ما معنى مبادرة؟
وما هدفها؟
وما نتائجها؟
وهل الانسان المبادر مخطىء أم مصيب .. ولست في موقع الباحث عن معنى لغوي للفظة. ولكن في اعتقادي ان الانسان المبادر هو ذلك الكائن المحب الذي لا تمر الاشياء المعوجة او الاخطاء الواضحة دون ان يكترث لها وربما اعتبره البعض شكلاً من اشكال السلبية والتدخل فيما لا يعنيه، والانسان المبادر يسعى دائما الى تنمية الفكرة التي تستحوذ على عقله وتنميتها وطرحها على الآخرين من باب التأييد او الشجب.
والحقيقة التي يؤسف لها في مجتمعنا هو ندرة الانسان المبادر الغيور لطرح فكرة.. او لدحض فكرة او لتأييد مبدأ.. او رفض وضع اجتماعي عدا الصحفي فانه يتخذ من مهنته وسيلة.. رغم قبح الطرح الصحفي الذي لا يعتد به كسلطة رابعة في المجتمعات العربية وغيرها.
ومن غير المألوف ان نجد بيننا من يتصدى لوضع إداري خاطىء محاولا وضع أسس وخطط جديدة للعمل مجندا كل طاقاته الفكرية والجسدية لتحسين وضع معين.. ولتعزيز السبل الايجابية لايصال الفكرة الجيدة الى اولئك الذين لا يروق لهم العمل معهم ويرون في تلك المبادرة الطموحة نوعا من الإزعاج والتخطي على الصلاحيات الممنوحة. وقد نجد اصنافا من مديري العمل الذين أوكل اليهم صلاحية اصدار القرارات في حالة نفور من ذلك الموظف المبادر.. الحسن النوايا.
متجاهلين القبح.. رافضين تصحيح الخطأ إلا من خلال اثباتات.. وكأن موقع العمل ساحة محكمة شعارها «على المدعي الاثبات وعلى المدعى عليه اليمين»، مغلقا في وجه مرؤوسيه كل سبل الحوار الحضاري وهذا النوع من رؤساء العمل يستمد ممارساته من خلال تصورات مغلوطة وعواطف مضطربة وإستراتيجية مناقضة لأنظمة العمل في العالم والتي تسعى لدفع كفاءة الموظف المبادر بعد محاورته وتفهم موقفه دون ان يأخذوا في الاعتبار ان الانسان المبادر متعب دائما لأنه يبحث عن الحقيقة والتي تترجم في واقع العمل الى حركة ومرونة وانجاز لأنه انما بادر لوجود اسلوب خاطىء من قبل الرؤساء في عصر لا بد ان تكون السرعة والكفاءة المدروسة في اول القائمة .. لذلك فمن المفترض ان يكون المدير المتنافس الاول مع عامليه ومرؤوسيه لا ان يبقى جامدا وسيفا مسلطا على العاملين لأن طبيعة العمل تغيَّرت وآلياته اختلفت، ففي العصر الحاضر ما عادت شروط العمل تنفيذ عمل فقط ولكن مبادرات متلاحقة حتى نصل الى اعلى المستويات وفق تناغم جيد لو توفر لدينا الموظف المبادر. فماذا لو كان المدير هو الموظف المبادر؟ وكيف نجده؟ كذلك كيف نجد أنصاف مديرين؟ حتى نتحدث عن إنجاز مؤسسات حقيقية فاعلة مع مؤسسات اخرى تتجاوز سرعتها الانترنت وفي كل الاحوال فان الجمود الاداري من قبل المدير وغيره من اكبر العوائق للإنتاج وبالتالي النجاح.
|