ربّما لطول الفترة التي بلغت حوالي عام نسي الزملاء فيها ثقافة الجزيرة ضرورة التنويه بما جرى من تقلبات وتغيرات اثناء انتظارهم لتنفيذ التطوير الجديد للصحيفة وهذا ماجعل بعض الموضوعات تبدو تأريخية بشكل خاطئ.. على أي حال يعنيني هنا الاشارة التي وردت في ثنايا هذه الزاوية في حلقتها الأولى عن ملحق روافد بصيغة ماضوية لأن المادة كُتبتْ أثناء توقف الملحق عن الصدور، ولكنها نُشرت بعد ان عاود الملحق الصدور فبدت غير دقيقة معلوماتياً ولذا لزم التنويه واقتضى الترحيب والتحية لما يبذله الزملاء هناك وهنا من جهود تستهدف تفعيل الساحة الثقافية والخروج بها من موات وجمود يرين على معظم الأجهزة الثقافية الرسمية ناهيك عن الملحقات/ الملاحق التي لا هوية لها.
وربّما لسنا بحاجة للتأكيد على ان الحركة الثقافية الحقيقية برغم ماتتسم به المفردة من ضبابية وتعميم انما تتبلور خارج تلك الاجهزة وعلى هوامشها ومَنْ يتشكك في ذلك فعليه ان يراجع قوائم النتاج الفكري والابداعي للاسماء المميزة ليجد ان الاغلبية قد هاجروا الى العواصم الشقيقة اضطراراً وهو أمر يستحق التوقف طويلاً خاصة وان هذا تحديداً هو احد الادوار المفترضة في الاجهزة الثقافية الرسمية في الحدّ الأدنى.
ولعلنا ما نزال نذكر فضيحة التعامل الذي لاقاه جارالله الحميد وفهد العتيق من النادي الذي اصطفياه دون سواه لطباعة مجموعتيهما.. بل ان الامور في ذلك النادي تحديداً اقصد نادي جدة كما هو واضح قد امعنت بعد ذلك في معاداتها للنص الابداعي في حكاية فضائحية مثيرة حين قررّت إحدى لجان الحكمة وقراءة النصوص عدم صلاحية العمل/ الرواية للنشر! اتمنى ان يكون هؤلاء قد قرؤوا ولو إلماماً القراءة الماتعة والعابرة التي نشرتها الدكتورة فاطمة المحسن في ملحق الرياض.
اما الفئة التي لا تشغل نفسها بالصغائر كمتابعة نبض الحركة الثقافية وما اليه فعليهم ان يحدقوا في ضمائرهم ويقارنوا رفضهم لمثل ذلك العمل حيال اقدامهم على طباعة الكتب من القطع الكبير لا جدوى تُرجى منه اللهم الا الاحتفال بمرور الاعوام وابراز رسائل إخوانية يُعبِّر فيها عدد من الاشقاء «المغاربة» عن سعادتهم لتلقي اصدارات النادي!! وللتاريخ والامانة اريد ان اقول انني لا اشكو من اي تقصير او سوء تقدير من مسؤولي هذا النادي.. على العكس تماماً ادين لهم بجميل المعاملة ولكن هذا شأن عام يقتضي ان نواجهه بشجاعة وأمانة تليق بمسؤولية العمل الثقافي وربما بهدوء موضوعي بلا طبول.. ولا مزامير.
فايز ابا/جدة
|