* طوكيو - خدمة الجزيرة الصحفية
طلبت واشنطن بشكل غير رسمي من طوكيو مد يد العون لها بواسطة مساندتها بالمدمرات «أيجس» في حالة الهجوم على العراق، وهو طلب من العسير على اليابان الاستجابة له، حسب تصريحات المصادر الحكومية.
وقد جاء الطلب خلال اجتماع عمل ياباني - أمريكي يتصل بالشؤون الخارجية وشؤون الدفاع.
وقال ممثلو الولايات المتحدة إنهم يعولون على اليابان في إرسال سفنها الحربية من طراز «أيجس» وكذا طائرات بي 3 سي المضادة للغواصات إلى البحر العربي لمساندة القوات الأمريكية التي قد يتم تحريكها إلى الخليج العربي عندما يصبح الهجوم وشيكا.
ومع ذلك قالت مصادر حكومية يابانية إن ذلك قد يكون من الصعب تحقيقه سياسيا وقانونيا في ظل قيود التشريع الذي تم تبنيه والذي يسمح بتعاون اليابان في نطاق حملة الولايات المتحدة ضد الإرهاب.
وصرح بعض المسئولين بأن المعايير الخاصة لهذا القانون لا تنطبق على الأرجح على الهجوم على العراق ما لم يكن الهجوم يستهدف شبكة تنظيم القاعدة الإرهابي، وعندما التقى الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش مع رئيس الوزراء الياباني جونيكيرو كويزومي في شهر فبراير.
أفاد بوش بأن كل الخيارات مفتوحة أمامه، بما في ذلك الهجوم العسكري على العراق، ومع ذلك، تعهد بوش بمواصلة الجهود الدبلوماسية للوصول إلى حل أقل عنفا. وصرح مساعدو كويزومي بأنهم في الوقت الراهن لا يأخذون المطالب الأمريكية على محمل الجد لأن الجانب الأمريكي لم يلح في ذلك.
على أي حال فإن واشنطن منغمسة في الوقت الحالي حتى أذنيها في محاولتها التوصل إلى نوع من الهدنة بين الإسرائيليين والفلسطينيين وليس من المحتمل القيام بأي تحرك ضد صدام حسين في القريب العاجل.
وفي أي مسألة تتعلق بالمساندة العسكرية، فإن القضايا الدستورية دائما تأخذ جانبا كبيرا من الاهتمام في طوكيو، وخصوصا عندما يتعلق الأمر بالمدمرات «أيجس» الفريدة.
فمن خلال أنظمة معلوماتها المتقدمة، يمكن للسفن الأمريكية «أيجس» أن تتبادل المعلومات العسكرية الهامة مع شقيقاتها في الأسطول الأمريكي، ومن المؤكدأن يؤدي ذلك إلى إثارة اعتراض أحزاب المعارضة اليابانية إذا حاول كويزومي إرسالها إلى بحر العرب.
إن أي جدل سياسي حول العراق لن يكون موضع ترحيب في الوقت الراهن حيث يحشد مجلس وزراء كويزومي كل طاقاته من أجل تمرير ثلاثة تشريعات جديدة تتصل بالهجوم العسكري عبر المجلس التشريعي خلال الدورة الحالية.
وبعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية، طلبت واشنطن من طوكيو بشكل غير رسمي إرسال المدمرات أيجس إلى المحيط الهندي لمساندتها في الهجوم على طالبان وتنظيم القاعدة في أفغانستان.
وأثار هذا الطلب معركة حامية الوطيس حتى داخل الائتلاف الحاكم.
ومع ذلك، فإن الانهيار السريع لنظام طالبان في نوفمبر الماضي يمثل حدثا ليس من المرجح أن يتكرر في حالة الهجوم على العراق الذي يثير الكثير من المتاعب.
* «أساهي شيمبون» اليابانية |