شارك الكاتب المسرحي محمد العثيم في مهرجان الكويت المسرحي السادس الذي أقيم في شهر أبريل الماضي كعضو لجنة تحكيم إلى جانب الممثل الكويتي أحمد الصالح والمذيعة أمل عبدالله والممثلة الأردنية عبير عيسى والكاتب المسرحي المغربي عبدالكريم بالرشيد ومقرر اللجنة جابر العنزي وكمناقش في الندوات الثقافية التي تعقد على هامش المهرجان.. وكان للعثيم حضور فاعل في المهرجان كما كان محل تقدير وترحيب من اللجنة المنظمة.
العثيم أبدى اعجابه الكبير بروعة التنظيم واهتمام الكويتيين بالمسرح كما تطرق في لقائنا معه حول مشاركته في هذا المهرجان إلى ردود الأفعال المتباينة من قبل الصحافة الكويتية لنتائج لجنة التحكيم وأكد على أهمية النهوض بمهرجاناتنا المسرحية من خلال انتقاء عناصر مؤهلة لإدارته.
وحول ترشيحه لعضوية لجنة التحكيم قال العثيم:
«لم أكن غريباً على المسرح الخليجي حيث شاركت وحكمت من أكثر من «13» سنة وتغيبي عنه لسنوات عديدة كان بسبب ظروف خاصة» وأضاف: «لم يمر عام واحد دون أن أدعى لمهرجان خليجي وحسب ظروفي كنت أقرر الموافقة أو الاعتذار».
وأشار العثيم أنه تلقى خطاباً من المجلس الوطني للثقافة والفنون والأداب يدعوه للحضور والتعاون وتزيدوهم بنصوص مسرحية موضحاً أن المسرحيين في الكويت والخليج قد أطلعوا على أعماله المسرحية وقال: أجرى أحد الطلاب في الكويت دراسة عن أعمالي المسرحية خاصة بالمعهد العالي للفنون المدرسية وكذلك فعل الأستاذ الدكتور نادر القنة حيث قدم ورقة اضافية حول مسرحياتي في مهرجان الخليج للفرق الأهلية المنعقد في قطر من العام الماضي.
وأبان العثيم أن ذلك عرف بوجودي نصاً وثقافة سواء في الكويت أو في دول الخليج العربية.
وعن الهجوم الساخن من قبل الصحافة الكويتية على لجنة التحكيم فور اعلانها نتائج المهرجان قال العثيم:
«تواجه النتائج التي تعلنها لجان التحكيم في المهرجانات المسرحية بردود أفعال ايجابية وسلبية وهذا أمر في حكم العادي.. أما بخصوص هجوم الصحافة الكويتية على قرارنا فإنه نابع من كونها تكهنت مسبقاً بنتائج سلبية مشيرة في ذلك إلى أن الفائزين سيكونون من أبناء المسؤولين المشاركين في المهرجان ولم تستبعد الصحافة ظلماً أن أحداً مارس نوعاً من التأثير على لجنة التحكيم لتحقيق نتائج غير متوازنة.
وأكد العثيم أن لجنة التحكيم مارست منهجاً علمياً وفنياً في نفس الوقت لاستظهار نتائجها مشيراً إلى أن لدى اللجنة مقاييس ونقاطاً تكون بمثابة المسطرة الدقيقة لقياس عادل ومنصف للعروض المشاركة. وقال العثيم إني أؤكد مراراً وتكراراً أني أراهن بسمعتي العلمية والفنية على أن لجنة التحكيم كانت من أنظف وأفضل اللجان التي عملت معها طوال الخمس عشرة سنة الماضية.
وحول مداخلاته التي اشتهر بها العثيم في مثل هذه المهرجانات قال:« تداخلت في قضية مهمة طرحت في احدى الندوات تحت عنوان «النص والاخراج» وأوضحت في هذه المداخلة أن النص عندما يتحول إلى الحياة فإن المخرجين له ينقسمون إلى ثلاثة أقسام:
أحدهم يكون ناقلاً حرفياً للنص والآخر يكون مفسراً بينما الثالث وهو الأهم يكون مبدعاً وابان العثيم أن هذه الأشكال الثلاثة هي السائدة في لعبة الاخراج.
وأشار العثيم في مداخلته قائلاً : «حرية المخرج في النص يجب ألاتتعدى على أفكار النص الرئيسية كأن يغير النهاية مثلاً.
وفي هذا الصدد أوضح العثيم استياءه البالغ مما يفعله بعض مخرجي جامعة الملك سعود وذلك عندما يمسخون نصوص عالمية وعربية متميزة ويحيلونها إلى أفكار أخرى لا تمت للنص الرئيسي بصلة حيث تعودنا من بعضهم مثل هذه الاساءات غير المبررة إلا بسبب عجز بعضهم الظاهر عن تبني النص كما هو.
وأوضح العثيم أن المهرجان المسرحي الكويتي السادس كان في غاية التنظيم والابداع وصرف على هذا التنظيم مبالغ كافية عكست ارتياحاً تاماً لدى المشاركين فكل الامكانات جاءت مكتملة وأضاف:« لم أسمع أي تشكي من أمور التنظيم أو الحد من الصرف على المهرجان وإذا لم أبالغ فإنه صرف على المهرجان ببذخ».
وحول النواحي التنظيمية والمالية في مهرجاناتنا المسرحية قال العثيم:« أتمنى فعلاً أن يحظى المسرح لدينا بمهرجانات قوية بحيث لا تسند أمورها التنظيمية إلا إلى طاقات مسرحية فاعلة.
وأشار العثيم إلى أهمية التفريق بين الإدارة التنظيمية فيما يتعلق بالترتيبات الثقافية والإدارة التنظيمية فيما يتعلق بالتغذية والاسكان مبيناً قفز عدد من «الكومبارس» لإدارة المهرجان ثقافياً ولكن المثقفين عادة يغيبون أو يُغيّبون عن تنظيم المهرجانات المسرحية وتمنى العثيم أن يعاد النظر في اللجان التنظيمية في مهرجان الجنادرية المسرحي.
|