وهذه ليلةٌ عذراء عابقةٌ
بالشعر ينثال في أجوائها المطرُ
ترف في صدرها الأحلام معربةً
عن لثغة الورد إذ يشدو له الوتَرُ
ترقبتها الأماني وهي نائيةٌ
وظل يضمرها في روحه القدَرُ
حتى إذا أزفت ألفيت فتنتها
على شواطئك الغنّاء تنتثر
وأنتِ في بهو هذا الليل عاشقةٌ
تهفو لرقتها الأحلام والصورُ
والشعر من فيك أنفاسٌ معطرةٌ
تكاد من سحرها في الأفق تنتشر
حتى إذا ما اهتززت إثر قافيةٍ
فوجئت بالنور من عينيك ينهمر
صديقتي والليالي بعد مغرقةٌ
في حزنها والمدى يجتاحه الكدَرُ
ما زال يخذلنا صبحٌ نتوق له
ونحن في مأزق الأحزان ننتظر
منىً تناهت وشاخت قبل مولدها
يرنو لها أملٌ قد بات يحتضر
هل غيمةٌ تتهادى في مرابعنا
أم سوف يبزغ في آفاقنا قَمَرُ
هل نخلة هزمتها الريح فانكفأت
على المرارة يوماً سوف تنتصر
صديقتي هل قرأتِ نَزْفَ أسئلتي
وكيف أن الرؤى تبدو فتنكسر
هلاَّ قرأتِ شُحوبي وانحسارَ فمي
ونظرةً ملئها الإحباطُ والضجرُ
وكيف تورق من كفيَّ أغنيةٌ
ما رامها عازفٌ أو زَفَّها وتَرُ
ظلت على بيدر الأيام مهملةٌ
حتى استثار سناها ليلك العَطِرُ