* رفحاء - منيف خضير:
الضب حيوان عاش على الارض منذ 100 مليون سنة تقريباً ويصل طوله الى 70سم ومتوسط وزنه إلى أكثر من 1300جم وينتشر في معظم أجزاء الجزيرة العربية (عدا المناطق الجبلية والحرات والصحاري الرملية) ويستوطن السهول المنبسطة ذات التربة الصلبة حيث يحفر جحوراً متعرجة قد تمتد إلى 3 أمتار سطحيا والى عمق مترين تحت الارض مستخدما أظفاره القوية ومن عادات الضب انه يخرج من جحره ويستلقي على الرمال قريبا من الجحر ليدفىء جسمه واذا اطمأن لما حوله بدأ في البحث عن الغذاء في محيطه وهو نباتي يتغذى على نباتات العكرش والسعدان والحوذان والعلندة والحفوة وخف الجمل وشوك الضب والعرفج والخزامي.. كما يتغذى على الحبوب والأعشاب الجافة خلال فصلي الربيع والصيف ويأكل أحيانا بعض المفصليات التي يصادفها مثل الجراد والخنافس..
وللضب قدرة كبيرة على مقاومة العطش ودرجات الحرارة المرتفعة ويختفي في سبات خلال فصل الشتاء لأنه من ذوات الدم البارد.
ويوجد في الجزيرة العربية خمسة أنواع أشهرها المصري وهو أكبرها حجما . وتميز الضب بأنه مثلث الرأس وله فكان قويان مزودان بأسنان حادة وله لسان لمسك الأزهار والأوراق أثناء التغذية وجسمه عريض مبطط تكسوه حراشيف ناعمة وله ذيل طويل سميك في نهايته حلقات من الأشواك الحادة. ويتم تزاوج الضبان في فصل الربيع خلال شهري ابريل ومايو وتضع الاناث البيض خلال شهر يونيو وبداية شهر يوليو أكثر من 30 بيضة وهو كبير نسبيا مقارنة ببيض الحمام وهو أصفر اللون وليس له قشرة خارجية ويفقس البيض بعد شهرين وتخرج الصغار ذوات اللون البني.
يتعرض الضب في بيئته إلى كثير من المفترسات مثل الثعالب والطيور الجارحة والورل الذي يدخل في جحره ويفترسه (يبتلعه) كاملا ولكن الانسان هو المسؤول الاول عن ابادة الضبان واستهلاكها بمقدار يفوق ما تفعله المفترسات جميعها.
طرق صيده
أشهرها المطاردة عندما يكون بعيداً عن جحره والحفر وهو يتطلب جهداً كبيراً والاغراق بالماء حتى يضطر الضب للخروج من الجحر بعد امتلاء بطنه بالماء وأكثر الطرق فتكا بالضب هي الصيد بالبنادق وعلاقة الانسان بصيد الضب وأكله علاقة قديمة فقد روي أنه أُتي به على خوان النبي صلى الله عليه وسلم فلم يأكله وقال: ليس من طعام قومي.. وأكله خالد بن الوليد ولم ينكر عليه .. وكانت له اسواق يباع فيها فقد ذكر الجاحظ في كتاب (الحيوان) ان سوق الضبان في المربد كانت خير سوق العرب وقد تحدث الجاحظ باستطراد عن الضب ذاكراً بعض غرائبه ومنها طول الذماء (بقية الروح بعد الذبح) مستعينا بالمثل القائل: «احيا من ضب)!!
علاقته بالعقرب
وقد أورد الجاحظ في كتابه (الحيوان) نماذج من احتيال الضب بأعداد العقرب في جحره فاذا سمع صوت الصياد استنفرها فألصقها بأصل عجب الذنب وضم عليها فاذا ادخل الصياد (الحارش) يده ليمسك بذنب الضب لسعته العقرب وفي ذلك يقول احد الشعراء:
وأفطن من ضب اذا خاف حارشا
أعد له عند التلمس عقرباً
وقد اثبتت الدراسات صحة قول الجاحظ حيث وجد ان العقرب تستفيد من الجحر الذي يحفره الضب باستخدامه مأوى لها وتحصل على الغذاء من الحشرات التي تدخل الجحر كما يستفيد الضب من الحماية التي توفرها له العقرب بصورة غير مباشرة عندما تلسع الحارش (الصياد) اذا أدخل يده في جحر الضب كما اتضح أيضا ان الضب لا يتحاشى وجود العقرب بجانبه وان العقرب لا تهاجم الضب مطلقا وقد لوحظ انها تسكن تحت رقبته او تحت مؤخرة بطنه خلال سباتها اثناء النهار وخلال السنوات الماضية زاد اقبال الناس على صيد الضبان خلال فصل الربيع وبداية فصل الصيف في المناطق الوسطى والشمالية من المملكة.
حيث يستطيبون لحمه ويقوم بعضهم ببيعه في أسواق المملكة.
الضب الكولسترول
في دراسة اجريت مؤخراً في (جامعة الملك سعود) على التركيب الكيميائي للحم الضب وجد ان نسبة الكولسترول في لحم الضب بلغت أكثر من ضعفي النسبة الموجودة في كل من لحم الابل والاغنام النجدية والابقار ومن المعروف ان الكولسترول هو المسبب الاول لمرض تصلب الشرايين وحدوث الازمات القلبية المميتة للانسان ولذلك يجب عدم الاكثار من أكل لحم الضب وخاصة من قبل الذين يرتفع مستوى الكولسترول في دمائهم.
لقد أدت زيادة صيد الضبان الى انحسار وجود هذا الحيوان من كثير من البيئات التي ينمو ويتكاثر فيها مما حدا بالصيادين الى تتبعه في مناطق كثيرة من الجزيرة العربية وهذا سيعود لاحقا الى انقراض هذا الحيوان الصحراوي البري.. ورغم توفر كل الخيرات ولله الحمد في أسواقنا الا ان الضب ظل مطارداً حتى الساعة..
ويبقى السؤال: هل ثمة علاقة بين الضب وعلاج الظهر؟ وهل صحيح أن الضب يزيد من القدرة الجنسية لدى الرجال؟؟
|