* رام الله القدس المحتلة العواصم الوكالات:
تسود الأراضي الفلسطينية حالة ترقب لعملية انتقامية إسرائيلية هدد بها رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون رداً على العملية الفدائية التي حدثت أول أمس جنوب تل أبيب وأوقعت 16 قتيلا حسب حصيلة جديدة غير ان السلطة الفلسطينية التي أدانت العملية باشرت بإخلاء مقارها في الوقت الذي تتردد فيه تكهنات بين المسؤولين الإسرائيليين حول مصير عرفات الذي حمله شارون المسؤولية.
وقال مسؤولون إسرائيليون ان الاحتمالات لا تستبعد ابعاد عرفات إلى الخارج وتراجعت ازاء هذه التطورات أزمة حصار كنيسة المهد.
وقال الأردن أمس انه يرفض استقبال أي مبعدين من بين المحاصرين في الكنيسة بعد ان رفضت ايطاليا أول أمس استقبالهم، وتواصلت في غضون ذلك التوغلات والاعتداءات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية حيث احتلت قوات شارون بلدة العوجا التابعة لاريحا واعتقلت جميع أفراد الامن الفلسطيني فيها.
إخلاء مقار السلطة
وقد أفاد مصدر أمني فلسطيني ان أجهزة الامن وهيئات السلطة الفلسطينية قامت أمس الاربعاء باخلاء مقارها في رام الله بالضفة الغربية تحسبا لعمليات انتقامية إسرائيلية اثر العملية الفدائية التي أسفرت عن مقتل 16 شخصاً.
وأكد المصدر ان الوزارات والمؤسسات الاخرى التابعة للسلطة الفلسطينية قامت باجلاء موظفيها بينما يجري اخلاء مقار الاجهزة الامنية الفلسطينية.
وقبل ساعات قليلة من العملية هدد رئيس اركان الجيش الجنرال شاوول موفاز الفلسطينيين ب«عملية جديدة أوسع وأكثر عمقا» من عملية «السور الواقي الاخيرة» في حال واصلوا اعتداءاتهم ولم يقم أي شخص في الجانب الفلسطيني بكبحها.
هل يتم إبعاد عرفات
وقد عبر عضوان في الحكومة الإسرائيلية أمس الاربعاء عن آراء متناقضة حول احتمال طرد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات إلى خارج الأراضي الفلسطينية غداة العملية.
فوزير الداخلية وزعيم حزب شاس المتشدد ايلي ايشائي أعرب في تصريح للإذاعة الإسرائيلية عن تأييده لمبدأ طرد عرفات لكن السؤال الذي يطرح هو في معرفة ما إذا كان الوقت مناسبا.
وأضاف ايشائي سنتخذ القرار استنادا إلى التوصيات التي سيعرضها قادة الاجهزة الامنية خلال اجتماع الحكومة.
وأدلى ايشائي بهذا التصريح من الطائرة التي تعيد رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون إلى إسرائيل بعد قراره اختصار زيارته للولايات المتحدة.
في المقابل اعتبرت نائبة وزير الدفاع داليا رابين فيلوسوف في تصريح إذاعي ان الرئيس عرفات يبقى شخصية لها وزنها ويجب عدم طرده.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن اعضاء في الوفد المرافق لشارون قولهم ان رئيس الوزراء سيبحث في الاجتماع الحكومي خصوصا في احتمال طرد الرئيس الفلسطيني خارج الأراضي الفلسطينية.
السلطة أدانت العملية الفدائية
وتأتي الاتهامات الإسرائيلية لعرفات على الرغم من ان السلطة الفلسطينية ادانت في بيان العملية الفدائية.
وجاء في البيان ان السلطة الفلسطينية تدين بشدة الهجوم وتعتبر ان كونه وقع خلال لقاء بوش وشارون فهو لن يؤدي إلا إلى تعزيز ادعاءات إسرائيل التي تدعي ان الفلسطينيين لا يريدون السلام في اشارة إلى اللقاء الذي عقد بين رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون والرئيس الأمريكي جورج بوش في البيت الابيض بواشنطن.
