تعقيباً على ابن بخيت
الدفاع المدني وعين العقل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
من الممكن ان تصادف انساناً مصاباً بغيبوبة كونه يتمتع بكامل وعيه.. وذلك عندما يغيب عن مخيلته اعطاء كل ذي حق حقه، والاشد وقعاً على النفس انه لا يكاد يصحو من غيبوبته المؤقتة الا بعدما تتكابد عليه المشاكل من كل صوب وتسير به الاحداث الى المجهول جراء .. «غيبوبة الصحوة»... هذه !! فقد عجبت لقضية جلية صافية من الشوائب تحتاج الى طرح!.. وعجبت لقضية ليست هي القضية المراد التفكير لايجاد حل لها ولكن...؟!
فعندما اطلعت على المقال الاول للاخ الفاضل عبدالله بن بخيت في العدد 10791 يوم الاثنين 2/2/1423هـ في صفحة شؤون محلية وبزاويته المعروفة يارا تحت عنوان «هل الزوجة ملك للرجل»، متناولا فيه انسانية المرأة ومستشهداً بدليل من الواقع المعاصر وهذا لاخلاف فيه فالشاهد بمثابة الملح في الطعام، ولكن عدم احاطة الكاتب بقوة حجة ما استدل به كساه حلية مبهمة وهذا الخروج عن نطاق المألوف جعل الامر يتفاقم ويزداد تعقيداً مما ادخله في دوامة من الاحراجات والانتقادات التي كان في غنى عنها، وكأن انقطاعه عن الكتابة لبرهة من الوقت جعله يفقد حساسية الموضوعية والمرونة في الافكار ولربما رغبة الكاتب القويةوالجادة لاصلاح المجتمع عن طريق المشاركة بإبداء الرأي كان له دور كبير في فقد السيطرة وتداخل الافكار.
والحقيقة كنت أفكر في التعقيب قبل ذلك على نقطة بدر الى ذهني انه نسيها أو تركها لاستشعاره عدم تأثيرها وأهميتها. وبعد ان وقعت عيني على مقاله الثاني في العدد 10805 في الصفحة والزاوية نفسها يوم الاثنين 16/2/1423هـ بعنوان «ليس المعني الدفاع المدني بالطائف» ثبت يقينا انه فاته حسن التعامل مع جوهر المقال وخاصة فيما يتعلق بالدفاع المدني فقد طرح قضية انسانية المرأة وكأنها تمهيد لمقدمة مقالات عدة سوف تكتب وخرج بقضية الدفاع المدني كونها جزءاً بسيطاً من مقال اقتبسه كدليل لمقاله الاول فأصبح الشاهد نفسه قضية تحتاج الى حل وكأن المقصد ان يعالج الامر بفرض رأيه بدليل جازم يستلزم الصحة أوالقبول لدى الكثير وبسلوكه هذا المنهج فتح الباب على هفوة وقع فيها تستوجب الثقة الزائدة بالنفس للخلاص منها.. مما جعله طرفاً في مشكلة بدايتها تحتاج الى حل..ولعل محاميها مقالي هذا الذي استلزم الأمر فيه ان أقف معقباً وناقداً حسب مفهومي ككاتب بأن.. «الحق أحق أن يتبع».. ينصفه عدلا.
ففي تحامل الكاتب على الدفاع المدني ورجاله عامة وخاصة الشيء الكثير بعكس ما عرف عن الدفاع المدني من جهود جبارة وما عرف عن رجاله من شجاعة وبذل وفدائية بشهادة الواقع لهم في كثير من الميادين وكان منطلق هذا التحامل غير المقصود منه الاساءة هو المكمن الذي نتجت منه شرارة القيل والقال.
وليعلم الكاتب ان هذا التصرف من الدفاع المدني.. بترك الامر للبلدية والتي بدورها جلبت صهريج الماء لشفط مياه الامطار التي حاصرت المنزل - حسب ما ذكر كاتب المقال -
وكما جاء كشاهد عند كاتبنا عبدالله - لهو عين العقل استناداً للقاعدة الشرعية «درء المفاسد مقدم على جلب المصالح» مما يدل على ان الدفاع المدني لا يستحق كل ما قيل فيه، ولا ما نسب اليه كما انه ولا يفوتنا ان الاخ عبدالله كاتب معروف وله باع طويل في الكتابة..
فأنا أحد محبيه الكثر ومن أشد المعجبين بمواضيعه وأفكاره، ولكن هذا لا يمنع من ان اشاركه الرأي نقدا أوتعقيباً وكون الخطأ الذي يصدر من الانسان لا يراه غالبا.. هذا في حد ذاته دليل على شمول المفهوم بأن «المسلم مرآة أخيه».
وأنا واثق كل الثقة من فهم الدفاع المدني ورجاله لملابسات الموضوع حيال هذه القضية وعدم حمل ما قيل محمل النقص أو التقصير بل أن الثقة تتعدى الى زيادة العزم بالمبادرة لاطفاء أي شرارة قبل تسببها في زعزعة المجتمع والحيلولة دون حل قضاياه.. بالابتعاد عن كل ضرر يكون ناتجه لاحقاً بالمجتمع عملاً بالقاعدة الشرعية.. «لا ضرر ولا ضرار»..واوجه النداء لكل كاتب بالابتعاد عن الوقوع في الشبهات وترك سفاسف الأمور وعدم الخوض بما لا فائدة منه سوى إثارة الفتن وزرع الاحقاد بين أفراد المجتمع ومؤسساته.. وأن يدفع الكاتب بالتي هي أحسن.
** وقفة:
قال الامام الشافعي رحمه الله تعالى: