Friday 10th May,200210816العددالجمعة 27 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

مشروع أكاديمي يلفت الانتباه إلى المسلمين الأمريكيين على المستوى الفكري مشروع أكاديمي يلفت الانتباه إلى المسلمين الأمريكيين على المستوى الفكري

* واشنطن من ستيفن كوفمان:
تشير المعلومات التي جمعها برنامج مابْس (أو المسلمون في الساحة الأمريكية العامة) إلى أنه لايوجد بلد في العالم يتصف مسلموه بمثل التعددية التي يتصف بها مسلمو الولايات المتحدة.
وتشمل المعلومات مسلمين تربطهم روابط عرقية بمجتمعات في جميع انحاء العالم، بالإضافة الى الجالية الاسلامية الأهلية الأصلية المكونة من الأمريكيين الأفارقة (أي الأمريكيين السود)، كما تشير إلى أن عدد المسلمين الإجمالي، بمن فيهم الممارسون وغير الممارسين للشعائر الدينية، يبلغ ستة ملايين شخص يعيشون في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وكان مؤتمر حول المسلمين الأمريكيين عقد في جامعة جورجتاون بواشنطن العاصمة في الثالث والعشرين من نيسان/أبريل الماضي قد شكَّل ذروة بحث استغرق عامين قامت به منظمة مابس لدراسة آراء المسلمين السياسية، وعاداتهم في التصويت في الانتخابات، ومواقفهم الاجتماعية، وممارساتهم الدينية في الولايات المتحدة، وعنوان المنظمة الإلكتروني هو: www.projectmaps.com
وعلق الاستاذ في جامعة جورجتاون، جون إسبوزيتو، على أهمية المشروع بالقول: أصبح بإمكاننا التحدث الآن بصورة أكثر عقلانية عمن يكون المسلمون، وعن أماكن تواجدهم.. وأصبحت الطريقة التي نتحدث بها عن الإسلام أكثر صقلاً وثقافة.
أما سليمان نيانغ، وهو البحاثة الرئيسي المشارك في مشروع مابس فقال ان المعلومات التي توفرت نتيجة له تسد فراغاً في المعلومات عن الوجود الامريكي المسلم والتجربة الامريكية الاسلامية.
وأضاف نيانغ ان «المسلمين سيحتلون مكانة فكرية في مكتبات امريكا» في الدراسات الاثنية وتلك المتعلقة بعلم الاجتماع.
ومضى البحاثة الى القول «إن مشروع مابْْس يوضح للمسلمين أنهم يجب أن يُعرَفوا، لأن الأقليات تبقى مجهولة غير مرئية، والطريقة الوحيدة التي يمكنها أن تكافح بها ضد التعصب الأعمى هي أن تصبح مرئية تلفت الانتباه، ولفت الانتباه على الصعيد الفكري هو أفضل أشكال التعرف «إلى الأقليات».
كذلك أشار لوي لوغو، وهو من مؤسسة بيو الوقفية الخيرية التي تؤمّن التمويل لمشروع مابس، إلى أنه من المهم جداً دراسات شريفة محترمة على المسلمين الأمريكيين لمساعدة المجتمع الامريكي العام على رفض الصور النمطية السلبية والتحول الى مجتمع أكثر شمولية.
وقال لوغو حول هذه النقطة بالذات «يصعب على المجتمع ان يتأقلم مع التغيرات ويصبح أكثر شمولية في الطريقة التي يفهم بها نفسه كأمة تشكل وحدة سياسية متكاملة، ولكن إن نظر المرء الى تاريخنا سيجد انه، في نهاية الأمر، والى الحد الذي نجحنا فيه في تطبيق أنبل المبادئ المتعلقة بالحرية الدينية.. أصبحنا ديمقراطية أقوى».
وقد أجرت منظمة زغبي الدولية استطلاعاً لحساب المشروع عدد خمس خصائص للمسلمين في أمريكا، وقال مدير مشروع مابْس، زاهد بخاري، إن المعلومات كشفت عن أن الجالية الإسلامية تعددية وثرية ونشطة وتمارس الشعائر الدينية وتتميز بالمعرفة والذكاء السياسيين.
كما أبرز المتحدثون في المؤتمر الذي عقد في الثالث والعشرين من نيسان/أبريل الماضي وحمل اسم «الأمريكيون المسلمون: جالية على مفترق الطرق»، قوة محتملة اجتماعية وسياسية جديدة للمسلمين مع ظهور جيل أصغر من المسلمين المولودين في أمريكا.
فقال ممتاز أحمد، الأستاذ في جامعة هامتون، إن هذه المجموعة الصاعدة أكثر تثاقفاً أو تأقلماً مع الثقافة الأمريكية، وأقل إحساساً بالرهبة وأكثر معرفة بالمجتمع الأمريكي العام من جيل آبائها.