وكان مجهول قد تبنى باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركةالمقاومة الاسلامية حماس مسؤولية العملية التي وقعت في قاعة للميسر في مدينة ريشيون لتزيون بجنوب تل أبيب.
شارون يتوعد
وقد توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون الذي أجبرته العملية الفدائية على قطع زيارته إلى الولايات المتحدة بامكانية القيام بأعمال انتقامية بعد العملية مؤكدا ان إسرائيل ستتحرك بقوة وان حربها ضد ما أسماه الارهاب سوف تتواصل.
وزعم خلال مؤتمر صحافي قبيل مغادرته واشنطن متوجها إلى تل أبيب إلى أولئك الذين يحاولون ممارسة الابتزاز على إسرائيل لكي تقدم تنازلات كبيرة أو صغيرة بسلاح الارهاب والخوف أقول اليوم ان إسرائيل لن ترضخ للابتزاز.
وندد من جديد بموقف السلطة الفلسطينية برئاسة ياسر عرفات وقال ووصفها بالارهابية.
وأوضح انه قرر بعد العملية الانتحارية قرب تل أبيب التي أسفرت عن سقوط 16 قتيلا وحوالي 50 جريحا إلغاء جميع مواعيده في الولايات المتحدة ليعود بسرعة إلى إسرائيل والغضب الشديد يملأ قلبه.
وأكد انه دعا إلى عقد اجتماع لدى عودته للحكومة المصغرة.
وقبل ستة أشهر اضطر شارون بعد عمليتين في الأول والثاني من كانون الأول/ ديسمبرفي القدس وحيفا (شمال) إلى اختصار زيارته إلى واشنطن والعودة على عجل إلى إسرائيل.
وأعلنت مستشارة البيت الابيض للشؤون الامنية كوندوليزا رايس ان الرئيس جورج بوش اعرب لشارون عن «اشمئزازه» أمام العنف الذي أودى بأرواح بريئة.
وعلم شارون بالعملية الانتحارية خلال اجتماعه بالرئيس بوش في المكتب البيضاوي بالبيت الابيض.
وقالت رايس للصحافيين: ان بوش قدم له شخصيا تعازيه.
استشهاد فدائي
وبعد ساعات من تلك العملية في تل أبيب افاد مصدر في الشرطة الإسرائيلية ان فلسطينيا قتل صباح أمس الاربعاء عندما انفجرت عبوة كان يحملها قرب محطة حافلات جنوب حيفا.
وأوضح المصدر ذاته ان الانفجار وقع في مجدو ولم يسفر عن وقوع جرحى مشيرا إلى ان جنديين كانا في المحطة لحظة وقوع الانفجار.
وأضاف المصدر ان الفلسطيني قد يكون فجر العبوة عن طريق الخطأ أو قبل أوانها.
نوب تل أبيب
وتبنت هذه العملية حركة المقاومة الإسلامية.
الأردن يرفض استقبال المبعدين
ومن جانب آخر أعلن مصدر حكومي أردني أمس الاربعاء لوكالة فرانس برس ان الأردن رفض طلبا من أجل استقبال 13 فلسطينيا محاصرين داخل كنيسة المهد في بيت لحم بالضفة الغربية من المفترض ان يتم ابعادهم خارج الأراضي الفلسطينية بمقتضى اتفاق فلسطيني إسرائيلي.
وأوضح المصدر نفسه الذي طلب عدم ذكر اسمه ان أطرافا معنية بالقضية عرضت على الأردن استقبال ال13 فلسطينيا غير ان الأردن اعتذر عن عدم تمكنه من ذلك.
ولم يعط المصدر الحكومي مزيدا من التفاصيل.
ومنذ بدء الانتفاضة الفلسطينية في ايلول/ سبتمبر 2000 أعلن المسؤولون الأردنيون اكثر من مرة عزم بلادهم «التصدي بقوة» لاي محاولة ترمي إلى ابعاد فلسطينيين إلى الأراضي الأردنية.
ويعيش في الأردن قرابة 7 ،1 مليون لاجئ فلسطيني نزحوا إلى الأردن عقب حربي عام 1948 و1967 بين العرب وإسرائيل.
وتمكن مفاوضون أوروبيون وأمريكيون ليل الاثنين الثلاثاء التوصل إلى اتفاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين لوضع حد لأزمة كنيسة المهد التي تحاصرها القوات الإسرائيلية منذ الثاني من نيسان/ ابريل الماضي.
ويقضي الاتفاق بابعاد 13 فلسطينيا محاصرين داخل الكنيسة وفي طليعة المطلوبين لدى إسرائيل إلى ايطاليا في حين ينقل 26 آخرون إلى سجن في غزة ويطلق سراح الباقين.
غير ان وزارة الخارجية الايطالية اعلنت الثلاثاء انها ترفض استقبال الفلسطينيين ال13 في المرحلة الحالية.
احتلال بلدة بأريحا
وفي غضون ذلك تواصلت الاعتداءات الإسرائيلية وأعادت قوات الاحتلال الإسرائيلية فجر أمس احتلال بلدة «العوجا» في اريحا ودفعت بعشرات الدبابات والآليات المجنزرة وقامت بهدم مقر الامن الوطني في البلدة واعلنتها منطقة عسكرية مغلقة.
وقد أجرى جنود الاحتلال حملة مداهمة وتفتيش داخل منازل المواطنين وقاموا بتجميع عدد منهم في احدى الساحات بالبلدة.
كما قصفت قوات الاحتلال الليلة قبل الماضية حاجز التفاح والحي النمساوي في خا ن يونس بقذائف المدفعية والرشاشات الثقيلة مما ادى إلى احداث خسائر مادية في الممتلكات.. ولم يبلغ بعد عن وقوع اصابات بين المواطنين.
وتعرضت منازل المواطنين في منطقة المنطار شرقي مدينة غزة ومفرق الشهداء جنوب المدينة للقصف.
إدانة إسرائيل بالإجماع
في الأمم المتحدة
ومن جانب آخر أصدرت الجمعية العامة للامم المتحدة قراراً يدين الهجوم العسكري الإسرائيلي في الضفة الغربية الذي بدأ قبل ستة أسابيع لكن 54 دولة سارعت إلى الامتناع عن التصويت بعد تفجير فدائي في إسرائيل قتل فيه 15 شخصا على الاقل.
وأقرت الجمعية العامة القرار الذي قدمته مجموعة الدول العربية بعد ان حصل على موافقة 74 دولة بينما عارضته أربع دول وامتنعت 54 دولة عن التصويت.
وكانت الولايات المتحدة وإسرائيل بين الدول التي عارضت القرار بينما انضمت جميع دول الاتحاد الاوروبي إلى الممتنعين عن التصويت والعضوان الآخران اللذان عارضا القرار هما جزر مارشال وميكرونزيا.
والقرار الذي تبناه السودان بالانابة عن المجموعة العربية في الأمم المتحدة يدين الهجمات التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في عدة مدن فلسطينية وبصفة خاصة في مخيم جنين للاجئين، ويدين القرار أيضا رفض إسرائيل التعاون مع بعثة كان الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان قد عينها لتقصي الحقائق في مخيم جنين ويطلب من عنان اعداد تقرير عن جنين استنادا إلى «المصادر والمعلومات المتاحة».
وعقب ورود انباء التفجير الانتحاري الذي وقع في إسرائيل سعى اعضاء الاتحاد الاوروبي إلى ادخال اضافة على القرار تدين التفجيرات الانتحارية لكن ممثلي الدول العربية رفضوا الاستجابة لهم.
وفي انعكاس للجو المشحون في الجمعية العامة صوت الاعضاء على كل فقرة من فقرات القرار على حدة بناء على اصرار السفير الروسي سيرجي لافروف.
والجلسة الخاصة للجمعية العامة التي تضم 189 عضوا دعي اليها بعد ان وصل مجلس الامن إلى طريق مسدود بشأن مشروع قرار صاغته دول عربية ايضا كان سيندد بإسرائيل لعرقلتها بعثة للامم المتحدة لتقصي الحقائق في حصارها لمخيم جنين.
