Monday 6th May,200210812العددالأثنين 23 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

التحسس «الحساسية» لدى الأطفال التحسس «الحساسية» لدى الأطفال

قد تعرفون طفلاً لديه ربو او حساسية معينة، وقد يكون هذا الطفل هو طفلكم، وهناك كلمات كثيرةمستخدمة للتعبير عن الحساسية ومنها الربو، حمى القفر Hay fever، الشري Hives، النملة «الاكزيما Eczema»، وغيرها. في الحقيقة فإن اعدادا كبيرة من الاطفال لديهم نوع من انواع التحسس، هذه الحساسية قد تظهر بعلامات بسيطة مثل العطس والحكة، ولكن هذه الحساسية قد تكون خطرة، وقد تؤدي الى الوفاة لا قدر الله.
سواء كانت الحساسية بسيطة او خطرة، فإن بالامكان التحكم بها ومنعها، وكلما زادت معرفتكم عن الحالة، أسبابها، علاماتها المرضية وعلاجها، استطعتم التعامل معها، لينعكس ذلك على صحة طفلكم، لكي يعيش بحالة طبيعية.
ما التحسس «الحساسية»؟
قد تتعرف وسائل الدفاع في الجسم خطأ على بعض الأشياء غير المؤذية مثل حبوب اللقاح، وتعتبرها مؤذية، فتقوم وسائل الدفاع بمحاولة الحماية، تلك المحاولة الدفاعية تسمى التحسس، ويحدث بسببها بعض الأعراض، وتختلف هذه الأعراض حسب نوع المحسس والجهاز المتأثر، ومن ذلك:
* الربو: وهو تحسس الجهاز التنفسي، حيث يحدث تضخم رجعي في الشعب الهوائية، مع ضيق لمجرى الهواء والرئة.
* حمى القفر Hay fever والتحسس الأنفي Allergic rhinitis: وهو تحسس الغشاء المخاطي للأنف، وقد يحدث في أحد المواسم ويسمى موسمياً او يحدث في كل الفصول ويسمى غير الموسمي.
* النملة «الاكزيما Eczema»، الشري Hives «الارتيكاريا»: وهو التحسس الجلدي.
* التهاب الجلد التلامسي Contact dermatitis: وهو تحسس وظهور بثور جلدية نتيجة التلامس مع بعض المواد الكيماوية والمطهرات وغيرها.
ما هي أسباب الحساسية؟
بعض الأطفال لديهم وسائل دفاع طبيعية قوية، مما يجعلهم متحسسين، وهذا التحسس عداة ما يكون متوارثا في العائلة «وليس العدوى» وكمثال على ذلك، إذا كان لدى احد الوالدين تحسس انفي موسمي، فان طفله تكون لديه القابلية 50% لحدوث الحالة، وتزيد هذه النسبة لتصل الى 70% عندما يكون لدى الوالدين هذا التحسس.
المواد المثيرة للحساسية Allergen: هي المواد التي تجعل الجهاز المناعي في الجسم يتفاعل معها عند تعرضه لها، مما يؤدي الى الاعراض وهذه المواد قد تكون مستنشقة او مأكولة او عند ملامستها للجلد، ومن أكثر هذه المواد شيوعا حبوب اللقاح، الفطريات Mold، غبار العثة المنزلي House dust mite، بقايا الحيوانات وفروها ولعابها «القطط، الكلاب، الأرانب، الخيل وغيرها»، المواد الكيماوية والمنظفات المنزلية، بعض المواد الغذائية والأدوية، وكذلك سموم لسع الحشرات كالنحل وغيره.
متى تبدأ الحساسية في الظهور لدى الأطفال؟
قد تظهر منذ الولاة بعض علامات التحسس لبعض المواد الغذائية مثل حليب الأبقار «الحليب الصناعي»، ولدى أطفال آخرين تظهر العلامات في سن المراهقة، وفي الغالب فإن اعراض الربو وحمى القفر Hay fever تظهر في السنوات الأولى من العمر، كما ان بعض الاطفال الذين تظهر عليهم اعراض الاكزيما الشديدة «النملة» او التهاب الجلد في مرحلة الطفولة المبكرة، قد تصيبهم حمى القفر والربو في مرحلة لاحقة من العمر، ومع ذلك فان اغلب المشاكل المرضية للحساسية تختفي مع التقدم في العمر.
كيف استطيع التفريق بين الحساسية الأنفية والبرد «الزكام»؟
الحساسية الأنفية واعراضها هي وجود سيلان مائي خفيف وشفاف من الأنف، تدمع العينين، تكرار العطس، حكة في العين والأنف والجلد، عدم وجود ارتفاع في درجة حرارة الجسم، والحساسية الأنفية قد تستمر موسما كاملا «للموسمية»، ولكن الحالة تتغير شدتها من وقت لآخر.
البرد «الزكام»: تبدأ الحالة بخروج سائل شفاف من الأنف لمدة ثلاثة الى عشرة أيام، قد يكون مصحوباً بالعطس والحرارة، ثم يتحول السائل الأنفي الى ثقيل ولزج «مخاط».
هل استطيع منع حدوث الحساسية؟
إذا كنت تعرفين ان طفلك لديه نوع معين من الحساسية، فيمكنك محاولة منع حدوثها باتباع الارشادات التالية:
* اغلاق النوافذ خلال موسم انتشار حبوب اللقاح «اللقاح» وخصوصاً الاوقات التي تهب فيها الرياح بما تحمله من غبار وحبوب اللقاح، وفي الصباح الباكر حيث تكون كمية حبوب اللقاح عالية جداً.
* الحرص على نظافة المنزل وجفافه للتقليل من الفطريات وغبار عثة المنزل.
* جعل المنزل خاليا من الحيوانات الأليفة ونباتات الزينة الداخلية.
* الابتعاد عن المواد الغذائية والمواد الأخرى والمعروفة انها تسبب تحسساً لطفلك.
* منع التدخين داخل المنزل وقرب طفلك.
العلاج بالأدوية هل هو مطلوب لعلاج حساسية الأطفال؟
هناك الكثير من الأدوية لعلاج الحساسية والربو، بعضها بدون وصفة طبية مثل مضادات الهستامين ومهبطات الاحتقان لعلاج اعراض الاكزيما وحمى القفر Hay fever خصوصاً الحكة والعطس وسيلان الأنف.
كل من مضادات الهستامين ومهبطات الاحتقان لها بعض الآثار الجانبية فمضادات الهستامين قد تؤدي الى الدوخة لذلك فإن بعضها لا ينصح باستخدامه للاطفال ومهبطات قد تجعل طفلك سريع الهيجان او مفرط الحركة لذلك يجب استشارة الطبيب قبل استخدام الدواء وكذلك قراءة الارشادات المدونة مع الدواء.
واذا فشلت هذه الأدوية في إزالة الأعراض او ظهرت اعراض جانبية او اثرت على النشاط اليومي للطفل في المنزل او المدرسة فيجب مراجعة الطبيب حيث قد يستدعي الأمر تغيير العلاج او تغيير الجرعة.
متى يحتاج طفلي لمراجعة متخصص في أمراض الحساسية؟
في بعض الحالات لا يكفي العلاج الموصوف لإزالة الأعراض، او ان تظهر الآثارالجانبية للعلاج لذلك فقد يقترح عليكم طبيب الاطفال زيارة متخصص في الحساسية الذي سيقوم بطرح مجموعة من الأسئلة والكشف الطبي على طفلكم وقد يستدعي الأمر إجراء بعض الفحوصات المخبرية لمعرفة المادة المسببة للتحسس ومن ثم اعطاء الارشادات والعلاج اللازم.
قد يقوم اخصائي الحساسية عند معرفته للمادة المسببة باعطاء طفلكم حقنة الحساسية وهذه الحقنة تحتوي على كمية صغيرة من حبوب اللقاح او الفطريات او غبار عثة المنزل وتزداد هذه الكمية تدريجيا لكي تقلل تحسس الجسم لها او تزيله وهكذا تقل الاعراض عند تعرض الجسم لهذه المادة ولكن يجب ان نتذكر ان هذه الحقنة غير مجدية في حالات التحسس الغذائي كما ان اعداداً قليلة من الاطفال يحتاجون الى هذا النوع من العلاج.
الطبيب أولاً: بالاستماع على الارشادات الطبية والعمل على منع المسببات واستخدام الأدوية الموصوفة بعناية تستطيعون جعل طفلكم يعيش سعيدا وبصحة جيدة.
طبيب الأطفال يستطيع مساعدتكم والاجابة على اسئلتكم ووصف العلاج اللازم لحالة طفلكم.

د. عبدالله الصبي

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved