إننا نعيش بشكل من الأشكال مع الأخطار النووية، فروسيا والولايات المتحدة اتفقتا على تخفيض مخزونهم من الأسلحة النووية، لكنهم اخفقوا في التوصل لمعنى هذا التخفيض: فهل يعني تدمير هذه الترسانة.. أم تخزينها كما تقترح إدارة بوش؟.
يقول عدد من المراقبين إن العراق في طريقه لتطوير قنبلة نووية، وبعض التسريبات الصحفية من داخل إدارة بوش تقول إن الجيش يقترح التدخل لوقف مشروع التطوير النووي العراقي.
ومن جانب آخر فإن أحد الأسرى من زعماء الإرهاب قال إن القاعدة ستحصل على مواد نووية خام مهربة من الولايات المتحدة، وكلنا يعرف أن قنبلة قذرة واحدة، مع وقود نووي يحيط بها ومفجر تقليدي، قادرة على التأثير على نصف منهاتن.
وحتى الطاقة النووية المستخدمة لأغراض سلمية يمكن أن تضع الناس على حافة الخطر، وستمر بنا مع حلول 16 نيسان الذكرى 16 لانفجار مفاعل تشيرنوبل في أوكرانيا، وحتى اليوم فإن الأطفال يولدون وهو يحملون تغيرات وراثية نتيجة الانفجار.
وفي النصف الآخر من العالم نجد أطفال «جنوب نيفادا» يصارعون ضد تأثيرات التفجيرات النووية في جبل «يوكا».
وحسب تقرير لمؤسسة بروكينجس فإن هجوما ناجحا على محطة نووية يمكن ان يخلف10 آلاف ضحية، إن إدارة بوش تملك مواقف متناقضة وغريبة حيال التهديد النووي، فالرئيس يكرس طاقته في جانب لحمايتنا من «محور الشر» وأسلحة دماره الشاملة، ومن جانب آخر تسير إدارته نحو حافة الهاوية النووية.
إن مجلة «نيوكلير بوست ريفيو» (مراجعة الوضع النووي) دعت لتطوير قنبلة هيدروجينية صغيرة «تطرح مفهوما جديدا للسلاح النووي».
ووفق هذه الصورة فإن بعض الدراسات الأولية تحدثت عما يسمى «النفاذ النووي نحو عمق النشاط الأرضي» وهو الذي يصل الى عمق الأهداف المدفونة في الأرض، ويبدو أن الإدارة الأمريكية لا تظهر اكتراثا حول إمكانية انفجار الغضب النووي لأول مرة منذ انفجاري هيروشيما وناغازاكي.
لكن الأشد غرابة هو طريقة تصرف البيت الأبيض في تقليص الحماية من الخطر النووي، فحسب صحيفة «النيويورك تايمز» اشتكى قسم الطاقة مما قام به مدير الميزانية ميتشل دانليس عبر اقتطاعه 93% من الأموال التي خصصها السكرتير إبراهام سبينسر من أجل الأمن النووي.
محلل إخباري في «ناشيونال بابليك راديو» كريستيان ساينس مونيتور خاص |