* نيويورك - واس:
أكدت المملكة العربية السعودية أن الرفض الإسرائيلي لاستقبال فريق تقصي الحقائق الذي شكلته الأمم المتحدة للتحقيق في الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية مؤخرا إنما هو تأكيد على ما تناقلته وسائل الإعلام حول العالم عن مجازر بشعة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين وفي مدن وقرى الضفة الغربية الفلسطينية الأخرى والتي تتكشف يوما بعد يوم.
وأوضح مندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فوزي شبكشي في كلمة المملكة التي ألقاها الليلة قبل الماضية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الاستثنائية الطارئة العاشرة حول البند الخامس من جدول الأعمال المخصص لمناقشة الأعمال الإسرائيلية غير القانونية في القدس الشرقية المحتلة وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة أن المجازر ليست بشيء جديد على فكر ونهج اسرائيل التي سبق لها أن ارتكبت جرائم إبادة جماعية ضد المدنيين وجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في دير ياسين وفي كفر قاسم وفي قبية وفي السموع بالاضافة إلى اغتيالها المبعوث الدولي الكونت برنادوت.
وقال شبكشي انه سبق لمجلس الأمن الدولي أن اصدر بالاجماع قراره رقم 1405 لعام 2002م الذي رحب فيه بارسال فريق لتقصي الحقائق وهو القرار الذي قدم مشروعه وفد الولايات المتحدة الأمريكية ووافقت اسرائيل على استقبال الوفد إلا أنها وكعادتها ماطلت في استقباله ووضعت كل العراقيل أمام سفره إلى الأراضي المحتلة والبدء في تنفيذ مهمته ثم أعلنت رفضها استقباله والتعاون معه على الرغم من قبول الأمم المتحدة بالشروط التي فرضتها اسرائيل وبالرغم من كل الشروحات والتطمينات والتأكيدات التي قدمها معالي الامين العام لإسرائيل.
وشدد على أن قرار الأمم المتحدة بحل الفريق بسبب التعنت الإسرائيلي انما يشكل تراجعا خطيرا للأمم المتحدة أمام اسرائيل التي تضرب مرة اخرى الارادة الدولية بعرض الحائط.
وبين أن اسرائيل وهي التي قامت اصلا بتقرير صادر من الأمم المتحدة هي الدولة الوحيدة التي تزدري بالشرعية الدولية ولاتنفذ قراراتها ولاتكترث بالنداءاوالمطالبات الدولية ولاتعير المجتمع الدولي اي اهتمام.
واوضح أن اسرائيل ترى نفسها خارج اطار القانون الدولي وغير ملزمة بالالتزامات الدولية الأمر الذي يعد سابقة خطيرة تقلل من هيبة مجلس الأمن الدولي.
وشدد السفير شبكشي في كلمة المملكة على أن حل فريق تقصي الحقائق لايؤثر سلبا على مصداقية المنظمة الدولية أمام المجتمع الدولي فحسب بل ويعد خطوة خطيرة تعطي اسرائيل الحق في نقض القرارات الدولية وتعطيلها تماما. وقال: ولكن الغريب في الأمر هو أن مجلس الأمن الدولي الذي يملك وسائل الرد والردع والذي اتخذ القرارات باستخدام القوة العسكرية لفرض استقلال الدول والتصدي لعدوان وازالة نظم حاكمة وحل صراعات ونزاعات لا يزال عاجزا أمام التحدي والتعنت الإسرائيلي مشيرا إلى انه من المعيب أن تفرض اسرائيل على الأمم المتحدة ما هو مسموح وما هو ممنوع ومرفوض.
وأضاف أن الجميع كان يتطلع إلى أن تتحمل الأمم المتحدة مسئولياتها في حفظ الأمن والسلم وحماية حقوق الانسان كما كنا نأمل أن تتحلى المنظمة الدولية بمصداقيتها من خلال اصرارها على تنفيذ جميع قراراتها بما في ذلك القرارات المتعلقة بإسرائيل بدلا من ابداء المزيد من التراخي والتغاضي عن جرائم اسرائيل وعدوانها كما أن الجميع كان يتطلع الى أن يلوح مجلس الأمن الدولي باستخدام البند السابع من الميثاق لاجبار اسرائيل على احترام الشرعية الدولية الا أن ما حدث هو أن المجلس بدلا من التأكيد على ضرورة التحقق مما حدث في مخيم جنين من جرائم ضد الانسانية وبدلا من تكليف الامين العام بالاستمرار في ايفاد وفد تقصي الحقائق ومطالبة اسرائيل بتنفيذ القرار والتعاون بدون عرقلة او مماطلة اكتفى بأخذ العلم برسالة معالي الامين العام للأمم المتحدة المؤرخة في اول مايو الحالي حول المماطلات الإسرائيلية بخصوص وفد التحقيق.
وأكد سفير المملكة العربية السعودية أن الانسانية المعذبة في فلسطين تستصرخ ضمير المجتمع الدولي في أن يتصدى للظلم وللجرائم التي ارتكبت في حق الانسانية ومعاقبة مرتكبيها اسوة بما حدث في المناطق الأخرى من العالم.
وقال إن منطق العدالة الانسانية ومنطق العدل والانصاف يوجب معاقبة المجرمين بغض النظر عن جنسياتهم ومللهم.
وشدد على أن المملكة العربية السعودية التي تقف مع الشعب الفلسطيني المعرض للابادة ومع أقارب البشر الذين ماتوا تحت الانقاض ومع الذين نزفت دماؤهم في الشوارع حتى النهاية من دون اسعاف ومع العائلات التي تشردت والالاف الذين جرحوا وفقدوا مساكنهم وممتلكاتهم تطالب بإدانة الأعمال البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي وبإدانة رفض اسرائيل استقبال وفد تقصي الحقائق والتعاون معه.
كما انها تدعو الامين العام للأمم المتحدة لجمع كافة المعلومات والاستماع إلى الشهود وإعداد تقرير عما حدث في جنين وفي المدن والقرى الفلسطينية الأخرى وتطالب الجمعية العامة بأن تدعو اسرائيل قوة الاحتلال للتوقف عن وضع العراقيل والعقبات أمام أعمال وكالات الاغاثة الانسانية والوكالة الدولية التابعة للأمم المتحدة العاملة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وكرر مندوب المملكة لدى الأمم المتحدة التأكيد أن الحملة العدوانية الشرسة التي شنتها اسرائيل في مدن الضفة الغربية لايمكن أن تستند إلى حق ولاتقوم على منطق ولا يمكن تصنيفها من قبل مكافحة الارهاب.
وقال إن تلك الحرب التي شنتها اسرائيل هي من أجل تثبيت الاستعمار والتصدي لمقاومة شعب يسعي إلى الحرية والاستقلال .
وشدد على أن التفوق العسكري الإسرائيلي حتى وان شمل كل أسلحة الدمار الشامل لن يضمن امنها او يوفر سلامتها لأن الضمان الوحيد لذلك السلام الشامل القائم على اساس من العدل والتكافؤ والندية والاحترام المتبادل.
واكد أن السلام لن يتم دون انسحاب كامل من الأراضي العربية المحتلة ودون قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف مشددا على أنه يتوجب على الجمعية العامة للأمم المتحدة مطالبة الاطراف المعنية بمضاعفة الجهد لانهاء الصراع الحالي والعودة إلى طاولة المفاوضات لتحقيق التسوية النهائية السلمية الشاملة والدائمة.
|