الوراثة تلعب دوراً مهماً في إصابة الطفل بالسمنة

* أبها - أمل القحطاني:
قديماً قيل «العقل السليم في الجسم السليم»، فالطفل السليم هو الذي ينمو بطريقة مثالية متوازنة دون أن يكون هناك إفراط في البدانة أو النحافة لكن هناك الكثير من الآباء والأمهات يعتقدون أحياناً أن زيادة الوزن دليل على الصحة الجيدة والتغذية السليمة، وهذا الاعتقاد الخاطىء يقود إلى مشكلة كبيرة اسمها «البدانة» أو السمنة، وتؤكد الدراسات الطبية الحديثة أن السمنة الزائدة أو البدانة عند الطفل أصبحت مشكلة صحية خطيرة يجب التدخل لمعالجتها، كي تقي الطفل البدين من الإصابة بأمراض خطيرة.
الدكتور «إيهاب أمارة» استشاري ورئيس قسم الأطفال بالمستشفى السعودي الألماني بعسير يقول: إن السمنة الطبيعية هي زيادة وزن الطفل أو الطفلة بمقدار أكثر من 120% (مائة وعشرون في المائة) عن الوزن والطول المثاليين لعمر هذا الطفل . وهذا يعني أن السمنة الطبيعية يفترض أن يكون فيها طول الطفل البدين أكبر من الأطفال المماثلين له في هذه الفترة العمرية.
كما ذكر الدكتور إيهاب الأسباب العلمية للبدانة ومنها الوراثة التي تلعب دوراً مهماً وحيوياً في اصابةالطفل بالسمنة وخصوصاً إذا كان أحد الأبوين مصابا بالسمنة وتزداد نسبة الإصابة إذا كان كلا الوالدين مصابان بالسمنة، وكذلك الإكثار من تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية مثل الدهون والزيوت وخصوصاً الأكلات السريعة والمعلبات المحفوظة إلى جانب المواد الغازية بكميات كبيرة.
وأضاف الدكتور ايهاب: إن الجلوس لساعات طويلة أمام الكمبيوتر أو التلفزيون أو ألعاب الفيديو، وعدم الالتزام بنظام محدد للتغذية كالإفطار والغداء والعشاء وتناول وجبات دسمة بينها، أيضاً عدم استجابة الجسم لهرمون الأنسولين الذي يفرز في الدم بصفة منتظمة كلما زادت الدهون عن المعتاد فيتم تكسيرها وعدم تخزينها بالجسم مما يؤدي إلى تراكم الدهون تحت الجلد مما يؤدي بدوره إلى السمنة ويركز العلماء على أن السمنة لا تكون نتاج عامل وحيد من هذه العومل ولكن لا بد من تواجد أكثر من عامل أو أكثر العوامل مجتمعة لكي تحدث السمنة، وقد قسم الدكتور ايهاب أمارة السمنة إلى نوعين هامين: سمنة طبيعية (غير مرضية)، وسمنة غير طبيعية (مرضية) وتتكون خصائص السمنة الطبيعية في مناطق تراكم الشحوم (الصدر -البطن - بجانب منطقتي الفخذ والساعد) بطريقة متساوية إلى حد ما وألا تتركز في منطقة دون الأخرى.