Monday 6th May,200210812العددالأثنين 23 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

ابن وزير الصحة البريطاني السابق.. يعتنق الإسلام ابن وزير الصحة البريطاني السابق.. يعتنق الإسلام

تروي هذه الزاوية من هذا العدد قصة تحول الفتى جو أحمد للإسلام، وما يشعر به تجاه دينه الجديد وتفاصيل تحوله وحياته الجديدة.
وكذلك تتطرق هذه القصة لآخر الأجواء المحيطة بأوضاع الإسلام في الغرب عموماً وبريطانيا خصوصاً بعد أحداث أيلول الماضي، وتعكس بعض التصرفات والوقائع التي حصلت مروية على لسان جو أحمد دوبسون ابن وزير الصحة السابق في حكومة بريطانيا العمالية.. ونبدأ في هذا العدد الجزء الأول من هذه القصة على أن نستكلمها في عدد آخر (بعد أسبوعين) بإذن الله.
جو أحمد دوبسون البالغ من العمر 26 عاماً هو أحد البريطانيين الذين تحولوا إلى دين الإسلام. وهو شاب أشقر متحمس نشأ وترعرع في بيت عز. إن والده هو فرانك دوبسون وزير الصحة البريطاني في الحكومة العمالية للأعوام 19982000م، وقد رشح نفسه السنة قبل الماضية لمنصب عمدة لندن، وهو حالياً نائب بالبرلمان ضمن حكومة العمال الحالية. ويرى جو أحمد في الإسلام الدين الذي يجيب على الأسئلة التي تراود الإنسان في حياته وما بعد الموت والنظرة إلى ماهية الكون والخلق، مما تعجز عن الإجابة عنها بقية المعتقدات الموجودة حالياً. ويرى أن المسلم اليوم ينبغي أن يمثل قمة التفوق والنجاح في حياته الشخصية كي يكون مرآة لغيره. وبذلك ترى النموذج المعاصر للمسلم الذي يجمع بين واجباته الفردية الشخصية بالتفوق والنجاح وبين المسلم الملتزم تجاه دينه وعقيدته باجتناب المحرمات وبضربه المثل الجيد للآخرين. ويبدو أن سر اعتناقه يتمثل في الفتاة المسلمة التي تعرف عليها منذ سنوات والتي اعطته نموذجاً حسناً عن الإسلام، وهو متزوج منها الآن ويعيش حياة المسلم الطبيعية، فلا يشرب الكحول ولا يأكل الخنزير، ويصلي خمس مرات في اليوم. وكذلك يرعى مجموعة من الجمعيات الخيرية التي هدفها الإحسان للمساكين والفقراء. وتشير الإحصائيات إلى أنه في خلال العشر سنوات الماضية اعتنق حوالي 20 ألف بريطاني الإسلام، أما بالنسبة إلى جو أحمد فقد كان تحوله تدريجيا بعد أن قرأ القرآن وهو في سن السادسة عشرة. فيما أعلن إسلامه قبل أربع سنوات أيام الدراسة ونطق بالشهادتين. أما البيت الذي نشأ فيه فلا يمكن القول انه ينتمي حتى للنصرانية، إذ ان والديه يعدان لا دينيين، أو ملحدين. وبالرغم من هذا فلم يمانعا أن يفكر ابنهما بالطريقة التي يريد أو أن يعتنق الدين الذي يريد. بل ان والده فرانك دوبسون قد اهداه مجموعة من الكتب عن الإسلام ورغم هذه التسهيلات التي وجدها جو أحمد في بيته إلا أن المجتمع المحيط ليس بهذه البساطة، وبخاصة مع الجزر والمد اللذين يحدثان على مدار السنة في الأوضاع العالمية وتجاه المسلمين خصوصاً. وأبرز الأحداث التي أثرت في نفس جو أحمد ما يروي هي أحداث أيلول الماضي، حيث شعر بالأسى لما أصبح يعاني