editorial picture

التزام قوي بالسلام

الجهد الدؤوب الذي تواصله المملكة من خلال مساعي الأمير عبد الله باتجاه السلام يؤكد مجدداً أن الدول العربية ملتزمة بالتوصل الى السلام العادل والشامل وأن جهودها بهذا الصدد تستوجب المساندة من الآخرين، من خلال عمل فاعل يحتم الاستعانة بآليات عملية من شأنها إلزام الأطراف المعنية بالتعامل بجدية مع ما هو مطروح، وفي الذهن دائما حالة الانفلات الاسرائيلية التي تقفز على حقائق هذه التسوية وصولا للمرئيات الناقصة التي تتجاوز الحقوق الفلسطينية وتعلي فقط من شأن ما يسمى بأمن اسرائيل على حساب الحق الفلسطيني.
وقد واصل الأمير عبد الله قبل قمة بيروت عملاً دؤوباً تمثل جانب منه في مقترحات السلام التي تبنتها القمة العربية كمشروع عربي للسلام، ثم كانت زيارة سموه الى الولايات المتحدة الأمريكية التي أعربت عن تأييدها لتحركات ومقترحات سموه الثمانية..
ويتواصل هذا الجهد في اللقاء المرتقب غداً في القاهرة بين ولي العهد والرئيس المصري والذي من المحتمل ان ينضم إليهما زعماء آخرون.
ويستحق السلام دائما مثل هذه الجهود المتواصلة، وخصوصا ان تصدي الزعماء العرب معاً لهذه المهمة من خلال اتصالاتهم الثنائية وتلك التي تأخذ شكلاً أكبر الأمر الذي يبرز مجددا الانحياز العربي القوي للسلام على الرغم من العوائق التي تضعها إسرائيل في وجه التسوية.
ويبقى من المهم دائما ألا تفتر جهود التسوية وأن يسعى العرب من خلال تحركاتهم الى اجتذاب التكتلات الدولية الأخرى لاظهار الأسس الحقيقية للتسوية من أجل بناء جبهة عالمية عريضة للتصدي لهذه المسؤوليات بصورة جماعية يمكن أن تكتسب قوة تتراجع أمامها دعاوى إسرائيل الباطلة وتصبح الظروف مواتية لإجبارها على التعاطي بشكل جاد مع القرارات الدولية الخاصة بالتسوية.هذه الجهود الصادقة التي تقوم بها المملكة وشقيقاتها من الدول العربية التي تحظى بتقدير دولي متعاظم لا ترضي إسرائيل باعتبار أنها تتناول الأسس العادلة للتسوية،.
ومن هنا فإن إسرائيل لجأت الى حملة مضادة على الدول التي تقوم بأعمال متميزة باتجاه التسوية ومن بينها المملكة، غير أن ذلك لن يحول دون مواصلة هذه الأعمال الخيّرة في شكلها الجماعي بما يعين على تمتين أواصر التضامن العربي وظهور جبهة عربية أكثر صلابة للتصدي لمسؤوليات السلام وللتعامل مع طارىء آخر.


jazirah logo