نسمع من البعض من المسؤولين ما بين فينة وأخرى ان هذه الجسور او تلك المباني تعتبر مؤقتة وهذا يعني بأنها سوف تبقى لفترة من الزمن محددة بعمر افتراضي وسوف تزال وتستبدل بدائمة قبل انتهاء صلاحيتها، وقد تذكرت هذه المقدمة خلال هذه الأيام بعد الحادث الأليم لعدد من بناتنا في إحدى مدارس البنات في مكة المكرمة مما استدعى قيام وزارة المعارف بدراسة اوضاع المدارس للبنين والبنات ومحاولة علاج وتلافي حدوث حوادث مماثلة.
وفي اعتقادي ان هذه المنهجية خاطئة وقائمة على تعقب الحوادث والعلاج والترقيع لما ينتج عن أي قصور وأرى ان من المفترض ان نسعى بكل ما نمتلك من امكانات مادية وبشرية الى وضع خطط مسبقة لأمورنا وان نضع برامج وقائية تضمن - بمشيئة الله - عدم حدوث حوادث كهذا الحادث وفي هذا المقام فانني أود أن أرسل عدداً من النداءات الصادقة لبعض الجهات المختصة ومن بينها وزارة المواصلات والتي اود ان اذكّرها بأن هناك عدداً كبيراً من الجسور المؤقتة وخاصة في الرياض كجسور شارع العصارات وطريق الخرج والتي عفا عليها الزمن وانني وغيري من المواطنين نتذكر منذ زمن طويل لا أستطيع تحديده ولكنني متأكد من ان العمر الافتراضي لهذه الجسور قد أزف ولا بد ان لها مثيلاً في مدن اخرى ومعالجة وضعها قبل ان تحل كوارث مماثلة ومن ثم نسمع عن نقاش ولجان ومحاولة ترقيع ما يمكن ترقيعه.
والنداء الآخر أوجّهه لجميع الوزارات التي يعيش منسوبوها في مبانٍ مؤقتة هي عبارة عن مجرد صناديق من خشب وورق قد انتهى عمرها الافتراضي منذ زمن طويل وتعتبر في حكم المنتهية من الناحية الإنشائية لذلك يجب على مثل هذه الجهات إبعاد موظفيها من هذه المباني الخربة ويجب ان تعالج هذا الوضع بأسرع وقت ممكن ولكن في المقابل نجد ان من المفارقات الغريبة ان مثل هذه الجهات تطالب موظفيها بالالتزام بانظمة السلامة وهم في هذه المباني المنتهية الصلاحية وهذا أمر مدهش حقاً!!.
النداء الأخير أوجّهه لجامعة الملك سعود بأن تدرس مخارج الطوارئ لمساكن أعضاء هيئة التدريس والموظفين فلو حدث حريق في أحد العمائر المخصصة كمساكن أعضاء هيئة التدريس والموظفين فسوف لن يجد القاطنون فيها مخارج طوارئ لهم على الاطلاق وعند حدوث كوارث - لا قدر الله- فسوف يكتشفون ان الأمر كان خطيراً وقد كان يجب عمل كذا وكذا، وهذا مجرَّد مثال لربما انطبق على غيره من المساكن.
لهذا فهل نضع خططاً وقائية لكل ما هو قائم على شكل مؤقت ام ان الأمور ستستمر على وضعها حتى تحدث الكوارث لنعزّي ونرقّع كردة فعل مؤقتة وان كان كذلك فانني اقترح حل كل الاجهزة القائمة والمكلفة بإدارة مثل هذه المنشآت وتخصيص ما يصرف على هذه الأجهزة الحكومية المفخمة لصالح مثل هذه المشاريع وهذا أنسب من وجهة نظري من ان تصرف الكثير من الأموال على أجهزة غير فاعلة.. فهل نسمع بجديد يحل هذه الأمور المؤقتة منذ زمن طويل قبل وقوع الكوارث؟ كلي أمل ولا بد ان يبقى الأمل لنبقى معه.
عبدالله بن ابراهيم المطرودي /مدير العلاقات الجامعية بوزارة التعليم العالي |