المتابع لما ينشر في الصحف الإسرائيلية يكتشف وبعد متابعة لأسبوع واحد، ان الانتفاضة الفلسطينية أحدثت زلزالاً لن تتوقف توابعه وتداعياته، مهما فعلت قوات الاحتلال الاسرائيلي ومهما «اخترع» شارون من خطط قمعية والتي آخرها خطة «السور الواقي».
والقراءة السريعة لما تنشره الصحف الإسرائيلية تكشف الانهيار الخلقي والاجتماعي والاقتصادي.. وحتى العسكري الذي يبدو للوهلة الأولى أنه متماسك. والمقتطفات التالية تؤكِّد هذه الحقيقة، ففي تقرير لمراسل يديعوت للشؤون العسكرية إليكس فيشمان يقول: «الذي شهدناه في الأسبوعين الأخيرين كان مجرد هدنة مؤقتة جداً، خداع بصري، فبعد كل العمليات العسكرية عادت العمليات الانتحارية، لقد أنشأت عملية «السور الواقي» انتحاريين مثل الفطر.. وعملية تل أبيب الأخيرة ما هي إلا بداية جديدة..!!
أما معاريف فقالت تحت عنوان «الأمل الخائب» في افتتاحيتها:«إن هذا كان من المفروض أن يحدث عاجلا أو آجلا. كان القلب يريد ان نقتنع بأن عملية (السور الواقي) وضعت حدا للعمليات الانتحارية ولكن العقل قال ان العملية الجديدة قادمة». وقالت الصحيفة بعد ان استعرضت الأوضاع الأمنية الأخيرة: «ان منطقتنا كما يبدو لا تزال موجودة في حالة أصبحت معها كل الأقوال الجميلة وكل الخطط المتفائلة وكل الاتصالات اللطيفة والمعقدة مهددة بالانهيار بعد وقوع عملية إرهابية واحدة»!!
أما هآرتس فقد اهتمت بتدهور الأوضاع الاقتصادية وقالت تحت عنوان «عبر البنك التجاري»: «ان محافظ بنك اسرائيل والمراقب على البنوك حاولا هذا الأسبوع صد الادعاءات التي بموجبها الرقابة على البنوك فشلت فشلا ذريعا» واستعرضت الصحيفة آثار الفضيحة في البنك وقالت: «ان الوضع الاقتصادي صعب وتتفشى فيه مظاهر الرشوة والغش».
وعن تدني أخلاق السياسيين تكشف الصحف الإسرائيلية مجتمعة، وبالذات هآرتس ومعاريف ويديعوت وهتسوفيه، أن الأوساط السياسية الإسرائيلية الآن منشغلة في نصب الفخاح وحياكة المؤامرات بعضها لبعض، ففي معسكر الليكود يسعى نتنياهو للاطاحة بشارون عن طريق دفع أنصاره الى المزايدة على تطرف شارون بتطرف أكثر وهو المطالبة بالطرد للفلسطينيين من الضفة الغربية وإبعاد عرفات الى خارج فلسطين.. أما في معسكر حزب العمل فابن اليعازر يتربص منتظراً «عراك» الليكود ليقفز لكرسي السلطة، وبيريز يمارس التزلف السياسي.
وتجمع الصحف الإسرائيلية على ان الانهيار الأخلاقي السياسي والتدهورالاقتصادي.. والتخبط الأمني بداية انهيار الحلم الصهيوني.
|