editorial picture

باتجاه المؤتمر الدولي للسلام

تتمحور عقدة الصراع العربي الإسرائيلي في عدم تنفيذ اسرائيل للقرارات الدولية، وآخر الوقائع رفضها استقبال لجنة تقصي الحقائق التي شكلها مجلس الأمن مما دفع أمين عام الأمم المتحدة إلى حل اللجنة نزولاً عند الضغط الإسرائيلي، ما يعني أن اللغة التي يخاطب بها العالم اسرائيل تحتاج إلى تغيير جذري اذا كانت هناك مساعٍ جادة نحو السلام في ظل الجهود الجارية حالياً لعقد مؤتمر دولي للسلام.
واذا كانت القرارات الصادرة من مجلس الأمن الدولي لازالت موجودة ولم يلحق بها ما لحق بلجنة تقصي الحقائق فان تلك القرارات تفتقر للآليات التي يمكن أن تعمل على تفعيلها، وهو ما يتطلب تعزيزها بقرارات لاحقة مثل اللجوء إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز اللجوء إلى القوة ضد الدول التي لا تستجيب لقرارات مجلس الأمن الدولي.
وإزاء هذه الحالة الدولية السلبية تجاه اسرائيل يأتي المؤتمر الدولي للسلام الذي اقترحته الولايات المتحدة الأمريكية وهو محاولة أخرى في سبيل السلام، لكنه سيكون مجرد مؤتمر آخر اذا لم يستعن بالآليات النافذة التي يمكن أن تغير في الموقف الاسرائيلي المتعنت من السلام.
وجاء الحديث عن هذا المؤتمر ورئيس الوزراء الإسرائيلي يستعد للتوجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية وسيدلي بمرئياته تجاه المؤتمر المقترح، وتفيد التقارير أنه سيبلغ واشنطن ذات المواقف المتشددة مثل رفض وقف بناء المستعمرات إلى جانب رفض التعامل مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.. وسيجد شارون ان بعضاًَ مما يقوله يلقى آذانا صاغية خصوصاً آراءه حول عرفات، حيث قال ناطق امريكي قبل يومين ان الرئيس الأمريكي يرى ان الشعب الفلسطيني يستحق ما هو افضل، في اشارة إلى قيادة عرفات.
بهذه المواقف المؤيدة بشدة لإسرائيل تود واشنطن تنظيم المؤتمر الدولي للسلام وهي تفتقر إلى الموقف المحايد الذي من شأنه دفع الأمور إلى الأمام واقناع الأطراف الأخرى بأن هناك جدية في هذا المسعى الجديد.
ويبدو أن فرص هذا المؤتمر في النجاح ضئيلة بالنظر إلى كل ذلك ولأن هناك في الادارة الأمريكية ذاتها من يقول ان واشنطن لاتعول كثيراً على هذا المؤتمر الذي وصفه الرئيس الأمريكي جورج بوش بانه مجرد «اجتماع» وهي كلمة تقل في مدلولها عن كلمة مؤتمر، على أن ذلك ليس المهم ولكن المهم اضفاء الجدية على أي جهد جديد وإلا فان القناعة ستترسخ أكثر لدى أولئك الذين يعانون من فظائع اسرائيل بأن الدول الكبرى تلعب على عنصر الوقت وأن إسرائيل هي المستفيد من ذلك لتكريس سياسات الأمر الواقع التي تتبعها وسرقة المزيد من أرض الفلسطينيين، مما يعني أن كامل الصراع سيدخل في ذات النفق المظلم.


jazirah logo