امتلأت صالة مسرح مركز الأمير فيصل بن فهد رحمه الله بحديقة الفوطة بالأطفال الذين حضروا ملبين داعي مسرح الطفل الذي يعشقونه فلبوا النداء مسرعين تحدوهم رغبة شديدة لمشاهدة «صباح ورباح» وهي المسرحية التي عرضت مساء الأربعاء 11/2/1423ه للمركز الرئيسي بالجمعية.
و «صباح ورباح» عرض مسرحي للأطفال من تأليف أمل الحسين واخراج نايف خلف كان الممثلون الشباب والديكوروالاضاءة والملابس عناصرمهمة توازنت في العرض الذي أكد أن مسرح الطفل لا يحتاج الكثير من الجهد خاصة إذا كان التعامل مع مجموعة من الممثلين الشباب يقف خلفهم مسرحيون مثل مشعل الرشيد ونايف خلف.. فالممثل الشاب ليس لديه مثل ما «لكبار» الممثلين من تداعيات الشعور بالعظمة وما يترتب على ذلك من سلوكيات متعبة له ولمن حوله!
العرض المسرحي الذي حضره القليل من المسرحيين والإعلاميين وجمهور كبير من الأطفال كان عرضا ممتعاً لسهولته ووضوحه تناول قصة رباح وصباح وهما طالبان هربا من المدرسة لأنهما لم يقوما بعمل الواجب المدرسي واتجها إلى «الغابة» وهناك أضاعا طريق العودة حيث قابلهما مجموعة من حيوانات الغابة وقد كان «للشجرة» دور رئيسي في ايجاد الحل للمسرحية وأحداثها!
والنص المسرحي يعتبر تجربة أولى موفقة نتمنى أن تتبعها نصوص أخرى والاستفادة من بعض الملاحظات والتي يمكن تلخيصها في أن النص كان مباشراً وحمل بعض التوجيهات التربوية المستهلكة مثل رمي قشر الموز بل انه ربما عانى من خلل في البناء حيث سلط الضوء على الغابة وما فيها أكثر من الحدث الرئيسي وهو ضياع صباح ورباح حيث غاب الولدان عن المسرح مدة طويلة حتى شعرنا أننا نشاهد مسرحية تدور أحداثها بين الأسد والحيوانات وكدنا ننسى صباح ورباح! وتمنيت لو عالج المخرج هذه القضية وهو مخرج عرف عنه القيام بمثل هذه المهام وقد سبق له معالجة الكثير من النصوص! كما أن الملاحظة التي أشير إليها هو أن الطالبين بزيهما المحلي والذي يشير إلى الوقت الحاضر كان من المفترض أن لا يذهبا إلى الغابة لأنه لا يوجد غابة في بيئتنا المحلية وفي ذلك خلل في تركيبة النص الذي يجب أن يكون متجانساً مع البيئة ليكون مقنعاً للطفل المشاهد.
ومثل هذه الملاحظات التي ادرجتها قد لا تعني الطفل الذي بلا شك استمتع بالمسرحية وضحك وتفاعل ولكنها أمور فنية كان لا بد من ذكرها.
ولا بد لنا من تقديم الشكر للمركز الرئيسي للجمعية والذي يبدو أنه بدأ يضع في حسبانه أنه يوجد في الرياض أطفال كان قد انشغل عنهم ما يقارب ثلاثين عاماً وبحسبة بسيطة إذا كان عمر المركز الرئيسي ثلاثين عاماً تقريباً وإذا اكتفينا بعرض مسرحي للأطفال كل عام فمن المفترض أنه تم تقديم ثلاثين عرضاً مسرحياً للأطفال حتى الآن وإذا عرفنا أن العروض التي قدمت ثلاث مسرحيات فقط بدأها مسرح الطفل عام 1418ه إذاً فما زال لنا سبعة وعشرون عرضاً مسرحياً للأطفال أتمنى أن يعرضها في أقرب وقت لتبرأ ذمته!
كما أتمنى أن لا يتوقف هذا العرض وأن يستمر في أماكن أخرى مثل الأندية والمدارس إذا أمكن ذلك فما قيمة عرض مسرحي للطفل لا يعرض إلا ثلاثة أو أربعة عروض ولا يشاهده إلا 200 طفل تقريباً، فمن المهم نشر مسرح الطفل وأفضل جهة يوكل إليها ذلك هي الجمعية التي نتمنى استمرارها على هذا النهج في تقديم مسرح الطفل وإنا بانتظار ال «27» مسرحية على طريقة التعويض بأثر رجعي.
|