البحرينيون يدلون بأصواتهم في انتخابات البلديات
خليفة بن سلمان: يوم تاريخي للبحرين

* المنامة - رويترز:
توجه البحرينيون الى مراكز الاقتراع أمس الخميس للادلاء بأصواتهم للمرة الاولى في 32 عاما لاختيار اعضاء المجالس البلدية التي ينظر اليها على انها اختبار للاصلاحات الديمقراطية في البحرين.
وتأتي هذه الانتخابات التي تنافس فيها المرأة لاول مرة في اطار جهود المملكة البحرينية لإنهاء عقود من التوترات الطائفية .
وخرج الناخبون رغم حرارة الصيف للتوجه الى 50 مركز اقتراع فتحت ابوابها في الساعة 0500 بتوقيت جرينتش.
وقال رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان ال خليفة وهو يدلي بصوته في منطقة الرفاع «هذا يوم تاريخي للبحرين» مضيفا ان هذه الانتخابات «ستكون بإذن الله» خطوة اخرى نحو المستقبل الديمقراطي لهذا البلد.
وفي العاصمة المنامة وضواحيها كان الاقبال ضعيفا في الساعات الاولى من بدء التصويت اليوم الخميس لكن الاقبال زاد في وقت لاحق في بعض المراكز التي ابلغت عن ارتفاع نسبة الاقبال الى 20 في المئة بعد بضع ساعات من بدء عملية التصويت.
لكن في القرى الشيعية البحرينية قال شهود عيان ان الناخبين اصطفوا في طوابير عدة ساعات امام مراكز الاقتراع للادلاء بأصواتهم، وقال محمد علي ابراهيم «72 عاما» لرويترز وهو في طريقه الى مدرسة في قرية ضياء التي تم تحويلها الى مركز اقتراع «من مصلحتنا الادلاء بأصواتنا في الانتخابات».
وسار ناخبون آخرون اكثر من كيلومترين الى مركز الاقتراع. بينما جاء حسن علي مرهون /83 عاما/ على مقعد متحرك. وجرت آخر انتخابات بلدية في البحرين في الستينيات.
ووصف محللون هذه الانتخابات بأنها تجربة قبل اول انتخابات برلمانية تجرى في البلاد منذ 27 عاما في اكتوبر تشرين الاول وهي الاولى منذ ان حل الحاكم الراحل الشيخ عيسى بن سلمان ال خليفة اول برلمان في عام 1975 بعد عامين فقط من انتخابه.
وتتولى الحكومة تعيين رؤساء كل من المجالس الخمسة التي ستكون مسؤولة عن الخدمات في دوائرهم، وفي العديد من الدوائر الانتخابية الخمسة اخذت عملية التصويت مظهرا احتفاليا حيث قام المرشحون ومندوبوهم بتوزيع الحلوى والمياه وفي بعض الاحيان الاقلام على الناخبين. وتحدثت الناخبات بطريقة ودية مع مسؤولي الانتخابات.
وقالت سامية ابراهيم وهي مدرسة بحرينية لرويترز «انني اشعر بحماس حقيقي لكل هذا... النساء لهن حقوق ايضا وهو امر عظيم ان نتمكن من ممارسة هذه الحقوق».
ويبلغ عدد الناخبين المؤهلين للتصويت 238633 ناخبا امامهم حتى الساعة السادسة مساء للادلاء بأصواتهم والاختيار من بين 306 مرشحين بينهم 30 امرأة يتنافسون على 48 مقعدا في المجالس البلدية الخمسة التي يتألف كل منها من عشرة اعضاء. وقد فاز مرشحان من المحافظة الجنوبية بالتزكية.
ويتولى اكثر من 1500 مسؤول مراقبة عملية التصويت التي تستخدم فيها اجهزة الكمبيوتر والتي يقول مرشحو المعارضة انها لا تترك مجالا يذكر للتلاعب، ويبدأ فرز الاصوات في مراكز الاقتراع ومن المتوقع اعلان النتائج بحلول منتصف الليل.
وسوف تعلن النتائج النهائية بعد الجولة الثانية من الانتخابات التي ستجري يوم 16 مايو ايار، ويجب ان يحصل المرشحون على 50 في المئة على الاقل من الاصوات لكي يصبحوا مؤهلين للفوز والا تعين عليهم خوض الجولة الثانية.
ومنذ اسابيع يجري تشجيع الناخبين على الادلاء بأصواتهم من جانب المسؤولين ووسائل الاعلام بل ومن جانب رجال الدين الشيعة رغم تحفظاتهم ازاء السلطات المخولة للمجالس البلدية وتوزيع المقاعد.
وهزت اضطرابات قام بها الشيعة الذين يشعرون بالاستياء من اوضاعهم السياسية والاقتصادية البلاد في الثمانينيات والتسعينيات، ومعدلات البطالة في البحرين من اكبر المعدلات في منطقة الخليج وسجلت العام الماضي معدلا قياسيا بلغ 2 ،5 في المئة.