علينا أن نكن الشكر والتقدير لشركات ومؤسسات القطاع الخاص التي تتفاعل مع المجتمع وبخاصة عندما تسهم في حل مشكلات تواجه مجتمعنا من خلال اسهاماتها المادية والمعنوية ولعل الخبر الذي قرأته في صحيفة «الجزيرة» بأن شركة مصنع الجزيرة للدهانات رعت حملة توعوية لمكافحة ظاهرة الكتابة والرسم على الجدران التي انطلقت فعالياتها في مدينة الرياض بمشاركة طلاب المدارس إسهاما في خدمة الوطن وإيمانا منها بالدور الذي تؤديه كشركة وطنية بهدف طمس معالم التشويه والعبث الذي لحق بالجدران والمباني وبث الوعي لدى الطلبة للمساهمة في التعرف والقضاء ومسح هذه الظاهرة غير الحضارية من خلال قيام الطلبة بالطلاء بأنفسهم.
حقيقة هي ليست مجاملة للشركة ولا لرئاسة الحرس الوطني التي تبنت الحملة لكن حقيق علينا أن نقول كلمة صدق ونشيد بها.
وظاهرة الكتابة أو الرسم على الجدران Graffitih حيث يستخدم الرسم كوسيلة تكشف لنا عن سلوكيات راسميها أو مرتكبيها في شوارع المدن، وهم في الغالب مجموعات من الفتيان المراهقين،
وهي بمثابة أشكال تمثل اتجاهاتهم المنحرفة في تشوية البيئة، و تشبه أعمالهم بالصحف الشعبية المصورة التابلويد Tabloid.
إذاً فإن طرح مثل هذه الموضوعات يساعدنا في رسم إطار عام لهذه الظاهرة في مجتمعنا والتي نحصرها في التالي:
كيف يمكن أن نحدد ونصنف البيئة الحضرية المهيأة لمثل هذا النوع؟
ما هي العوامل التي تساهم في تنوع هذه الظاهرة في بيئاتنا الحضرية؟
كيف يمكننا أن نوازن ونوجد علاقات بين العوامل الطبيعية والاجتماعية التي تهيىء هذه الظاهرة في بيئاتنا؟
هل لهؤلاء الراسمين سمات مميزة نسمها بها بشيء من الذاتية بحيث تعطي الشعور لهم بالخوف من سلوكهم غير الحضاري ونشاطهم فيها غير المكشوف؟
هي دراسات تكشف لنا الأوجه المختلفة للبيئة المحيطة من أجل وعي أفضل لمجتمعنا.
د. ليلى صالح زعزوع جدة www.drlailazazoe.com |