Thursday 9th May,200210815العددالخميس 26 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

كيف تصبح ممثلاً؟! كيف تصبح ممثلاً؟!
«ليونة الجسد والروح»
الحلقة «2»

وقف الجميع ينظرون باستغراب عندما طُلب منهم احضار ملابسهم الرياضية في أول درس لهم بورشة التدريب المسرحي، وأبدوا تعجباً من علاقة التمثيل المسرحي بالتمارين الرياضية، البعض عبر عن الأمر بأنه ترف فني والآخرون اعتبروا الرياضة من الكماليات التي يمكن الاستغناءعنها..
الحقيقة أنهم لم يكونوا قد أدركوا بعد فوائد تلك التمارين على المستوى الفني، فالتمارين الرياضية وتدريبات الليونة تجعل الممثل قادراً على أداء أي حركة مطلوبة منه وبأقل جهد ممكن بالاضافة إلى أن جسد الممثل سيكون أداة سهلة في يده يستطيع التحكم بها كيفما شاء.
أما الفائدة الأهم فهي أن الرياضة ليست تمارين للجسد فحسب بل لروح الممثل كذلك، فالرياضة تمنح الروح مساحة للانطلاق وللتحرر من سيطرة الجسد، والمؤدي لتلك التمارين قد يصل إلى هذا الشعور فعلاً بعد كل أداء جسدي، وأكبر مثال واضح على ذلك هو الرقص بنوعيه التعبيري والانفعالي والذي يعتبر خطوة متقدمة للتمارين الرياضية، فالرقص هو شعور داخلي قبل أن يكون حركات جسدية، وهذا مانعبر عنه نحن في مفهومنا الحياتي البسيط ب«المزاج».
فالمزاج العالي مرتبط بالرقص وبكل أداء جسدي نجده يؤثر ويتأثر بهذا الأداء بصورة كبيرة. وللوصول إلى هذه الحالة من الارتقاء أو «المزاج العالي» علينا أداء تلك التمارين بشيء من الصفاء الذهني وإقحام ملكة التخيل لدينا في تلك التمارين.
فعلى سبيل المثال وعند القيام بعمليات الإحماء الأولية والهرولة «والتي يفضل أن تكون على خشبة المسرح وبقدم حافية» تخيل نفسك تهرول داخل مزرعة مليئة بأشجار التفاح وأنك عند قيامك بعملية القفز أثناء الهرولة إنما تقوم بقطف احدى هذه التفاحات، أو تخيل أنك تركض على طريق مليء بالحفر وأن عليك تفادي تلك الحفر بقدميك.
عند قيامك بعملية التخيل تلك ستشعر بأن ذلك التمرين صار له طعم آخر وحلاوة أخرى تفوق كونه تدريباً رياضياً فقط وبذلك الشعور ستحقق الفائدة المطلوبة من هذا التمرين.
بعد عملية الاحماء ننتقل إلى تمرين آخر يستهدف حركة المفاصل وزيادة ليونتها وقدرتها على الحركة ولنبدأ من مفصل القدم ولنحاول جعل مفصل القدم عبارة عن مركز لدائرة سوف نرسمها في الهواء بأطراف أصابع القدم وبحيث تأخذ الرجل وضع الزاوية القائمة عند الركبة وكلما استطعنا اتقان رسم تلك الدائرة نستطيع القول بأننا وصلنا إلى حد ليونة معقول وكذلك الأمر لمفصل الركبة حيث نعتبره مركزاً لدائرة سوف نرسمها بأقدامنا وبذلك تتحرك الساق كلها حول مفصل الركبة بشكل دائري، ثم بعد ذلك ننقل مركز الدائرة إلى المفصل الذي يربط الرجل كاملة بأسفل الجذع ونحرك الرجل حول ذلك المفصل بطريقة دائرية أيضاً نكرر التمرين بالنسبة لكلتا القدمين، ثم نقوم بتثبيت الجذع ورسم دائرة بكل الجزء السفلي من حوض وأقدام حول الجذع ونحرص على تثبيت الجزء العلوي أثناء القيام بهذه الحركة، ثم نفعل الشيء ذاته مع بقية الأطراف.
الأمر قد يكون صعباً في البداية ولكن مع تكرار التمرين ستجد أن الأمر سيبدو أسهل فأسهل وستشعر بنتيجة التمرين بعد فترة من الزمن. ويجدر القول هنا بأن الليونة لا علاقة لها بالبدانة أو النحافة، فالبدين أيضاً قد يكون ليناً ويستطيع الاستفادة من تلك التمارين أيضاً.
هامش ثقافي:
لقد كانت بدايات المسرح منذ العصور الحجرية عندما كان الأشخاص يستخدمون الاشارات والحركات الصامتة الإيمائية للتعبير عن الأحداث التي كانت تمر بهم وخاصة خلال رحلات الصيد بتقليد الحيوانات وغيرها حيث كانت الاشارات والحركات هي أداة التعبير ووسيلة التخاطب الأولى وهذا بحد ذاته يعتبر مسرحاً صامتاً وفناً عرف فيما بعد بالفن الصامت «البينتومايم».

أسامة خالد

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved