** توالت مآزق الجهات المعنية باتحادنا الرياضي الموقر، وتعاظمت عطفا على تنامي تبعات التساهل والتباطؤ في اعادة الأمور الى نصابها الطبيعي.. وظلت تلك الجهات تراوح بين الابتكارات تارة.. وبين التعديلات تارة أخرى؟!.
** فمع احترامي الشديد: لم يتحقق من وراء ذلك كله ما يبشر أو يشير الى أننا جنينا أي مردود فني أو فكري ملموس على صعيد منافساتنا المحلية بقدر ما تسببت تلك الاجراءات في تفشي حالات الخروج على المثل والروح الرياضية، والضرب بالقيم الاجتماعية والأخلاقية عرض الحائط.. وشيئا فشيئا ستحل المؤثرات والمصطلحات الرياضية وانعكاساتها محل الثوابت والخصوصيات العظيمة لهذا المجتمع النظيف والذي ظل يمثل على مدى تاريخه المجيد الانموذج الحي للمجتمع العربي المسلم الأصيل، الذي لا تطغى فيه التوافه والترهات على المثل والمسلمات.
** تباطؤ وتساهل اتحادنا الموقر في الغاء نظام الدوري المستحدث والعودة الى الجادة المتبعة على مستوى العالم نتج عنه العديد والعديد من المتعرجات والمتاهات التي ما أنزل الله بها من سلطان.. فضلا عن ان اتحادنا نفسه كان في غنى عنها.
** فها هو الرابع والثالث والثاني ترتيبا كل منهم يطالب بحقه كبطل يكفله له النظام المستحدث بصرف النظر عن كونه يحوز أو لا يحوز على مؤهلات البطولة؟!.
** وهاهو الفريق الذي أدت ظروف تواجد قياداتنا الرشيدة في مدينته وفي تزامن فرضه النظام المستحدث للدوري لاقامة النهائي فيها مما منحه 50% من عوامل ومقومات التكويش على أكثر من 95% من البطولات المحلية على مدى عدة مواسم.. في الوقت الذي تحرم بقية الفرق من هذا الحق، وهذه الميزة الهامة.. وبناء على استمراء تلك التسهيلات التي كرست في أذهان منسوبيه الشعور بأنه الوريث الشرعي لكل البطولات المحلية على اعتبار أنها أضحت ماركة مسجلة باسمه لا ينازعه عليها أحد.. ولم لا: طالما ان اللقاءات النهائية لا تقام إلا على ملعبه ووسط جمهوره.. وان حدث وحصل على أي من تلك البطولات فريق آخر حلت الكارثة وقامت القيامة، والكل لصوص ومتآمرون، و...و...؟!
** الأدهى والأمر من ذلك، ونتيجة للتساهل والتباطؤ ما نقرأه اليوم في صحافتنا الرياضية من تلميحات وتصريحات، وفي ثنايا مقالات مطولة وبارزة تجاهر جميعها دون تحفظ بالتأكيد على ضلوع اتحاد القدم فيما أسموه ب«المؤامرة» المنطوية على تعيين أو تحديد البطل منذ بداية الموسام حسب تأكيداتهم.. مع انني لم أقرأ خلال المواسم القليلة الماضية من تجرأ على اتهام اتحاد الكرة أو غيره بالتواطؤ في حصول ذلك الفريق على الثلاثيات والرباعيات رغم توافر المبررات المدعومة بالأحداث الموثقة للموسم الرياضي وما قبله وفي المربع وغير المربع!!.
** وها هي ادارة أحد فرق الوسط التي لم تحقق أي بطولة محلية أو خارجية منذ عدة سنوات تشترط منح فريقها حق التمثيل الخارجي وإلا «...» مما أدى الى الرضوخ لرغبتها على حساب الأحق، ومن خلال عفس ولخبطة الأمور رأسا على عقب؟!.
** كل ذلك نتاج بركات المكابرة بعدم الاعتراف بخطأ الاستمرار في منهجية المربعات والمثلثات، وما الى ذلك من أمور لانشك انها كانت ترمي الى الصالح العام، لولا أنها أثبتت عدم جدوى التشبث بها لاسيما بعدان استنفدت أغراضها.. وحتى لا تتفاقم الأوضاع أكثر مما هي متفاقمة.. وحتى لا نقول ياليت اللي جرى ما كان.
بيدي لا بيد عمرو
** على طريقة المثل أعلاه حطمنا الحكم السعودي مع الأسف الشديد وبارادتنا جعلناه العوبة ومضغة على لسان الفاهم والجاهل، والصاحي والمجنون.. تركنا الباب على مصراعيه لكل من هب ودب للنيل من أمانة ونزاهة وحتى أدق خصوصيات الحكم السعودي.. مما أدى تلقائيا الى احساسه بفقدان الثقة بنفسه، ناهيك عن الثقة بينه وبين الأوساط الرياضية وغير الرياضية؟!
