/2/1423هـ الذي شرح فيه ملابسات مقتل ابنه بمقر عمله بوحدة امن المنشآت المكلفة بحراسة مصفاة البترول بالرياض . وهي قصة تشبه سيناريوهات الافلام البوليسية ذات الاخراج الجيد والمؤثرات الفنية المتقدمة.
الجاني احد افراد المنشأة الامنية يطلق النار على الضابط عند خروجه من البوابة الرئيسية لمقر عمله وفي وضح النهار تحترق السيارة نتيجة لاصابة خزان الوقود بطلقات نارية يركب الرائد فهد في إحدى سيارات شركة ارامكو التي تدير ا لمصفاة والتي تقوم المنشأة الامنية بحراستها يستمر الجاني في ملاحقة تلك السيارة واطلاق النار عليها يركب الضابط مرة اخرى في احدى سيارات الشرطة التابعة لتلك المنشأة ويستمر الجاني في المطاردة واطلاق النار من الرشاش الذي يحمله على سيارة الشرطة ويصيبها تدخل لمقر تلك المنشأة ويدخل الضابط ومن معه في إحدى الغرف الجاهزة وغير المحكمة واخيراً يتمكن الجاني من قتل الرائد فهد الثميري بعد اصابته بطلقتين في قلبه، كل ذلك يحدث داخل منطقة مكلفة بحراسة منشأة اقتصادية هامة والسؤال هنا أين حراسات واسلحة هذه المنشأة الامنية من هذه المطاردة واطلاق النار الكثيف وفي اكثر من موقع داخلها وخارجها؟ والسؤال الأهم لو حدث هجوم مسلح ومنظم على المصفاة او غيرها من المنشآت الحيوية كيف سيكون تصرف هذه المنشأة الامنية ومثيلاتها؟
وإطلاق النار لا يردعه إلا إطلاق نار مماثل ليس بقصد القتل ولكن لاعاقة المهاجم اياً كان.
هذه الاسئلة وغيرها كثير نطرحها امام المسئولين عن الامن لمعالجة مواطن الضعف والقصور ان وجدت ومحاسبة المقصر، وهل الامر يعود لاخطاء ترتكبها بعض الاجهزة الامنية؟ ام يعود للانظمة والتعليمات التي تقيد هذه الاجهزة عن القيام بمهامها الاساسية لحماية امن واستقرار هذا الوطن ومواطنيه؟
لان مقتل ضابط امن داخل مقر عمله وبلباسه الرسمي وبهذه الطريقة الدرامية يثير الخوف والتوجس، عرفت الفقيد منذ ما يزيد عن خمس سنوات كان رحمه الله على درجة عالية من الاخلاق الحميدة يمتاز بدماثة الخلق وطيب المعشر وحب الخير لجميع الناس والعمل على مساعدتهم حسب قدرته واستطاعته، شاب في مقتبل العمر يتدفق نشاطاً وحيوية ويرسم أمالاً عريضة وجميلة لبناء مستقبل افضل وإحدى العيون الساهرة لحماية الوطن ولم يخطر ببالي في يوم من الايام ان تنتهي حياته بهذه الطريقة البشعة التي اصابت الجميع بالصدمة وخاصة من عرفوه عن قرب وانا واحد منهم.
ولكن هذا قضاء الله وقدره الذي لا يرد رحم الله ابا ثامر الرائد فهد بن محمد الثميري واسكنه فسيح جناته والهم اهله وذويه وزملاءه ومحبيه الصبر والسلوان.
«إنا لله وإنا اليه راجعون».
م.مشاري خالد الدعجاني - شقراء |