* موسكو خدمة الجزيرة الصحفية:
أكد وزير الخارجية الروسي إيجور إيفانوف في رده على أسئلة المستمعين في حديثه المباشر عبر إذاعة «ماياك» على أن روسيا لم ولن تسعى «إلى تقديم تنازلات من جانب واحد»،، وقال «عندما نريد أن نتحدث عن تنازلات يجب أن نعود إلى الوقائع»، وحسب كلامه فمفهوم التنازلات ينسحب على خروج الولايات المتحدة من اتفاقية الدفاع المضاد للصواريخ لعام 1972، وكذلك على خروج روسيا من قاعدة كامران في فييتنام، ونشاط مركز لوردس في كوبا، وتواجد القوات الأمريكية في منطقة آسيا الوسطى، وقام الوزير الروسي بتناول كل نقطة على حدة موضحا موقف روسيا، ففيما يختص بخروج الولايات المتحدة من اتفاقية الدفاع المضاد للصواريخ فإن واشنطن فعلت ذلك كما قال الوزير بشكل منفرد.
وأضاف بأن «روسيا بذلت جهودا كبيرة لمنع انهيار تلك الاتفاقية»، ونذكر على سبيل المثال أن 80 دولة صوتت للقرار بشأن الحفاظ على هذه الاتفاقية في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2001، ولقد صوتت ضد القرار 4 دول فقط من ضمنها إسرائيل والولايات المتحدة وباراجواي، وهكذا فإن قرار الولايات المتحدة بالخروج من الاتفاقية لم يكن موجها ضد روسيا كما قال إيفانوف وانما ضد المجتمع الدولي الذي صوت لصالح الإبقاء على الاتفاقية.
أما بالنسبة للقاعدة الموجودة في كامران فإن روسيا لم تعد تستخدم هذه القاعدة منذ مدة طويلة كما قال إيفانوف، وهذا الوضع ينطبق أيضا على القاعدة الموجودة في كوبا، وأعلن إيفانوف قائلا «إن تلك القرارات اتخذت نتيجة لمشاورات ثنائيةولم يكن هناك أي ضغط يذكر».
وفي تعليقه على الوضع القائم في جورجيا أشار إيفانوف إلى أن توجيه مستشارين عسكريين أمريكيين إلى هناك مرتبط بعملية مكافحة الإرهاب، وتساءل قائلا «برأيكم ألا تستجيب مهمات عملية مكافحة الإرهاب في أفغانستان للمصالح الروسية؟ لقد كنا نحذر دائما بأن أفغانستان لا تشكل فقط مصدرا للإرهاب وإنما أيضا مصدراً لانتشار المخدرات»، وهكذا رأى إيفانوف أن «روسيا تنطلق في كل ذلك من مصالحها القومية»، وعاهد رأس الدبلوماسية الروسية قائلا «إن روسيا لم ولن تقدم في المستقبل على تقديم أية تنازلات».
وأعلن بأن روسيا في محادثاتها مع الولايات المتحدة بشأن الاستقرار الاستراتيجي «لم ولن تتنازل عن المسائل التي يمكن أن تصيب بالضرر مصالحها القومية».
وأقر بأن المفاوضات الروسيةالأمريكية المتعلقة بوضع آليات للرقابة على تنفيذ الاتفاقيات الخاصة بخفض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية جذريا تجرى بصعوبة، وحسب كلامه فإن موسكو وواشنطن باشرتا مرحلة مكثفة من المفاوضات بشأن خفض الأسلحة الاستراتيجية الهجومية وذلك أثناء زيارة وزير الدفاع الروسي سيرجي إيفانوف للولايات المتحدة، ولفت وزير الخارجية الاهتمام إلى أنه قد تم التوصل إلى اتفاق حول عدة قضايا مبدئية بالنسبة لروسيا، فقد اتفق الطرفان تحديدا على أن اتفاقية «ستارت» من المفترض أن تكون ملزمة قانونيا، كما وتم تحديد سقف الرؤوس النووية ب17002200 رأس، وبالرغم من كل ذلك يعتقد إيفانوف بأنه من الضروري أيضا وضع آلية مناسبة للرقابة إلا أن المفاوضات في هذا الشأن تجري بصعوبة، وقال إيفانوف «في الولايات المتحدة قوى لا تريد التفاوض ليس مع روسيا فقط وإنما مع أية دولة أخرى»، وتسعى تلك القوى كما قال إلى أن تعمل الولايات المتحدة على الساحة الدولية كما يحلولها.
وأشار بقوله «إننا سنجرى المفاوضات وسنسعى للتوصل إلى اتفاقات»، وهذا مهم برأيه لإرساء السلام والاستقرار في العالم ولا سيما بعد خروج الولايات المتحدة بشكل منفرد من اتفاقية الدفاع المضاد للصواريخ لعام 1972، علما بأن هذه الاتفاقية التي عقدت بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة ساهمت طوال السنوات الماضية في لجم سباق التسلح.
|