نجح بامتياز ونال درجات عالية..
فأخذ يقلب الصحف بحثاً عن وظيفة
فاصطدم بالعواميد وانحشر في الزوايا
وفجأة وجد إعلان عن بعثة
فغازله الطموح وقدم أوراقه الباهرة
وأعطى موعداً لمقابلة اللجنة
قالوا يجب عقد اجتماع...
حتى يصان الحق من الضياع...
فسقط القناع ورأى حقوقاً تباع
وكسر النظام أمراً مشاعاً
فهم بالخروج وهمس في أذنه موظف الاستقبال «ابحث عن واسطة»
وخرج وهو يتمتم واسطة.. واسطة.. واسطة..
خرج من الدائرة...
أناس بحب الذات أنوفها مغروسة...
وشاهد عيوناً محبوسة في داخل الإطار...
إطار المحسوبية...
فغمط الحق صفة محسوسة...
وحتى طريقته خطة مدروسة...
وراح يبحث عن واسطة...
وصار يبحث في كل الدروب وللشوارع يجوب
وكل يوم سيل من ماء وجهه يذوب
وجاء أخيراً خبر طروب نعم هناك واسطة
فأحضر التوصية وقدمها لرئيس اللجنة
المتيم بكل ما هو مسلوب
وساد المكان الصمت
توصية ومن عند من من عند الوزير المحبوب
موافقة على البعثة وقرار سفرك مكتوب
فسأل الرئيس عن سبب الرفض في المرة الأولى
أم أنها لحاجة في نفس يعقوب
فأجاب الرئيس يعقوب أيضا يسافر..
الواسطة
أخلت بالموازين فخلطت الحب بالطحين
وأصابت أذن الرئيس بالطنين
فليس الدين منها في شيء
ولا تربطها صلة بالقوانين
فخرج وهو يحسب السنين
التي قضاها في العلم والتأمين
فسكت هاتفه عن الرنين
حمد عبدالرحمن المانع/ الرياض |