وأضاف أحمد أن أبناء هذا الجيل الصاعد يتكلمون الانجليزية بلكنة أمريكية ويفخرون بكونهم أمريكيين ويدركون الحريات الممنوحة لهم بموجب الدستور الامريكي، وهم لايشعرون «بأي نهْي يحول دون الإصرار على حقوقهم كأمريكيين».
وقارن البروفسورنيانغ بين: استعداد المسلمين المولودين في الولايات المتحدة التعاطي مع الامريكيين والانخراط معهم وإحساس جالية المهاجرين بأنها منعزلة عن المجتمع الامريكي العام لعدم معرفتها بثقافته ولغته، ولشعورها بعدم الاستقرار بعد اقتلاع جذورها من وطنها الاصلي.
وقال نيانغ إنه كانت تسيطر على المهاجرين الأكبرسناً «أسطورة العودة» حيث حالت فكرة عودتهم في يوم من الأيام الى وطنهم الأصلي دون انخراطهم سياسياً في المجتمع الامريكي، وأضاف أنه كانت بين النتائج غير المقصودة للحادي عشر من أيلول/سبتمبر التحطيم الفوري لهذه الحالة من الإنكار «للواقع» عبر إجبارهم على ادراك كونهم يواجهون، كأمريكيين، نفس المخاطر والكراهية التي يشعر بها المتطرفون ضد إخوتهم المواطنين الآخرين.
وأضاف: «لم يعد أي أمريكي مسلم مهاجر يعيش الآن في الولايات المتحدة يفكر بأسطورة العودة الى وطنه الأصلي، لأنه سيحمل معه، إن هو عاد، جواز السفر الأمريكي، الذي يضعه في نفس موضع الأمريكيين الآخرين».
وذهب شيرمان جاكسون، الأستاذ في جامعة متشغان إلى حد القول إن جميع الامريكيين المسلمين، سواء كانوا أمريكيين أفارقة أو أمريكيين من جالية المهاجرين، يشعرون بأن الولايات المتحدة هي موطنهم وأنهم ينتمون إليها، وأشار إلى أن مدى هذا الإحساس بالانتماء بلغ حداً من القوة عند بعضهم جعلهم لا يشعرون بأي ضغط لإظهار وطنيتهم بشكل يختلف عن طريقة تعبير جيرانهم من غير المسلمين بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر.
وقال جاكسون: «ليست لديهم أية فكرة أو مفهوم شخصي بأنهم غرباء في امريكا، وهذا هو في الواقع أساس شعورهم بالانتماء إليها، وهم لهذا السبب لايشعرون بأي واجب يدفعهم فجأة إلى النهوض وإثبات أن مكانهم هنا وأنهم ينتمون إلى هذا المكان، وإلا فإلى أي مكان ينتمون إذن؟».
أما سيد حسين نصر، الأستاذ في جامعة جورج واشنطن، فأشار إلى أهمية الأمريكيين المسلمين بالنسبة للمسلمين الآخرين في جميع أنحاء العالم، وبالنسبة لجهود الحكومة الأمريكية الرامية إلى مد الجسور للتقريب بين المجتمع الأمريكي والعالم الإسلامي ثقافياً وسياسياً.
وقال نصر إن من المفارقات التي تميز الجالية الأمريكية المسلمة هو أنها تلعب الدور الأهم في السياسة الطبيعية المعاصرة رغم أنها تشكل جزءا صغيراً جداً فقط من مسلمي العالم الذين يربو عددهم على ألف مليون نسمة.
ومضى نصر إلى القول إن القوة الأمريكية الاقتصادية والعسكرية والسياسية «تؤثر على حياة كل مسلم في العالم تقريباً، فكل قرار يتخذ في هذه المدينة «واشنطن» يؤثر على حياة الملايين من المسلمين في جميع أنحاء العالم، وكلنا ندرك ذلك تمام الإدراك».
ويقدم هذا الإدراك، في رأي السيد نصر، «فرصة فريدة (كما يضع) مسؤولية ضخمة على عاتق الجالية الأمريكية المسلمة»، وأورد الاستاذ الجامعي هذه الحقيقة كحجة لإقناع المسلمين بالتعاطي بشكل أكبر في المجال السياسي للفت انتباه المسؤولين الأمريكيين الى القضايا التي تهم العالم الإسلامي.
وأضاف نصر أن مسؤولية الجالية تمتد أيضاً في الاتجاه المعاكس وأنه يمكن للمسلمين الأمريكيين أن يشكلوا حلقة اتصال مهمة بين وطنهم «أمريكا» وإخوانهم المسلمين عبر العالم.
وقال: «لم تجد الولايات المتحدة نفسها إطلاقاً في الماضي في وضع تريد فيه مصادقة عالم شاسع قوامه أكثر من ألف مليون شخص في نفس الوقت الذي تتعرض فيه الكراهية من قبل القوى المتطرفة في ذلك العالم، وتملك الولايات المتحدة بين حدودها أقلية كبيرة مؤهلة من كل النواحي لأن تكون الجسر بين أمريكا والعالم الإسلامي».

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved