Thursday 9th May,200210815العددالخميس 26 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

أسواق وأرانب!! أسواق وأرانب!!
عبدالرحمن حمد العتيبي

في الأسواق.. تخفيضات.. هدايا.. وجوائز إغراءات لسحب الزبون من (جيبه) الذي يشفع له امتلاؤه للدخول في «السباق المغري»!! يأتي ملهوفاً ينشد الفوز، وهذا الفوز لا يتحقق إلا بشرط الشراء!! يشتري ذلك «المشفوح» ما يحتاج وما لا يحتاج!! يخرج مثقلاً بالمقاضي.. وبجيب فاضي!! ينتظر.. وينتظر.. وينتظر!! وليته يعتبر!! خصوصاً وأنه لم يشم رائحة الفوز!! ويقوم بإعادة الكَرَّة مرة اخرى لأن إغراء الجوائز أكبر من تحكيم عقل مشفوح مثله!!
الأرنب.. حيوان أليف.. طيب اللحم.. بريء الملامح!!
استعار اسمه الشارع المصري فأطلقه على المليون من المال واستعار الشارع السعودي اسمه ليطلقه على السالفة الساخرة القائمة على (الهلس)!!
الرابط بين الأسواق والأرانب، أن كثيراً من الأسواق نشدت الأرنب الأولى من جيوب الزبائن بحياكة الثانية!!
وما زال هوس الزبائن بمغريات الاسواق قائماً.. وما زالت جيوبهم تقوم بدورها على أكمل وجه لنقل أموالهم من مكائن الصرف إلى خزائن باعة الأسواق!!
وما زال ذلك المشفوح بانتظار الفوز!!
لا للانقراض!!
حافلة «خط البلدة» !! هي واحدة من معالم مدينة الرياض المنسابة مع شوارعها!! تجوبها ببطء ممتع يقهر زمن السرعة ويثبت أن «الدهن في العتاقي»!! ينقل مهدودي الدخل الذين استعاضوا عن مرونة الليموزين وبراد تكييفه والانفراد بخدمته والوصول إلى الهدف وليس إلى أقرب محطة له «الحبس، الببس، خريص، العان» واحدة من نغمات نداء سائقي خط البلدة لزبائن شرق الرياض، وكذلك هي المحطات الرئيسية الأربع، وذلك عندما كان خط البلدة في قمة حضوره وعنفوانه، ويقاسم التاكسي الأصفر «المكدّة»!!
ورغم حالتها المهترئة الرثة بسبب تقدم أعمارها، وانعدام أدنى درجات الرفاهية فيها، إلا أنها ما زالت تقوم بدورها المواصلاتي كوسيلة نقل، ودورها الإنساني في توفير فرص عمل لسائقيها من مُلاّك أو مستأجرين لتساهم في فتح بيوتهم.. وتأمين حياة مستورة لهم!!
حركة تلك الحافلات منظمة، فانطلاقها تباعاً على فترات متباعدة.. متتابعة على قاعدة «كلن ورزقه» أراح السائقين .. و«هدّى سرّ الشارع»!!
هذا الدور المهم والحيوي على شقيه المواصلاتي والإنساني سوف ينتهي بإحالة هذه الحافلات على التقاعد وانتهاء عمرها الافتراضي «بعد التمديد» وعجزها عن الحركة!!
ترى ألا يمكن ان يكون لها بديل بنفس مزاياها وتجاوز عيوبها؟!
يعني «خط بلدة» بس مودرن!! وعلى آخر موديل!! يتملكه سائقه ليطعم بريعه جوع أفواه تنتظره!!
إذا سهر الأطفال فمن سينام؟!
يحذِّر الأطباء من مضار السهر على البالغين، ويزداد التحذير حدّة بالنسبة للأطفال ، لان السهر يؤثر تأثيراً مباشراً على هرمون النمو لديهم، وأقل الأضرار للهرمون هو إصابته بالارتباك، ناهيك عن الأضرار الأخرى المتشعبة صحياً واجتماعياً واقتصادياَ!! وسهر الأطفال معضلة غاية في الخطورة!!
فلنا أن نعي تبعيات ممارسة هذه العادة الضارة وما يترتب عليها!!
أطفال يحرقون وقت نومهم النافع بسهر فارغ لا طائل منه سوى بلعب ولهو نام وقته ولم ينم ممارسه، أو أمام شاشة نقلت ما التقطته أطباق السطوح لتبث كل ما هو مشين خصوصاً في هذا الوقت من الليل وكل ذلك على حضورهم الذهني صباحاً في قاعات الدراسة والتحصيل العلمي.
مرحلة الطفولة الغضة مرحلة بناء وإجهادها وهي في هذا الطور بمطرقة السهر سوف يعيق النمو السليم لها أو يسبب إرباكاً يفضي لنمو مهزوز، هرمون النمو يبدأ نشاطه ليلاً وعندما يكون الطفل نائماً في هذا الوقت فإن عمل هذا الهرمون أكثر إنتاجية ونفعاً.. والسهر إعاقة لعملية لن يكون الندم كافياً لجني ثمرتها مرة أخرى.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved