مشاكل الشيكات بدون رصيد.. من المشاكل التي يعاني منها.. العالم أجمع.. وليست دولة دون أخرى.. لكنه يكثر في دول.. ويقل في أخرى حسب قوة وضعف النظم واللوائح ووسائل وطرق تطبيقها..
** فدول لا قيمة للشيك فيها على الإطلاق.. حتى إذا قال شخص لآخر.. سأحرر لك شيكاً.. سخر منه.. باعتباره يتجه إلى التلاعب والتخلص..
** ودول أخرى.. قيمة الشيك فيها.. أهم وأقوى من قيمة العملة نفسها «يا والله الدِّيره».
** وقضايا ومشاكل الشيكات.. من القضايا الاقتصادية الوطنية المهمة والملحة والخطيرة.. إذ لها مسيس مباشر بالاقتصاد.. لكن قوة الشيك وضعفه «عندنا» يزيدان وينقصان.. ويقوى ويضعف حسب الأزمنة.. وهو اليوم.. في أردأ حالاته.. بل مجرد «قِرْطاسه.. اغسلها واشرب مويتها».
** في السنوات الماضية «العشر.. والعشرين.. والثلاثين» تأرجح الشيك ما بين القوة والضعف.. حتى صار في بعض السنوات.. من يحرر شيكاً.. يرتعد وينتفض.. مع أنه يدرك أن رصيده يغطي الحساب.. ذلك أن النظام كان قوياً.. وكان هناك ملاحقة ومتابعة ومعاقبة للمتلاعب والنصاب ولكل من يحرر شيكاً وليس له إلا «تِبْنٍ» في وجهه.
** وفي سنوات أخرى.. يصبح الشيك كورق الكرتون.. لا قيمة له.. وأظننا اليوم.. نعايش وضعاً مماثلاً إن لم يكن.. أردأ.
** أكثر المشاكل الاقتصادية اليوم.. هي في تحرير شيك بدون رصيد..
** تذهب للبنك ويقول لك بكل برود.. راجع الساحب.. أو ربما تجمّل وختمه لك من الخلف.. بأن الرصيد لا يغطي وقال لك: «اللِّي بعده».
** وحلاً لهذا الإشكال.. فقد اتجه الناس إلى البحث عن شيك مصدق فقط.. وما عداه.. يعتبر لا قيمة له.. خوفاً من التلاعب الحاصل في الشيكات.
** بعض التجار المساكين.. معه عشرة أو عشرون شيكاً.. وربما «خِيْشَة» شيكات بدون رصيد على الإطلاق..
** وبعض الناس «خربت بيوتهم» و«راحوا وَطِيْ» بسبب شيك واحد بدون رصيد.
** وبعض الناس.. خسر سيارته أو بيته أو مزرعته بسبب شيك بدون رصيد.. ولم يجد من يلتفت له.. والنصاب «يَتَنَدَّحْ» و«يدقْ إصْبعْ» للتجارة.. وللشرطة.. وللحقوق.
** نحن.. لدينا نظام واضح.. يحمي المجتمع.. ويحمي الجميع ولكن.. ولكن.. ولكن.. من يطبق هذا النظام؟.
** وزارة التجارة تقول: إنها ليست معنية بالتطبيق.. بل إنها مسؤولة عن سن الأنظمة وتشريعها فقط.. والتطبيق مسؤولية جهات أخرى.. وتقول: إن أنظمتها واضحة وصريحة.. ولكن عقاب المتلاعب والنصاب و«طَقِّهْ.. وحبسه» ليس مسؤوليتها.. فمن يعاقب و«يْسَنِّعْ» هؤلاء الذين «أكلوا.. وبلعوا.. ولهطوا.. عباد الله؟!».
** تحرير شيك بدون رصيد.. صار اليوم.. أمراً سهلاً للغاية.. وبوسعك تحرير عشرين شيكاً بدون رصيد.. ولن يسألك أحد.. في وقت كان من يحرر شيكاً بدون رصيد.. يجد نفسه في غرفة السجن.. لأنه ارتكب جرماً.. ولكن.. أين هذا الوقت.. وأين «الحِجْرَة» عن هؤلاء النصابين؟.
** كيف يجرؤ شخص على التلاعب بالأنظمة؟!.
** وكيف يجرؤ.. على أكل حقوق البشر عينك عينك.. و«اللِّي يقهر» أن بعض هؤلاء النصابين «ينفخ.. ويِطِقْ» متى طالبت بحقك.. وهنا.. منتهى.. القهر والغبن..!!.
** وللضحك فقط.. وشر البلية ما يضحك.. أن الجهات الحكومية بلا استثناء.. لا تقبل منك أي شيك بدون تصديق يعني «جيدين علينا.. بس».. فما معنى هذا الكلام؟! لأنها.. تدرك أن التلاعب كثير.. وأن الشيكات.. أصبحت مجرد «قرطاسة» أو.. ورقة كرتون لا قيمة لها.
|