* وادي الدواسر قبلان الحزيمي:
يعيش ابناؤنا طلاب الصف الثالث ثانوي هذه الايام بكل حواسهم ومشاعرهم هموم النجاح والتفوق وهو الوقت الحاسم والمهم في حياتهم ودراستهم وتضج فصول وساحات مدارسهم بأحلام عريضة وكبيرة بالحصول على اعلى الدرجات التي تؤهلهم الى الالتحاق بأفضل الكليات والجامعات،
وتبذل المدارس جهودا مضنية بالتعاون مع اولياء امور الطلاب في تهيئة المناخ التربوي الجيد ليحقق ابناؤنا الطلاب كل ما يصبون اليه من نجاح وتفوق ايمانا من الجميع بأهمية ذلك في مستقبل الطالب،
ولكن هل هُيأ خريجو المرحلة الثانوية الى تعليم ما بعد المرحلة الثانوية؟ وهل ادرك الطلاب معنى مستقبل دراسي وربطه بسوق العمل المتاح بعد التخرج من الجامعة؟ وهل اعد الطالب لمواجهة مصاعب الحياة ومخالطة مجتمعا اكبر في مدن الكليات والجامعات؟ وهل ادرك الطالب انه سيصبح المسؤول الاول عن نفسه في ظل البعد عن الاسرة؟ وهل الدور الذي تقوم به ادارات التعليم والمدارس كافٍ بتبصير الطالب عن مستقبله التعليمي والوصول إليه بأقصر الطرق؟
هذا ما سوف يدور حوله حديثنا التالي مع عدد من رجال التربية والتعليم واهل الاختصاص في الارشاد الطلابي ومع عدد من الطلاب واولياء امورهم،
الطالب عبد العزيز بن فهاد آل طنف قال لم افكر كثيراً في الكلية او الجامعة التي سألتحق بها بعد التخرج من الثانوية لأن المهم الآن هو النجاح بنسبة عالية تمكنني من القبول في الجامعة التي سوف اتقدم اليها بعد التخرج فالقبول بحد ذاته اصبح هما كبيرا نحمله بغض النظر عن ماهية او كيفية الدراسة الجامعية،
اما الطالب جويان مران القودة فقال كثيرا ما يحدثني والدي عن رغبته في التحاقي باحدى الكليات العسكرية او الجامعات ووعدني بتوفير كل ما احتاجه في الايام القادمة ان شاء الله إلا أنني لم اجد من يحدثني عن جميع فرص القبول بالكليات والجامعات خاصة ان دراستي في القسم الشرعي،
الطالب سعد بن مبخوت الغباشين قال لقد عقدت مدرستنا لقاء خاصا مع جميع زملائي طلاب الصف الثالث الثانوي عن هذا الموضوع ولكن اين دور الجامعات نفسها؟ وهل اعداد المتقدمين لها جعلها تلغي دورها الارشادي لنا كطلاب نجهل عالمهم؟
وما علينا بعد التخرج إلا التقديم في جميع الفرص المتاحة التي سوف نسأل عنها فيما بعد، ثم واصل بقوله ان المجموع هو الحاسم الاكبر لتحديد مستقبلنا الدراسي ولنا آمال وتطلعات وللجامعات مقابلات واختبارات،
اما الطالب الحبيط بن محمد الدوسري فقال اسمع من زملائي السابقين ان الدراسة بعيدا عن الاسرة شاقة بعض الشيء، واشار إلى ان لديه الاستعداد ان شاء الله للتعايش مع اي مجتمع وعلى حد قوله انه وزملاءه رجال لكل زمان ومكان،
فهاد بن طنف الدوسري احد اولياء امور الطلاب قال لاشك اننا نحمل هموماً مضاعفة ويتشتت الفكر في مثل هذه الايام فالحرص على نجاح وتفوق الابناء هم وقبولهم في المجالات المناسبة لهم في الجامعات هم آخر وكل ما نقوم به من دور ارشادي لابنائنا هو من خلال ما نسمعه في المجتمع عن الكليات والجامعات ولسنا بأحسن حالٍ من ابنائنا وانني لاتمنى اقامة برامج توعية وارشادية لنا ولابنائنا بالتعاون مع اقسام القبول في الكليات والجامعات حتى نسير على بصيرة ونتجاوز كل هذا التخبط العشوائي الذي يسلكه الجميع اثناء التسجيل والذي نصارع فيه ذلك الشبح المخيف بعدم القبول في الكليات او الجامعات خاصة مع هذا الكم والكيف من الطلاب الخريجين، المرشد الطلابي سعد بن عبد الله الشرافي قال ان معظم الاسر لها تطلعات في ابنائها وتبذل الكثير من اجل توجيههم التوجيه الذي يراعي ميولهم وقدراتهم ودورنا كمرشدين هو وضع كل الامكانات المتاحة من نشرات وكتيبات وتوجيهات بين يدي الطالب بالاضافة الى عقد اللقاءات مع الطلاب وتوجيههم حيال ذلك،
اما الاستاذ سعد بن عبد الله بن عمران مدير مدرسة ثانوية قال منذ بداية العام والمدرسة تستغل كل فرصة في توجيه الطلاب وارشادهم وتهيئتهم الى مستقبل دراسي مشرق باذن الله من خلال اللقاءات الجماعية والتوجيهات الفردية ويبقى الدور الاكبر لاقسام القبول في الجامعات والكليات والمعاهد لتوضيح كل جديد من خلال جولات يقومون بها لهؤلاء الصفوة الذين سيقودون زمام المجتمع بعد توجيههم التوجيه الذي يناسب امكاناتهم ويوافق توجهاتهم وتطلعاتهم، مدير التعليم في محافظة وادي الدواسر قال عن هذا الموضوع ان ادارة شؤون الطلاب في ادارة التعليم تقوم بجهود رائدة في توجيه الطلاب وارشادهم تجاه مستقبلهم الدراسي لما بعد المرحلة الثانوية وذلك باطلاعهم على الفرص المتاحة لهم وحاجة سوق العمل كما ان ادارة التعليم تقوم بالتنسيق مع بعض المؤسسات الاهلية مثل المؤسسة الاهلية للاستشارات لالقاء بعض المحاضرات وتأهيل الطلاب الخريجين للالتحاق بالجامعات، واضاف ان الطالب في هذا العصر لم يعد بمنحى عما هو جديد في العالم بأسره،
الجزيرة ومن خلال جولتها في اوساط طلاب الصف الثالث الثانوي تمنوا ان يكون من ضمن برامج النشاط والارشاد برامج زيارات للجامعات كما تمنوا ان تحظى المحافظات البعيدة عن مدن الجامعات ببرامج اكثر توعية عن فرص القبول في دراساتهم المستقبلية وعن العقبات التي تواجه امثالهم في التسجيل والقبول وما بعده،
كما وجدنا من بين اولياء الامور من انتقل بالجمل وما حمل من اسرة ووظيفة الى مدن الجامعات مع ما يصحب ذلك من مشاق وخسائر مادية كبيرة للحفاظ على فلذات الاكباد والامل في هذه الحياة من المخاطر التي تحف بهم نتيجة البعد عن الرقيب الاول لهم بعد الله وهو الاسرة والتي قد تؤثر في مسيرة دراستهم الجامعية،
| 
