بمناسبة ما يفعله بعض الناس في أول شهر ابريل من الكذبة التي يسمونها كذبة ابريل والتي تلقوها من أناس لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر الإيمان الحقيقي
فإن بعض الناس صار يقلدهم في هذه الكذبة وان كنت أظن أن كثيرا منهم إنما يفعلها على سبيل المزح والنكتة ولكن ذلك لا يبرر فعلها ولا يحسن قبحها وقد رأيت أن أكتب إلى اخواني في بيان الحق فيها وانها مخالفة للحق من وجوه متعددة أحدها: انها تقليد لمن لا يؤمن بالله واليوم الآخر واتباع لسبيلهم والتشبه بهم ومن سلك سبيل قوم في الدنيا سلك الله به سبيلهم في الآخرة وحشره معهم كما قال: (احشروا الذين ظلموا وأزواجهم) أي: نظراءهم وأشكالهم. وقال النبي عليه السلام من تشبه بقوم فهو منهم.
الثاني: انها مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه هو الصدق قولا وقصدا وعملا والحث عليه والابتعاد عن الكذب كله والتحذير منه.
الثالث: أنها كذب والكذب محرم شرعا ومستقبح عقلا وفطرة. وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم عن الكذب وقال: اياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا ويا سبحان الله كيف نستسيغ ونستحسن ما يستقبحه ولا يستسيغه جميع العقلاء حتى الجاهليون في جاهليتهم.
الرابع: ان هذه الكذبة تتضمن غالبا مفاسد أخرى كترويع المسلم وأكل ماله بالباطل وخداعه واحداث العداوة والبغضاء ونحو ذلك من المفاسد التي تزيدها قبحا إلى قبحها واثما إلى اثمها.
الخامس: ان هذا يؤدي إلى تعظيم الكفار وتتبع طرائقهم وسننهم فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم. وقد يكون اتباع طريقتهم في كذبة ابريل فتح باب لاتباع طريقتهم في غيره.
السادس: ان هذا نداء واعلان بضعف النفوس وهو أنها حيث لم تعد بذاتها ولم تعتز بدينها ولم تتجنب ما تقر بقبحه لولا الهوى والضعف. وهذا ما لا يرضاه عاقل لنفسه.
والذي انصح به اخواني ان يحرروا انفسهم وعقولهم من التقليد الأعمى الذي لا يجلب عليهم إلا الضرر والاثم في دينهم ودنياهم وان يعتزوا ويفتخروا بما منّ الله به عليهم من الدين الكامل والهدى المستقيم الذي ساد به سلفهم جميع الأمم وفتحوا به القلوب والبلاد وصار الناس ينظرون اليهم نظرة الاجلال والتعظيم لما تمسكوا به وساروا عليه من الاخلاق الفاضلة والآداب العالية والاصلاحات الشاملة. فهو صراط الله الذي له ما في السموات والارض. صراط الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. فاتبعوه ولا تتبعوا اهواء قوم قد ضلوا من قبل واضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل.
وفقنا الله واياكم للصدق في القول والعمل وجنبنا الكذب والزور والزلل انه سميع عليم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
|