لكن في حين ان الجمعية العامة أكبر كثيرا من مجلس الامن المؤلف من 15دولة فقط إلا ان قراراتها لها وزن أقل كما طلبت الجمعية العامة للامم المتحدة خلال تصويت بأغلبية ساحقة تقريرا من الامين العام للامم المتحدة كوفي انان حول الاحداث التي وقعت في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين بالضفة الغربية.
مهمة جديدة لتينيت
وفي الأجواء المشحونة بالتوتر وقبل العملية الفدائية الجديدة أعلن الرئيس الامريكي جورج بوش أنه سيرسل جورج تينيت مدير وكالة المخابرات المركزية الامريكية إلى منطقة الشرق الاوسط مرة أخرى للبدء في بناء قوة أمنية فلسطينية موحدة ومسؤولة للعمل ضد ما أسماه الارهاب.
وقد أعلن بوش عن مهمة تينيت عقب اجتماعه برئيس الوزراء الإسرائيلي لمدة تزيد عن ساعة بالبيت الابيض ليلة الثلاثاء/ الاربعاء وتحدث الاثنان والابتسامات تعلو وجهيهما عن اختلاف وجهات نظرهما بشأن كيفية دفع عملية السلام قدما.
وقال بوش إن الاصلاحات الفلسطينية يجب أن تبدأ في أقرب وقت ممكن ولن تقتصر هذه الاصلاحات على قوات الامن بل ستشمل الخزانة ومؤسسات مدنية أخرى.
وأضاف بوش: أعتقد أنه يجب أن تكون هناك قوة أمنية موحدة، وكان مسئولون فلسطينيون يتولون آنفا قيادة قواتهم الامنية وقال الرئيس الامريكي أيضا وفي الوقت نفسه يجب أن نعمل من أجل مؤسسات أخرى دستور مثلا ووضع إطار لبناء دولة يمكن أن تسهم في إعادة الامن والامل للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي وبينما بوش تحدث عن إطار دولة قال شارون إن الحديث عن دولة فلسطينية سابق لأوانه.
الكونجرس يضغط
لصالح إسرائيل
وعلى الرغم من اعتراضات البيت الابيض قال زعماء جمهوريون في مجلس النواب الامريكي يوم الثلاثاء ان مشروع قرار للانفاق الطارىء لمكافحة الارهاب سيشمل معونة جديدة لإسرائيل.
وقال دينيس هاستيرت رئيس مجلس النواب تعليقا على المعونة الاضافية التي تبلغ قيمتها 200 مليون دولار التي قال كثير من الاعضاء: ان هدفها اظهار دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في صراعها مع الفلسطينيين أتوقع في النهاية ان يقر المشروع.. ولكنه مجرد تكهن، وكان هاستيرت يتحدث للصحفيين بعد وقت قصير من قطع شارون زيارته للولايات المتحدة.
ولا يريد البيت الابيض ارسال أموال إضافية لإسرائيل في مشروع القرارالخاص بمكافحة الارهاب الذي يشمل اموالا مرصودة للحرب في افغانستان والامن الداخلي بما في ذلك حماية المنشآت النووية والمائية.
ويشكل ارسال المعونة لإسرائيل تحديا لدعوات الادارة الامريكية لترشيدالانفاق، وقد يزيد من صعوبة اقناع الدول العربية بأن الولايات المتحدة وسيط نزيه في مساعيها لوقف العنف في الشرق الاوسط.
وتحصل إسرائيل سنويا على ما يقرب من ثلاثة مليارات دولار كمعونة أمريكية فيما يحصل الفلسطينيون على معونة صغيرة نسبيا.
وقال متحدث باسم عضو مجلس النواب توم ديلي الذي ينتظر ان يعمل على تزكية مشروع القرار في الايام القادمة انه يدرس اجراء تعديل بحيث يضيف تقديم معونة لإسرائيل وانه يخوض مناقشات في ذلك الأمر مع البيت الابيض.
|