منه بعض المسلمين ببريطانيا من مضايقات. فقد تعرضت اخت زوجته لمضايقات وضرب بالشارع حيث كانت ترتدي المنديل والحجاب، وفي محل تجاري رفض الزبائن أن تبيعهم فتاة كانت ترتدي المنديل على رأسها. إلا أنه وبالرغم من هذه الأحداث المتناثرة هنا وهناك فقد أشارت الاحصائيات الى أن الجو العام تجاه الإسلام كان جو توجس وشغف وفضول. إذ اقبلت نسبة لا بأس بها على شراء المصاحف ودراسة الإسلام لمعرفة ماهية هذا الدين الذي يحرك الأحداث العالمية بهذه الصورة. بل ان مجسداً بمدينة مانشستر وهي ثاني أضخم مدينة بانجلترا قد شهد 16 حالة دخول في الإسلام خلال أسبوع واحد. ولذلك يرى جو أحمد أن الدين الإسلامي الحنيف لا يرى في العنف سبيلاً إلى اقناع الناس، بل ان التسامح والتعايش كان هو على الدوام ديدن المسلمين عبر العصور التاريخية الإسلامية منذ فجر الإسلام. ويرى جو أحمد أن هناك الكثيرين ممن تحملهم العواطف الهوجاء والتعصب للدين على تحميل العقيدة وتعاليم الدين أكثر مما تحمل وبذلك فلا يستغرب أن تكون هناك مجموعات ممن تسيء للدين باسم الدين. ويمثل جو أحمد نموذجا بريطانياً معاصراً للذين تحولوا للإسلام حديثاً، فهو يرتدي الملابس العصرية، ويعتقد أن ذلك هو المظهر المعاصر للمسلم في القرن الحادي والعشرين، وهو بذلك وبحسب اعتقاده قد افلت من التقليد الذي يقع فيه البعض في التقليد الحرفي، إذ يرى أن الجوهر والمضمون للدين هو ما ينبغي أن يقتدى به لا بعض التقاليد التي بحسب رأيه قد لا تتعدى كونها أموراً تقع ضمن نطاق الشكل لا المضمون والمحتوى للدين.
وما دفع جو أحمد لإجراء هذه المقابلة الصحفية هو غيرته على الدين ورغبته في اعطاء فكرة وصورة عن الإسلام والمسلمين مغايرة لما تنشره وسائل الإعلام التي تهدف إلى تشويه صورة الدين الإسلامي باسم الأحداث العالمية الحالية. وهو يريد أن يعطي نموذج المسلم المعاصر المتحرر فكرياً من اسار التبعية التقليدية الحرفية أو التزمت أو العنصرية الممقوتة. ويقول إننا سواء أكنا قد ولدنا لأبوين مسلمين أو تحولنا لاحقاً واعتنقنا الإسلام فإننا جميعاً اخوة في الدين وعلينا أن نعكس الوجه الحسن للمسلمين بعاداتنا وتقاليدنا وفكرنا ومعاصرتنا فلا نبدو وقد تخلفنا عن ركب البشرية العالمية المعاصرة.
وتتساءل الكاتبة الصحفية: وما يتردد بالأذهان وما يعتمل في نفوس الكثيرين ممن يرصدون الوضع المحيط هو كيف يتسنى لهذا الشاب وهو ذو حسب ونسب وصاحب شخصية ومرح وهو متعلم ويترقبه مستقبل مشرق أن يترك كل تلك الإباحية والتحرر وينضوي تحت لواء دين أبرز علائمه: افعل ولا تفعل، بل إن لا تفعل هي من القيود التي قد يجدها شاب بأوساطه عسيرة على القبول والتنفيذ. وأبرز الأمثلة هي الفتيات اللاتي يعتنقن الإسلام في بريطانيا، حيث تترك إحداهن المسموحات باطلاقها وتذهب للدين الذي يمنعها من كل ذلك؟ ما هي خلفية نشأة هذا الشاب؟ وتعليمه؟ وتفاصيل إسلامه؟ يتبع في الحلقة القادمة.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved