منّ الله عليّ بأن قدرني على أداء صلاة الجمعة الماضية بمسجد الراجحي بالربوة وكان المسجد مزدحماً ازدحاماً شديداً ومع هذا الازدحام كان الهدوء يخيم على المصلين وهو امر طبيعي فهم في بيت من بيوت الله لكنه الهدوء المطبق الذي يوحي بأن هناك ما يستدعيه، فالافواه فاغره والاعين مشدودة بالاستماع لهذا الخطيب المفوه بفكرته الساخنة واسلوبه الرائع الجميل ولغته السليمة واستشهاداته المؤثرة، كانت الخطبة عن الوضع في فلسطين المحتلة وحال اخواننا هناك، تطرق فيها الى عجز الامة العربية والاسلامية وهوانها وذلها امام عزة اليهود و النصارى على عكس ما يجب ان تكون العزة لله ولرسوله وللدين والذلة لهؤلاء المجرمين الكفار، ادمى عيوننا وقلوبنا بالحديث عن ابطال فلسطين من الشباب والفتيات. احسسنا نحن المصلين بالخذلان واحتقرنا انفسنا امام هذه المواجهة غير المتكافئة فشباب وفتيات الاسلام في فلسطين يفدون بارواحهم دفاعاً عن دينهم واعراضهم وارضهم ونحن المسلمون في كل مكان ننعم بكل مالذ وطاب، صحيح اننا قدمنا المال لكن هذا لا يكفي فالكل يجب ان يقف مع ارض الاسراء والمعراج تلكم الارض الجريحة، نعم يجب ان يقف معهما المسلمون ويدعمونها سياسياً ومادياً وعسكرياً ومعنوياَ اضافة الى ان يتكفل المسلمون ببناء ما تهدم وعلاج كل كل من اصيب وفتح المشاريع لتشغيل كل ابناء الشعب الفلسطيني، لابد من بناء المستشفيات بأنواعها ودور العلاج الاخرى لابد من بناء المدارس والمعاهد كما لابد من تطوير الزراعة والصناعة الخفيفة منها لتشغيل كل ابناء وبنات هذا الشعب المحترق بنار اليهود.
اعود واقول تحية للخطيب الدكتور حمزة الطيار على هذه الخطبة العصماء وهذا المضمون الرائع والشعر الجميل المعبر والالقاء الجذاب المؤثر ودعوة اخرى للدكتور حمزة وامثاله ان يقوموا على مثل هذا العمل بالقاء الدروس والمحاضرات ودورات العمل و التدريب لخطباء المساجد عموماً ليكون من الجمعة درساً كما كان في عهد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الاجلاء عليهم رضوان الله، ولاجل ان تلامس تلك الخطب مشاعر وهموم واحتياجات المسلمين الحالية والمستقبلية مدعومة بتعاليم الشريعة ومحتكمة لها. والله الموفق
تركي بن سليمان الخليوي / الرياض |