** أتعجب: كيف نطالب بقرارات تملؤها الثقة والارادة من حكم مسلوب الارادة والثقة.. كيف نطالب الحكم السعودي بالاداء المثالي وهو يعلم علم اليقين انه لم يعد هناك من يتقبل قراراته مهما كانت صائبة.. وانه ان أفلت من سباط ألسن الخاسر أو المهزوم فلن يفلت من سطوة وسموم الفائز تحت ذريعة «نحن ننتقد التحكيم في جميع الحالات وليس في حالة الخسارة فقط» من أجل ذر الرماد في العيون من ناحية.. ثم من أجل ابقاء الحكام مطرقة اللوك، «منتهى النظافة»!!
** ها هم النصراويون يؤكدون على أن ابعادهم عن نهائي الدوري تم على يد المرواني مع سبق الاصرار.. والاتحاديون يجأرون بالتأكيد على ان كأس ولي العهد حفظه الله ذهبت للأهلي بفعل فاعل ألا وهو الزيد.. ثم اتبعوها بالتأكيد المنمق والمزركش بعبارات التآمرية على ان كأس خادم الحرمين الشريفين سلبت منهم عن سابق ترصد من أبوزندة وآخرين؟!!.
** تلك فقط محصلة أربع مباريات دون التطرق لمباريات كامل الموسم وما صاحبها من ادعاءات بعشرات الجزائيات، وتظلمات كانت تستدعي تدخل محكمة العدل الدولية!!.
** بالتأكيد هناك مدرسة تخصصت في تلقين وتصدير هذا النوع من العمل والتعامل، وفي تفريخ العناصر التي تشربت الرغبة في تعاطي الهدم.. والمؤسف انها انتشرت كالنار في الهشيم.. والمؤسف اكثر انها نجحت في تخطيطها حين جعلت الانظار كلها تتجه صوب التحكيم وتتجاهل بقية الجوانب والأهداف من وراء ذلك كله معروفة، ولا تحتاج الى شرح.. وهذا منحى خطير جدا ان نحن بقينا نصفق لهؤلاء ونلبي رغباتهم لمجرد ان فرقهم خسرت.. وسيكون الأمر أخطر عندما لا نجد أي شاب سعودي عاقل لديه الاستعداد للتضحية بسمعته وسمعة أسرته من خلال التفكير مجرد التفكير بممارسة التحكيم وسط هذه الأجواء الملوثة، وأخشى ما أخشاه ان يكون ذلك الوقت أقرب مما نتصور.
** لقد نجحت مع الأسف الشديد مدرسة الهدم في تحطيم إحدى الركائز الأساسية والمشرفة، واسقطت واجهة رياضية وطنية بذلت في سبيلها حكومتنا الرشيدة الشيء الكثير ضمن ما اهتمت به من جوانب رياضية واجتماعية عديدة.. وانها لخسارة فادحة..
اطردوا الهلال واسلخوا أبوزندة
** لست هنا بصدد الدفاع عن الهلال أو عن أبوزندة، فلكل منهما طريقته وأدواته وقنواته للدفاع عن نفسه إذا رأى ذلك.. ولكنني فقط اتساءل بكل مرارة: لماذا يتم وضع الهلال «النادي» عادة ك«قنطرة» أوعنوان للحديث عن أشياء أبعد وأعمق من مجرد الحديث عن كرة القدم؟!!
** هل لأنه يتميز بالتغريد على القمة وحيدا.. أم أنها عقدة كونه يكاد يكون النادي المحلي الوحيد الذي تأسس وقام على أيدي وسواعد وطنية صرفة.. والدليل ان الغالبية العظمى ممن أدمنوا التطاول على ما هو أبعد من الهلال باسمه هم من تركيبات معقدة تعاني من سلسلة من الازدواجيات الفكرية والوراثية، أما القلة المكملة لبقية الطابور فهم ممن ابتلي بهم الوسط الرياضي لثبوت وقوعهم تحت وطأة العديد من الاضطرابات النفسية والعصبية وأشياء أخرى، اللهم يا كافي.
** وهذا ظافر أبوزندة «المواطن» تحول الى ما يشبه المجرم أو قاطع الطريق.. لا لأنه أخطأ ومن منا لا يخطىء «على افتراض أنه أخطأ».. وانما لأن الوقت مناسب، والحدث يسمح بالغوص في أكثر من مستنقع الى حد استخدامه كمصدر للاثارة من خلال تسويق الشتائم الموجهة له تارة.. واقحامه في متاهات مغرضة من خلال التزوير باسمه وعلى حسابه تارة أخرى؟!
** فإذا كان الهلال بما أضحى يمثله من ضغط وحساسية لبعض الأوساط المحسوبة على مجتمعنا الرياضي وغير الرياضي لا يستحق الحماية، لاسيما في ظل السكوت المريب لمن يهمهم ويعنيهم أمر الهلال مثله مثل بقية الأندية كناد وطني وليس «صهيوني».. وأبوزندة كمواطن لم يفسق ولم يسرق ولم يزن.. فالأولى التنازل عن الهلال لأي بلد أو جهة تفاخر به، وسلخ جلد أبوزندة جزاء له على خروجه عن النص المتبع في التنكيل بالهلال، كما فعل المهنا والعمر والعقيلي والدخيل والنفيسة ومعجب والحمدان.. والقائمة تطول وتطول بمن فيها أبوزندة نفسه في مرات سابقة.
|