Friday 10th May,200210816العددالجمعة 27 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

ماذا يحدث في الشيشان، ولمصلحة من التصريحات المتضاربة؟!! ماذا يحدث في الشيشان، ولمصلحة من التصريحات المتضاربة؟!!

* موسكو - خدمة الجزيرة الصحفية:
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن قناعته بأنه من السابق لأوانه تسليم عملية مكافحة ما أسماه بالإرهاب في الشيشان من جهاز الأمن الفيدرالي (الاستخبارات) إلى وزارة الداخلية، وقال بأن الانتقال إلى مرحلة جديدة من العملية لا يزال مبكراً، ويجب الإعداد والتفكير للتعاون بين الأجهزة المختلفة. وبوتين نفسه هو الذي صرح منذ عدة أيام في رسالته السنوية إلى البرلمان الروسي بأن المرحلة العسكرية في الشيشان قد انتهت! إلى جانب ذلك رأى مدير جهاز الأمن الفيدرالي نيقولاي باتروشيف أن المعطيات المتوفرة تشهد على وجود مجموعات في الشيشان تريد تسليم السلاح للسلطات. ووفق كلام مدير جهاز الأمن الفيدرالي فيجب أن يتم كل شيء في هذه المرة بشكل «قانونى وأن يتم تشجيع مجموعات أخرى لتسليم السلاح»، بينما أعلن بوتين مجدداً عن ضرورة «مواصلة، وبشكل حازم وبكل الوسائل، المعركة مع الذين لا يريدون العودة إلى الحياة الطبيعية في الشيشان».
كل هذه التصريحات جاءت عقب ما تردد حول مقتل القائد خطاب. ثم عرض مشاهد من شريط قام بإعداده المقاتلون الشيشان وسربوه إلى الاستخبارات الروسية التي سربته بدورها إلى التلفزيون الحكومي الروسي- كل ذلك من دون وجود جثة خطاب، ومع رفض كل من النائب العام الروسي فلاديمير أوستينوف ورئيس الإدارة الشيشانية الموالي لموسكو أحمد قاديروف لكل ما تردد حول مقتل خطاب. وتزامنت هذه التصريحات مع ما أدلى به رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية أناتولي كفاشنين حول نجاح القوات الروسية من «اصطياد» شاميل باسايف، وهو الأمر الذي دفع وزارة الدفاع الروسية في اليوم التالي إلى نفي الخبر، ووصف كفاشنين بأنه يمتلك معلومات قديمة تتردد منذ حوالي العام تقريبا.
في هذا السياق رأت الصحف الروسية أن أيام أعياد مايو (1-5 مايو) قد مرت بهدوء نسبي في الشيشان، وهو ما يتناقض مع الواقع نظراً لحدوث العديد من العمليات العسكرية من الطرفين سواء الشيشاني أو الروسي. المثير أن بعض الصحف تساءلت بسذاجة: هل ذلك هو إجازة قسرية أخذها المسلحون، أم دليل على التحولات الهامة الجارية في الجمهورية «المتمردة» نحو تطبيع الوضع؟ فكتبت صحيفة «إزفستيا» أن «العسكريين الروس يفسرون الهدوء خلال الأيام الأخيرة بالدوريات الدائمة في الشوارع، وإدخال قوات مهمة إلى جروزني، وإجراء عدة عمليات خاصة. ورداً على ممارسات القوات الفيدرالية أعلن المسلحون عبر مواقعهم الإعلامية على الإنترنت أنهم لا ينوون الهجوم على العاصمة جروزني. ووفقا لرأي مصدر في قيادة القوات الفيدرالية الموحدة في الشيشان فالغبي وحده هو الذي يتوجه إلى جروزني في وقت ينتظرونه فيه هناك. وحسب رأي المصدر ذاته فبغض النظر عن مقتل خطاب، وصمت إذاعة شاميل باسايف، لم يتغير شيء في الجمهورية عموماً. فحرب العبوات الناسفة وخطف وقتل الموظفين الشيشانيين الموالين للمركز الفيدرالي لا تزال مستمرة. والآن انتقلت وظائف خطاب إلى أبي الوليد الذي كان ينفذ في عهد خطاب دور المستشار المالي وهمزة الوصل مع «الإخوان المسلمين» الذين يمولون المسلحين الشيشانيين من الخارج. ولو قتلنا أبا الوليد، كما تقول الصحيفة على لسان المصدر العسكري الروسي، سيظهر مرتزقة جدد، والأمر ذاته بشأن القادة الميدانيين، الآخرين.
أما صحيفة «فريميا نوفوستى» فقد لفتت الانتباه إلى العملية غير المسبوقة التي جرت في نهاية الأسبوع الماضى. والمقصود هو استسلام مجموعة من المسلحين طوعا للقوات الفيدرالية، وهذا الأمر يحدث لأول مرة منذ سنتين، حيث توجه 37 مسلحاً من حرس مسخادوف وبعض الفصائل المستقلة إلى بلدة سينتروى (بلدة رئيس الإدارة الشيشانية الموالي لموسكو أحمد قاديروف) وألقوا بأسلحتهم في الساحة الرئيسية من البلدة بحضور مسؤول رفيع المستوى. وجرى ذلك أمام أحمد قاديروف الذي يلعب دور صانع السلام الرئيسي، والذي عد المسلحين المستسلمين بحمايتهم وإعطائهم جوازات سفر روسية جديدة بدلا عن البندقية وحصلوا على ضمانات من قيادة القوات الموحدة في الشيشان في شخص قائدها فلاديمير مولتينسكي والمدعي العام في الجمهورية فسيفولود تشيرنوف.
بعد الجزء الرسمى من العملية سلم المسلحون أنفسهم لقافلة عسكرية وتوجهوا إلى النيابة العامة المحلية. وسيمضي المسلحون هناك عدة أيام لإجراء عمليات تحقيق، وبعد ذلك سيتم تزويد غير المتورطين في جرائم بجوازات جديدة وسيتوجهون إلى منازلهم. وقال سكرتير مجلس الأمن في الشيشان رودنيك دودايف إن عدد الذين يرغبون بتسليم أنفسهم كان يمكن أن يكون أكبر إلا أن الذي حال دون ذلك هو المفاوضات التى جرت في نهاية 2001 في موسكو بين أحمد زاكايف ممثل مسخادوف وممثل الرئيس الروسي في إقليم الجنوب الفيدرالي فيكتور كازانتسيف، حيث خاف الكثيرون من أن تقوم روسيا بالمفاوضات ويتسلم مسخادوف السلطة مجددا في الشيشان.
وأوردت صحيفة «كميرسانت» بالتفصيل ما حدث خلال الاجتماع الذي جرى في الشيشان وحضره وزير الدفاع سيرجي إيفانوف ومدير جهاز الأمن الفيدرالي نيقولاي باتروشيف.
وذكرت أن باتروشيف أعلن بعد الاجتماع أن قيادة العملية المناهضة للإرهاب في شمال القوقاز يمكن أن تسلم لوزارة الداخلية قبل نهاية العام الجاري، واعترف وزير الدفاع سيرجي إيفانوف بأن وزارته لا تملك معلومات موثقة عن مقتل شامل باسايف. وقال خلال الاجتماع إن القوات الروسية ستبقى بصورة دائمة في أراضي الشيشان.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved