الفترة أو المرحلة الأخيرة التي بدأت فيها الرؤيا تتضح وتتجلى في الشكل الابداعي للأعمال التشكيلية لنخبة من الفنانين المتميزين من خلال ما يقدم من أعمال ناضجة في الشكل والمضمون وبتقنيات وأداء معاصر لا ينفصل في روحه عن قيم ومبادئ مجتمعنا المحلى المؤطر بمبادئ ديننا الحنيف أبرز فيه التشكيليون مناحي التراث والعلاقات الاجتماعية والانسانية بأساليب لا تقل بأي حال عن المستويات العالمية بل إن في غالبية هذه الأعمال وتلك الأساليب المعاصرة لأولئك المبدعين المثقفين الواعين للمتطلب الحضاري المتسارع نحو كل جديد ما لفت أنظار النقاد والمعجبين نتيجة لوجود السمة والخصوصية المحلية التي تتجلى فيها جماليات طبيعة المنطقة وصفائها ألواناً وعناصر مختلفة في الأشكال والأنماط مما أتاح الفرصة الكبيرة للفنانين في استلهام ابداعهم ومن ثم تحديد هويته أو شخصيته.
لنعد إلى ما نعنيه بحاجتنا الآن وبعد هذه النقلة في ابداعنا التشكيلي بعد جهد كبير من الرئاسة العامة لرعاية الشباب عبر مسابقاتها المتتابعة ومشاركاتها في المحافل الدولية بلوحات الفنانين وما أحدثه ذلك من تعرف على موقعنا من بين ابداعات الآخرين.. اضافة إلى المستوى المتقدم في كيفية اختيار الأعمال «خصوصاً ما يشاهد حالياً في المعارض التي تشرف عليها الشؤون الثقافية قسم الفنون التشكيلية بالرئاسة» وما يتم فيها من عرض لأعمال راقية وعالية في مستواها ولفنانين معروفين.. وهنا نطرح المطلب الذي كنا ومازلنا نحلم بتحقيقه مع علمنا أن الأمر صعب نتيجة لوجود ضبابية أحدثتها المجاملات والتعاطف ما يعني حاجتنا لوقفة شجاعة لا تردد فيها وليتم بها تصنيف الفنانين.. وأجزم بأن هذا الموقف لن يكون صعباً أمام ما يتم حالياً أو ما يتواجد من فنانين وأعمال تستحق أن تكون في المقدمة ويكون لها الكثير من الاهتمام مع أنها تجد مثل هذا التوجه ولكن باستحياء..
الخربوش وضع يده على الجرح..
زميلنا أخصائي الفنون التشكيلية محمد الخربوش وضع يده على جرح مؤلم في واقع جسد التشكيل النسائي فآلم الكثير وأسعد الكثير.. يأتي الألم ممن لا يجيد السباحة في بحر النقد ومواجهة الرأي الآخر وتأتي السعادة لمن لم يكن قادراً على قول الحقيقة.. فهناك أقلام لا تعرف عن الفن التشكيلي إلا ما يملى عليها أو تسمعه من أفواه معاقة التفكير فتردد ما تتلقاه بكل أخطائه، أو تتعاطف مع عبارات معسولة يعرف الجاهل قبل العارف ما تخفيه فينجرف خلف الاشادة والمديح لأعمال تشكيلية لفنانات لم يصل ابداعهن إلى مستوى البدايات.. وهي السواد الأعظم في مساحتنا الحالية.. وبذلك تصبح النتيجة أكثر سلبية وأثراً سيئاً لقادم مستقبل أي فنانة أو عمل فني..
|