Monday 6th May,200210812العددالأثنين 23 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

لملاحقة عناصر القاعدة وطالبان لملاحقة عناصر القاعدة وطالبان
الحرب الأمريكية ضد الإرهاب تنتقل إلى منطقة القبائل في باكستان

  * مريان شاه كابول خدمة الجزيرة الصحفية:
يبدو أن الحملة العسكرية بقيادة أمريكا في أفغانستان والتي انطلقت قبل سبعة شهور تقريبا بدأت تتحول إلى باكستان على الحدود الجنوبية الشرقية لأفغانستان.
ففي هذه المنطقة التي تسيطر عليها القبائل الباكستانية وتتلاشى قبضة الدولة تتزايد الشكوك حول وجود عدد كبير من نشطاء القاعدة وطالبان بها، ففي خلال الأيام القليلة الماضية أكد شهود عيان ومسئولون محليون في هذه المناطق من باكستان أن القوات الأمريكية التي تتبع عناصر القاعدة وطالبان نفذت عمليات عسكرية مشتركة مع قوات الأمن الباكستانية داخل الأراضي الباكستانية، كانت منطقة الحدود بالقرب من مدينة خوست الأفغانية قد شهدت مواجهات بين القوات الأمريكية وعناصر يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة، وقال القائد الأمريكي فرانكلين هاجنبيك إن أربعة على الأقل من عناصر القاعدة لقوا مصرعهم.
كما هاجمت القوات الأمريكية مدرسة دينية شهيرة في مدينة مريان شاه بغرب باكستان بالاشتراك مع القوات الباكستانية وفقا لما قاله مراقبون محليون بهذه المنطقة.
وقال متحدث عسكري أمريكي إنه إذا كانت الولايات المتحدة تتابع تنفيذ أهداف حربها في قتل واعتقال أعضاء طالبان والقاعدة الذين يختبئون في منطقة القبائل في باكستان فإن هذه المنطقة ستصبح هدفا طبيعيا في المرحلة القادمة.
ولكن الحملة الجديدة لمطاردة المتسللين داخل باكستان ومنع التسلل على جانبي الحدود التي تمتد بطول 1400 كيلو متر تحتاج لتعاون الكثير من الأطراف، ففي افغانستان يجعل القتال المتصاعد بين زعماء الحرب هناك من الصعب على الولايات المتحدة إيجاد حلفاء يمكنها الاعتماد عليهم، ففي الأسبوع الماضي أسفر القتال بين القادة الأفغان المتنافسين حول مدينة جارديز عن مقتل حوالي 28 شخصا حيث تم تبادل القصف الصاروخي بين المتقاتلين، وفي منطقة القبائل الباكستانية والتي تسيطر عليها قبائل الباشتون يوجد تعاطف كبير مع القاعدة وطالبان، ويعتبرالكثير من سكان هذه المناطق القوات الباكستانية كأعداء تساعد القوات الأجنبية في قتال الإسلام وليس الإرهاب، وفي الأسبوع الماضي شارك ما بين 10 و15 جندياً أمريكياً مع 200 جندي من قوات الأمن الباكستانية بمهاجمة مدرسة مبنى العلوم الدينية الشهيرة في مدينة داربا خيل، وكان جلال الدين حقاني قائد قوات طلبان السابق يدير هذه المدرسة طوال سنوات سابقة، وقد تجمع عدد كبير من السكان حول المدرسة ولكن قوات الأمن الباكستانية المحلية منعت أي شخص من الاقتراب من القوات المهاجمة، يقول غلام شاخي داوار أحد سكان البلدة إنه شاهد جنوداً أجانب بين القوات الباكستانية التي كانت تهاجم المدرسة بعد ان نزلت هذه القوات من سياراتها، وأضاف لقد أصبت بالذهول عندما رأيت جنوداً أمريكيين في منطقة القبائل بباكستان.
وقال شهود العيان ان القوات المهاجمة فتحت البوابة الرئيسية للمدرسة وبدأت تفتش المدرسة من غرفة لغرفة لكنهم لم يعثروا على شيء وغادروا المنطقة في المساء، وأضاف الشهود أن القوات لم تعتقل أي شخص لأن المبنى كان خاليا عندما تم الدخول إليه.
من ناحيته أعرب حاج سلام وزير المشرف على المدرسة وزعيم فرع قبيلة وازيري في مدينة داربا خيل عن قلقه بشأن مستقبل هذه المدرسة الدينية، وقال إن القوات حطمت كل أبواب وأقفال المدرسة وحتى النوافذ كما مزقوا العديد من الكتب والوثائق القيمة.
يقول الحاج سلام إن الشيخ جلال الدين حقاني أسس هذه المدرسة وانفق عليها ملايين الروبيات الباكستانية لبنائها والقوات الباكستانية والأجنبية تريد تدميرها حاليا ولن نسمح أبدا لأي شخص بتدمير معاهدنا الدينية، وقال إنه مذهول من طريقة تعامل الامريكيين مع المسلمين، فحتى الأمس القريب كان حقاني بالنسبة للأمريكيين بطلا ومقاتلا من أجل الحرية وأرسلوا خبراءهم العسكريين لتدريبه والآن اصبح من وجهة نظرهم إرهابياً.
ويقول الكثير من سكان منطقة ماريان شاه إنهم شاهدوا جنوداً أمريكيين بوجوه حمراء يرتدون ملابس عادية ويشترون أغذية ومشروبات من سوق المدينة، و يقول قدرة الله وهو لاجئ أفغاني يبيع المرطبات في المدينة إن سيارة لاند كروسر توقفت بالقرب من متجره ونزل منها أربعة جنود أمريكيين ومعهم عشرة جنود باكستانيين وتوجهوا إلى المتجر لشراء البيبسي ومياه معدنية.
وحتى الآن لا توجد تصريحات رسمية بشأن دخول القوات الأمريكية منطقة القبائل في باكستان على امتداد الحدود الجبلية مع أفغانستان، ولا يوجد للجيش الباكستاني أي حضور ملموس في هذه المناطق، ويقول المسئولون الأفغان في الحكومة الانتقاليةالحالية إن المئات من عناصر القاعدة وطالبان قد لجأوا إلى مناطق القبائل وإنهم يعيدون تجميع صفوفهم لشن حملة حرب عصابات في الصيف القادم.
يقول أمان الله زاردان وزير الحدود وشئون القبائل الباكستاني إنه يجب على الولايات المتحدة وضع المئات وربما الآلاف من نقاط حرس الحدود الصغيرة على طول الحدود للمساعدة في منع عبور هذه الحدود على الجانبين، وقال إنه من خلال دفع ما بين 150 دولاراً و200 دولار للجندي الواحد شهريا يمكن للموقف على الحدودأن يتغير بصورة جذرية، وأضاف أن أهم شيء هو السيطرة على الحدود وإقامة نقاط تفتيش ومراقبة.
أما سردار خان الذي يقود 600 رجل أفغاني يحاربون إلى جانب القوات الأمريكية في خوست فيقول إنه يمكن دفع عشرة في المائة من ثمن القنابل التي تستخدمها القوات الأمريكية لرجال أفغان يتولون مراقبة الحدود، وأضاف أنه تمت رؤية بعض كبار قادة القاعدة في المناطق الحدودية خلال الأسبوعين الماضيين، وقال إن منطقة القبائل لا تخفي فقط مقاتلي القاعدة ولكنها تخفي أيضا بعض قادتها، وأضاف أن رجاله شاهدوا اسامة بن لادن ومساعده أيمن الظواهري في منطقة القبائل،وهي المعلومات التي لا يمكن نفيها ولا تأكيدها.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved