إن المتابع للحملة المباركة لجمع التبرعات للشعب الفلسطيني ليلمس عظم التكاتف والتلاحم، وقوة الترابط والتضافر بين قيادة المملكة العربية السعودية والشعب السعودي من جهة وبين تضامن المسلمين وتلاحمهم مع الشعب الفلسطيني من جهة أخرى، فهذه قيادة حكيمة تتفاعل مع الأحداث، وهذا شعب عظيم يتعامل مع القضية، فعلاً لقد غلب الصمت وتحدثت الأفعال ولقد ضربت المملكة أروع الأمثلة في العطاء والبذل كيف لا وساحة القدس تعج بالنداءات وترفع الصيحات منادية كل مسلم: «العون والمساعدة» صور تدمي المشاهد ومناظر تجرح الإحساس. ليتني أستطيع أن أكشف عن مشاعرهم وهم بين رصاص اليهود ودباباتهم ليتني أستطيع نقل إحساسهم وهم في تلك اللحظات، لكنني أتسطيع أن أنقل لكل مسلم ومسلمة أنهم بحاجة إليكم، بحاجة لوقوفكم معهم، فهم ما بين ثكلى تصيح، وأنين جريح، ويتامى يفترشون الضياع، وهشيم تذروه الرياح، أنين الأقصى ينادي بوحدة الصف ينادي ببذل الأموال لتضميد الجراح.
ولعلي أقدم بهذه المناسبة أربع رسائل:
الرسالة الأولى
إلى قيادة هذا الشعب الكريم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والنائب الثاني وأصحاب السمو الأمراء لست أدري ماذا يقول لساني
وفمي لمقال فيه ازدحام
طبتم وطابت أيديكم على العطاء فكم من فقير رسمتم في شفاهه البسمات وكم من يتيم ذللتم له كل الصعوبات وكم وكم.. وهذا طفل مسحتم دمعته وآخرون ضمدتم جراحهم بعد ما تركوا دورهم فيها دماء وأجساد وقد ظهر العويل.. لكم أزجى الشكر والثناء وهما يفوحان وفاءً على ما تبذلونه تجاه قضايا المسلمين، حمى الله ديار المسلمين من العابثين ونصر الله المسلمين في كل بقاع الأرض.
تعود بسط الكف حتى لو انه ثناها لقبض لم تجبه أنامله |
الرسالة الثانية:
أنثرها بين يدي سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز - حفظه الله - رئيس اللجنة العليا لجمع التبرعات حيث لم يدعم القضية الفلسطينية بالمال فقط بل دعمها بآرائه السديدة وأقواله الحكيمة التي تنص على الحفاظ على أمن البلاد وأن القضية يحكمها العقل لا المظاهرات وغيرها.
هو المجد حلته والجود منهجه ولم يذكر الجود إلا خضتم واديه. |
الرسالة الثالثة:
أوجهها لكل متبرع أقل أم أكثر لكل من عرف أن الزبد ذاهب وأن ما ينفع الناس باقٍ وأقول: أخلف الله عليكم وزادكم الله حرصاً لبذل الخير والعطاء، أرى راحاتكم أبدعت في الجود ولو استزدتم لما كان عندكم من مزيد، أسألك يارب أن تجزيهم جنات النعيم اللهم أغفر لهم وبيض وجوههم اللهم ارحم امواتهم واشف مرضاهم، يارب العالمين.
الرسالة الرابعة:
إلى من أمسك ماله وأخذ البخل عنده مكانه فاستأسد، أصحاب الريالات أو المليارات لم الإمساك ألا تعلمون أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: اللهم أعط منفقاً خلفاً وأعط ممسكاً تلفاً.
وقال تعالى: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}
يقول أبو العتاهية:
أنفق فإن الله يخلفه لا تمض مذموماً وتتركه |
أنا أعرف أن في داخلكم معان سامية ومواقف رائدة فلم الانتظار والأرض تطفح من دماء إخوانكم المسلمين، أما حان أن نستيقظ، متى تجيبون أنات الفلسطينيين ومتى تمسحون دموع المساكين، وإلى متى الجمود، أنا لا أدعوكم لبذل كل ما تملكون بل أدعوكم لمشاركة إخوانكم ولو بالقليل.
مرزوق بن مبارك الشريدة |