زمن كان
كنتُ أحسبه لا يزال،
ولكنه
أصبح ماضٍ..
زمن كان
كنت أحسبه يدوم،
ولكنه
صار إلى ذكرى قررت
أن لا تعود.. أن لا تدوم.
.. يا مساء البوح الذي غاب
يا مساء البوح الذي صار ذكرى
أين أمسك.. أين لحنك
شدوك.. ذكرك!
مالي لا أَرَ الدرب جلياً واضحاً
مثلما بالأمس كنتُ أراه!
والنَّاي أضحى حزيناً
باكياً
في اضطراب.. واغتراب
أيها السائل عن سرِّ اغترابي
أصغِ سمعك إنني أعلنُ سرَّ
هذا مني نزف.. واعتراف:.
ذلك الماضي
غيمة من حنين،
ورقة من دفتر الفرح القديم
ذلك الماضي هو بعضي.. هو كُلّي كان أنتِ، قد لا يزال
أيها السائر نحو المغيب:
أتذكُر
كان فينا الدرب ينادي بعداً
فنزداد وصلاً.. ونزداد قرباً
ولكننا .. فجأة
نختفي.. ننتهي
تسير خُطانا بعيداً.. بعيداً
نرتب قصيدة تحمل شيئاً
من نبض وداع.. لا
من جروحٍ وقروح
لا تسألي.. أو تقولي لي
أين القصيدة؟
هي ليست معي، أبداً لم تخلد في
ذاكرتي.. لم تكن لكِ!
رسمتها للمغيب
رميتها هناكعلى حافة الدرب الطويل.. المؤدي
للرحيل،
أظنها لا تزال تنزف
فيضاً.. معنىً خصبا
أكاد أسمع همساً
من بعيد يأتي من حافة الدرب الطويل
هو بالتأكيد لقصيدتي: يردد
« ليس أشق النهار على كاهلي
من صديقٍ عزيز إلى الوصل يوماً
رعاني.. فخنته»(1)
تُراي أخنت الرفيق؟!
حينما أَملتُ طرفي..أو أصغيتُ لسائرٍ
مرَّ بي!
أو قرأت سطوراً ملقاة على حافة
الطريق.. أَأَقول إنني أسأت
فاختفى الرفيق
وفي عينيه دمع.. وتراتيل مساء
وانتهى يحمل جرحاً وعباراتٍ أليمة
أيها الرفيق لا.. أيُّها
الحاضر كله:
تراك تقبل مني اعتذاراً، أو
تُراي ألقاك
لربما.. يكون
فتأتي،
وقد لا تأتي..
فاقبلي إذا ما سمعتِ نبضاً
يردد:
الوداع.. الوداع
فما عدتُ أنتظر
(1) المقطع من قصيدة «جبان تحت الصفر» لعبد الملك بيبي |