Friday 10th May,200210816العددالجمعة 27 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

لنوفر عليهن الحرج لنوفر عليهن الحرج
ضرورة إنشاء أسواق للنساء

قد لا أكون أول من تخطر بباله، فكرة مناقشة الأسواق، وخاصة أسواق النساء، التي لم توجد في هذا البلد وإن وجدت تكون بحالة عاجزة عن أداء الطموح الذي وجدت لأجله، ولكنني متأكد من أنني سوف أكون أول من تتناوله أقلام الناقدين، ومع ذلك رأيت أنه لا بد من تسليط الضوء على هذه المشكلة، صحيح أن هناك أسواقاً (سويقات) تهتم باحتياجات المرأة من الألبسة والإكسسوارات.. الخ.
إلا أنني كمواطن وزوج أرى هذه الأسواق لا تتناسب مع خصوصية هذا المجتمع الفريد من نوعه في العالم، لاعتبارات عدة من أهمها، حالتنا الاجتماعية التي تنفرد بخصوصية حساسة جداً، والنابعة من عقيدتنا الاسلامية السمحة، وانطلاقا من ذلك وغيره كان لا بد من التغيير في طريقة عرض البضائع النسائية وطرق تسويقها، فكما هو معلوم لدى الجميع بأن المتاجر التي تهتم بالأزياء النسائية وخاصة الداخلية منها، يديرها رجال ومن مختلف الجنسيات وهم الذين يشرحون للمتسوقات مزايا هذه البضائع، مما يسبب حرجا كبيرا لا بد منه، مع انعدام الأسواق التي تقوم على البيع فيها النساء، وفي هذا النطاق أرى الكثير من الحلول تطرح نفسها، ولكي نناقشها ونتدارس السلبيات والإيجابيات فيها لا بد من استعراضها، فعلى سبيل المثال، أسواق تختص ببيع الملبوسات والاحتياجات النسائية كافة، يديرها ويقوم على البيع فيها النساء، أو محلات في أسواق قائمة تخصص لتلك الغاية، وبذلك نكون قد وفرنا على نسائنا الحرج والخجل الناجم عن الطرق السابقة، وأيضا نكون قد وفرنا الكثير من فرص العمل لكثير من النساء والفتيات الطامحات لتحصيل فرص العمل، ويشكل ذلك ايضا مساهمة للقضاء على السلوكيات المنحرفة والشاذة، الناجمة عن احتكاك النساء برجال من غير المحارم، ومن ناحية أصحاب الاستثمارات، لماذا لا يكون هناك مجمعات رديفة للمجمعات القائمة، تقوم بالمطلوب، علما بأنني غير مختص بالاقتصاد، ومع ذلك ارى ان إنشاء واستثمار او استئجار مثل هذه المجمعات له الأوجه الايجابية العديدة، ومنها مثلا: اولا: تشغيل العديد من فتيات هذا المجتمع اللواتي لا عمل لهن سوى الجلوس في المنازل ومناجاة الأحلام أو الوقوع في شراك ما لا يحمد عقباه من الانحرافات التي يسببها الفراغ، ثانيا: إعداد دراسات ومناهج لتأهيل هذه الكوادر النسائية التي سيجعلها التأهيل بديلة للوضع القائم بكفاءة عالية.
ثالثا: تشغيل رؤوس الأموال عند نساء مجتمعنا واستثمارها وليس لها من منفذ لذلك سوى وضع رأس المال بين أيادي الإخوة أو الأقارب أو الزوج،
هذا انطلاقا من حالة الرخاء التي ينعم بها سواد أعظم من سيدات مجتمعنا، هذا علاوة على أننا نعلم بأن بلادنا تمتلك الكثيرات ممن أصبحن يسمين بسيدات الأعمال.
رابعاً: أن تكون هذه المجمعات شاملة لكثير من الأنشطة، مثل ملاعب الأطفال والمنتديات النسائية، فمن ناحية تدخل السيدة للسوق لتجد الأماكن الترفيهية التي تحتضن طفلها أو أطفالها ريثما تنهي عملية تسوّقها، ومن ناحية أخرى نستطيع أن نساعد على قضاء أوقات الفراغ لأخواتنا وزوجاتنا وبناتنا وقريباتنا من خلال ارتيادهن للمنتديات الموجودة في هذه الاسواق، ولتكن منتديات ثقافية وعلمية ورياضية مع الأخذ بعين الاعتبار، بأن هذه الأسواق تدار من قبل جهات مختصة ومسؤولة عن كل شيء، مما يؤدي إلى إرضاء الله ثم المصلحة العامة، والله الموفق.

خالد بن سعيد الغامدي

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved