Monday 6th May,200210812العددالأثنين 23 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

إطلاق سراح عرفات لا يعتبر إنجازاً إطلاق سراح عرفات لا يعتبر إنجازاً
حلول أمريكية مقترحة لأزمة الشرق الأوسط

في الوقت الذي كانت الإدارة الأمريكية تهنئ نفسها لإنجاز اتفاق كبير بعد انتهاء الحصار المفروض على المقر العام للرئيس عرفات كان الجيش الإسرائيلي يبدأ حملة جديدة في مدينة الخليل بالضفة الغربية.
وجاءت تطورات الوضع لتوضح تأرجح الولايات الأمريكية في إدارتها ومحاولتها تأكيد تأثيرها على النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وقدرتها على إنجاز انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق الفلسطينية بدون اتخاذ أي إجراءات قاسية ضد رئيس الوزراء أرئيل شارون.
الهجوم الإسرائيلي الجديد حدث بعد 25 يوما من طلب الرئيس جورج دبليو بوش من إسرائيل الانسحاب العاجل وتكرر هذا الطلب بشكل دائم بعد ذلك حتى بدأت حكومة شارون مؤخرا بالانسحاب من اغلب المدن المحتلة، ورأى بعض المتحدثين الرسميين أن ما جرى مؤخرا يشكل نصرا لإدارتهم، بما في ذلك الموافقة الإسرائيلية السماح للرئيس عرفات السفر بحرية بعد أسابيع من الحصار في رام الله، لكن اجتياح اسرائيل لمدينة الخليل حمل أكثر من مسؤول رسمي أمريكي على التحذير بأن ما حدث، منذ أسابيع، أظهر ضرورة الهدوء في ردة الفعل الإسرائيلي حيال ملاحقتها ومعاقبتها لمن يقف وراء موجة العنف من الفلسطينيين. الاتفاقية التي اعقبت التدخل الشخصي لبوش مع شارون، إضافة لدبلوماسية كولن باول المثابرة مع باقي الجهود المبذولة، ستنهي حالة التحفظ حيال المقرالعام للسلطة الفلسطينية في رام الله، حيث تحاصر المدرعات والفرق العسكرية الإسرائيلية عرفات.
المتحدثون الرسميون للإدارة الأمريكية قالوا إن الولايات المتحدة وضمن جهودها للتوسط بين الطرفين أرسلت رسائل عاجلة إلى الدول العربية فحواها أن الإدارة ستبقى راغبة في استخدام تأثيرها على إسرائيل، وفي الحفاظ على مصداقيتها بين الزعماء العرب في التعامل مع عملية السلام وتقديم الدعم لنجاحها.
وحسب ماثيو ليفيت، من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، فإن ما جرى «يشيرإلى ضرورة التأكيد على إيجاد حلول جديدة للسيناريوهات الصعبة، والتي ستغدو في المستقبل أساس التحرك». لكنه يتفق مع عدد آخر من المحللين في أن اتفاقيةرام الله لا يمكن اعتبارها انجازا كبيرا.
إن بوش كان راضيا عن طريقة الالتفاف على أزمة رام الله من الخلف، وذلك حسب ما تحدث به الناطقون الرسميون، وأضافوا بأن هناك إشارات مشجعة على ان الحصار المفروض على كنيسة المهد في بيت لحم ربما ينتهي قريبا.
ويقول السكرتير الصحفي للبيت الأبيض، آري فليشر، ان «الرئيس مسرور مما تم إنجازه ، وهو سعيد من المتابعة الأولية له، وأنه سيتابع عن قرب تطورات ما يجري». وأضاف أن لا شيء سهل في الشرق الأوسط.
فيما وصفت مستشارة الأمن القومي، كوندوليزا رايز، الاتفاق بأنه الطريق الوحيد للمساعدة على تحريك عملية السلام إلى الأمام، لكنها قالت أيضا إننا بحاجة لعمل الكثير كي نوقف العنف. وعندما سئل ريتشارد باوتشر، الناطق الرسمي للخارجية عن اجتياح الخليل أجاب: «إننا ننظر إلى هذا الأمر بجدية شديدة، وعلى إسرائيل إنهاء انسحابها والامتناع عن القيام بأي اجتياحات جديدة». وجاءت تعابير مشابهة من قبل الإدارة الأمريكية منذ الرابع من نيسان، وذلك عندما قال بوش: «إن هذا يكفي» والذي يعني ان على إسرائيل الانسحاب بقواتها دون تأخير، وعدم الاكتراث الظاهر للحكومة الإسرائيلية حيال الطلبات المتكررة، يعد تهديدا جديا لمصداقية الولايات المتحدة في المنطقة حسب بعض المحللين.
ورأى المراقبون ايضا أن قرار حصار رام الله يقلل من القدرة على التحرك، ولكن التوصل إلى فك الحصار لا ينظر إليه كإنجاز كبير. ووصف وروث ويجوود، أستاذ الديبلوماسية الدولية في معهد الدراسات الدولية لجامعة جون هوبكينز، الاتفاق بانه «نهاية جيدة لعدد من التحفظات»، وهو ما اعطى باول «نصرا صغيرا لجولته» إلى الشرق الأوسط هذا الشهر، وكان من الصعب قياس اتفاقية رام الله مع التدخل المباشر للرئيس بوش، لأن مثل هذا القياس لو حصل فإن السؤال الذي يظهر هو ما هي حقيقة قدرته على ممارسة الضغوط؟ كما انه من غير الواضح إذا كان ما جرى له علاقة باللقاء المطول بين بوش والامير عبدالله الذي جرى مؤخرا.

«انترناشيونال هيرالد تريبيون »

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved