* جدة - مكتب الجزيرة:
أقر المنتدى الثاني لأخلاقيات العمل في ختام أعماله عصر أمس أن يعقد المنتدى سنوياً. ودعت التوصيات التي ألقاها في الجلسة الختامية الدكتور غازي فيصل بن زقر رئيس فريق التنسيق المنظم للمنتدى، إلى الاستفادة من صندوق تنمية الموارد البشرية من خلال الدعم الذي يقدمه لمؤسسات التدريب باشتراط الصندوق ادخال برامج التدريب المتعلقة بأخلاقيات العمل ضمن البرامج التي تقدمها هذه المؤسسات. ورأت التوصيات ضرورة تشكيل مجلس وطني لأخلاقيات العمل يقوم برسم منطلقات واستراتيجيات وآليات أخلاق العمل على أن تنبثق عنه لجان متخصصة لوضع مواثيق عمل لمختلف الفئات المهنية وتكون من مهامه تقديم جوائز تشجيعية للمنشآت والأفراد المتميزين في هذا المجال، كما ناشدت التوصيات وزارة المعارف بتطوير مادة التربية الوطنية بادخال عناصر أخلاقيات العمل ضمن محتوياتها.
كما أكدت التوصيات على دور الجامعات السعودية في إعداد الأبحاث والدراسات عن أخلاقيات العمل وقيمة العمل ووضع معايير لأدبيات وسلوك العمل كما طالبت بضرورة تطوير المناهج في المرحلة الابتدائية لتهتم بالممارسة العملية اضافة إلى الجوانب النظرية وإعداد شخصية المواطن لمواجة متطلبات المراحل القادمة. ووجه المنتدى الدعوة لمنشآت القطاع الخاص إلى بناء ثقافة لكل منها تقوم على أساس اعتبار الجودة أسلوب حياة والحرص على اتباع نظم إدارة الجودة الشاملة بالسبل والآليات المناسبة، كما دعت التوصيات القادة الإداريين في منظمات الأعمال أن يكونوا بمثابة القدوة بالنسبة لمرؤوسيهم في ثقافة المنشأة. وطالب المنتدى بتحقيق الشفافية الكاملة في نصوص عقد الاستخدام تسهيلاً على العامل من تحمل مسؤولياته التعاقدية وهو على معرفة كاملة بهذه النصوص.
وأكدت التوصيات على قيام المنظمات والهيئات الحكومية والخاصة باتباع منهج أخلاقيات العمل والذي يرتكز على العديد من المفاهيم كحسن اختيار الموظفين والتعليم والتدريب والتشجيع والقيادة والتوجيه، وأشارت التوصيات إلى دور وسائل الإعلام في التوعية بخطورة الانحراف الإداري وضرورة الالتزام بأخلاق العمل وقيمه الإسلامية. كما أكدت على ضروة توعية المواطن بدوره الرقابي في الاصلاح الأخلاقي من خلال توسيع نطاق المعلومات المتاحة.
وكانت الجلسة الختامية قد بدأت بمداخلة ألقاها الأستاذ مازن بترجي تناول فيها استراتيجية غرفة جدة في ترسيخ أخلاقيات العمل. حيث أشار أن ثلاثة من جملة ستة أهداف أعلنتها غرفة جدة لأنشطتها المختلفة تقوم مباشرة على دعامة أخلاقيات العمل وهي:
تنمية الموارد البشرية في القطاع الخاص بتدريب وتأهيل الكوادر الوطنية، ودعم العلاقات بين رجال الأعمال في المملكة العربية السعودية، والاسهام في تنفيذ سياسة الدولة نحو توطين الوظائف في القطاع الخاص. ونوه الأستاذ بترجي أنه استناداً إلى هذه التوجهات وضع مركزجدة لتنمية الموارد البشرية خططاً استراتيجية شملت العديد من الاتجاهات أبرزها تطوير برامج التدريب ورفع الوعي بأهمية أخلاق العمل وزيادة التنسيق مع مراكز التدريب المحلية وانشاء لجنة دائمة تحت رعاية غرفة جدة أو مجلس الغرف تضم في عضويتها نخبة من رجال الفكر وشركاء النجاح والتربويين والإعلاميين والدعاة يكون من مهامها الأساسية وضع معايير لأخلاق العمل بالمهن والصناعات المختلفة.
وفي ختام الحفل ألقى الأستاذ عدنان مندورة المنسق العام للمنتدى كلمة قدم فيها الشكر للمشاركين والرعاة وشكر إدارة فندق هيلتون جدة على استضافة فعاليات المنتدى. بعد ذلك قام الأستاذ مازن بترجي بتقديم دروع تذكارية وهدايا للمشاركين في فعاليات المنتدى.
الجدير بالذكر أن اليوم الأخير من أعمال المنتدى قد شهد أربع جلسات كرست في مجملها لتجارب المنشآت ورجال الأعمال المعروفين في تطبيق أخلاق العمل في منشآتهم. وكان أبرز المتحدثين في الجلسات الدكتور سحيمي صالح مدير مركز سنغافورة للاستشارات والدكتور علي بادحدح والأستاذ أبو داود الذي استعرض تجربة مجموعة أبو داود في تطبيق مفاهيم أخلاقيات العمل، وتناول الأستاذ أحمد فتيحي تجربته العملية في قطاع الذهب في حين تناول الأستاذ زهير السباعي تجربة مركز السباعي، وتناول الأستاذ علي النملة تجربة أرامكو السعودية في هذا الشأن.
وكانت أبرز أحداث هذا اليوم الإعلان عن تفاصيل مركز التجارة الرابحة الذي تبنت فكرته غرفة جدة. حيث أشار الدكتور عادل بشناق في عرضه للفكرة، أن المركز هو بمثابة مركز للمعلومات والدراسات يعنى بترسيخ القيم الإسلامية ونشر الأخلاق الفاضلة في العمل التجاري من منظور إسلامي تحت رعاية غرفة جدة وبالتعاون مع الغرفة التجارية الصناعية في مكة المكرمة والمدينة المنورة. كما تطرق إلى مهام المركز في تطوير وتأهيل آليات تنفيذ أخلاقيات العمل من منظور إسلامي ورصد مستوى الالتزام الجماعي بأخلاق العمل ونشر وتحليل الخبرات المحلية والدولية وتوفير المعلومات وعقد الندوات المتخصصة. ورأى أن اختيار مدينة جدة لهذا المركز ينطلق من كونها بوابة الحرمين الشريفين وبوابة التجارة من منظور إسلامي في العالم.
|