أنا لست مدرساً ولكني ولي أمر لطلاب في مختلف المراحل الدراسية وككل أولياء الأمر أعايش أوضاع طلابنا ومعاناتهم من رهبة والامتحانات بسبب طول المناهج الحشو غير الضروري لعقولهم بمعلومات لن يحتاجوا إليها أبداً، بل إن معظمها سيصبح في طي النسيان تماماً بمجرد نهاية الامتحانات!
فالواقع يقول إنه لو أجري امتحان لطالب ثالث ثانوي (مثلا) في مواد ثاني ثانوي وخاصة المواد الاجتماعية والأدبية وحتى الدينية فلن ينال ولو درجة مقبول فيها برغم أنه قضى أياماً عصيبة وليالي طويلة في المذاكرة والترديد منذ وقت قريب (أقل من سنة) ولكن حيث إن المسألة لا تتعدى حشواً وتلقيناً ثم حفظاً وترديداً فنتيجتها الإخفاق حتماً.. فما معنى أن نملأ مخ الطالب من الابتدائية حتى الثانوية بمعلومات غير مهمة؟ لنأخذ مثلاً مادة الجغرافيا ماذا يفيدنا التعميم والتوسع فيها في المراحل العامة قبل الجامعة وكأننا نعد ابن بطوطة آخر أو كولومبس أو ماجلان؟ وهذا التوسع يشمل كل المواد في كل المراحل فلننظر للمواد الدينية نجد أن الطالب يدرس دروساً دينية مكثفة تتعدى بكثير ما يحتاجه لمعرفة أموره الدينية العامة وكأننا على وشك ارساله لمحكمة شرعية ليعمل فيها!! وهكذا طريقتنا في معظم المواد لدينا حتى اضعنا بلح الشام وعنب اليمن بسبب عدم التقنين!
وهنا لدي اقتراح سأطرحه بين يدي القائمين على تعليم أبنائنا لعله يوضع على بساط البحث والتداول لعل وعسى نخرج منه بفائدة.. وهو كما يلي:
أولاً - يتم اختصار معظم المواد ويكتفى ب«الزبدة» منها فقط وتترك التفاصيل لتخصص جامعي يدرس بدقة حسب نوعية التخصص.
ثانياً - يقسم كل منهج وكل سنة دراسية إلى أربعة أجزاء وفي كل جزء من السنة يتم الاختبار بجزء من المنهج ليحصل على ربع الدرجة.
ثالثاً- تتبع الطريقة أعلاه في الاربعة اجزاء ثم تجمع الدرجات ومن لم ينل درجة النجاح بتلك الطريقة يكن اختباره في الدور الثاني بالكتاب كاملاً.
وأعتقد أننا بتلك الطريقة قضينا على ما يسمى شبح الامتحان وجنبنا أبناءنا هذا الحشو المعلوماتي غير المبرر.
صالح عبدالله العريني / وزير المعارف |