Friday 10th May,200210816العددالجمعة 27 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

الخطوة الأولى الخطوة الأولى
الحقيقةُ مأتم
سجم

ذات طفولة..
استرقت السمع.. توهمت ان هناك شيئاً ما.. كانت الأنظار تطاردها في كل مكان وكانت هناك عبارات وهمسات موغلة في الغموض.. رائجةٌ بين الجد والهزل.. استشفت من هذه النظرات أن هناك من ينتظرها عند مكان ما.. ليس الآن ولا غداً وليس بعد غد.. ربما يكون بعد سنين ليست بالقصيرة.. ولكن المهم ان تبدأ ترسم لنفسها عالماً بمحاذاة عالمه.. تبدأ في صنع انسجام بين روحين..روحين لاتعرفان الى الآن ما هو مصيرهما..وكل ذلك يجب ان يكون بالخفاء.. لا يجب ان يعرفها احد او ان يطلع عليها احد أياً من كان.. لأنها سوف تكون على العكس خطيئة لن تغتفر، كل ذلك من قبل هؤلاء الذين اعطوها رأس الموضوع وطالبوها وبشكل غير صريح بتكملته ولكن حذارِ من مغبة إفشائه ولو مع نفسك..
ذات صباً..
بدأت تحلم.. كانت احلامها تعانق الفضاء.. تسبح مع الطيور في كل مكان.. كانت لاتستقر على الأرض.. لأنه وبكل بساطة سوف تضيق بها الأرض بما رحبت. كيف لا.. وهي بعد أقل من أشهر سوف تعانق أحلامها على أرض الواقع.. سوف تتفجر براكين.. فرحتها التي طالما شحت بها خوفاً من أن يأتي ذلك اليوم ولا تجد ما يوفيه حقه من الفرح.. سوف تطلق العنان لكل مشاعرها واحاسيسها.. سوف لن تطير مرة أخرى.. بل ستستقر على الأرض.. لأنها المكان الوحيد الذي يشعرها بأن حلمها قد تحقق..
ذات حقيقة..
شعر بلطم كلماته قبل همساته.. شعرت بموته قبل ميلاده.. شعرت وشعرت.. ولكن المهم أنها شعرت بالحقيقة تجري في عروقها مجرى دمها الذي قد توقف منذ تلك اللحظة.. أوهام.. وعبارات مبهمة.. لماذا كل هذا.. لماذا لم يشاركني دور البطولة؟ أهذا هو قرار؟ أم إخراج ما كان مختبئاً في جعبة القدر!؟ لماذا لم يساعدني على حمل الألم.. لماذا دائماً أكون أنا الضحية والمسؤولة والظالمة!! ما عادت عيناها تستطيعان حمل ذلك المنظر.. ذلك المصير البائس «يوم زفافها» تعبر إليه على حطام أحلام طفولةٍ وآمال صباً ومأتم واقع..

(*)الدوادمي

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved