Monday 6th May,200210812العددالأثنين 23 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

«سأذهب لآخر العالم لإثبات براءة زوجي وزملائه الخمسة» «سأذهب لآخر العالم لإثبات براءة زوجي وزملائه الخمسة»
زوجة أسير في غوانتانامو تخوض حرباً ضد أمريكا

  * سراييفو من زدرافكو ليوباس وكارستين هوفمان د ب أ:
«إننا في دولةغريبة علينا، وربما ترين على شاشة التلفزيون كيف يعاملوننا»
هذا ما كتبه اسير في المعسكر الأمريكي لاحتجاز من يشتبه بأنهم من تنظيم القاعدة أو طالبان في قاعدة غوانتانامو، لزوجته التي تعيش في البوسنة حيث اعتقل العام الماضي.
وقد حذف الرقيب بالجيش الامريكي تاريخ وبعض فقرات هذه الرسالة المكتوبة باللغةالعربية والمرسلة من معسكر اعتقال غوانتانامو الأمريكي في كوبا. وكان كاتب الرسالة بو عبدالله حاج، وهو مواطن بوسني من أصل جزائري، قد اعتقل هو وخمسة جزائريين في البوسنة في تشرين الاول/أكتوبر من العام الماضي عقب هجمات 11 أيلول/سبتمبر الارهابية على الولايات المتحدة. ويشتبه في أنه خطط لشن هجمات على السفارتين البريطانية والامريكية في سراييفو.
ويقال إن أحد المشتبه بهم اتصل هاتفيا باسامة بن لادن الذي يشتبه في أنه العقل المدبر وراء الهجمات الارهابية على نيويورك وواشنطن. وتستند كافة هذه المزاعم إلى معلومات استخبارية.
ولم تجد المحكمة العليا في البوسنة أي دليل قاطع ضد المشتبه فيهم الستة وأطلقت سراحهم ولكن بعد ساعات فقط تم اعتقالهم مجددا ولكن على يد السلطات الامريكيةفي هذه المرة. وقال مصدر مقرب من الحكومة البوسنية إن السلطات الامريكية أصرت على طلب تسليم الجزائريين لها.
وأضاف المصدر «لم يكن أمام البوسنة خيار، لم نستطع عمل شيء سوى تسليم أولئك الاشخاص للامريكيين، على الرغم من أننا لم نجد مطلقا أدلة كافية ضدهم».
وبعد قليل من عملية التسليم التي تمت في الصباح الباكر، أعلن مسئولون أمريكيون في ألمانيا أنه سيتم إرسال الجزائريين الستة إلى غوانتانامو.
ومنذ ذلك الحين تخوض نادية ديجاريفيتش، /30 عاما/ وهي أم لاربعة أطفال، معركة ضد خصم أقوى، وتتلقى نادية، التي أصبحت كالوردة الذابلة دعم العديد من المنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان وخاصة «لجنة هلسنكي لحقوق الانسان» ومنظمةالعفو الدولية. وتصر هذه المنظمات على أنه حتى في وقت الحرب يجب احترام حقوق الإنسان الاساسية وأنه يتعين وضع حد فاصل بين العدالة والانتقام.
وقالت مادلين ريس من مفوضية الامم المتحدة العليا لشئون اللاجئين عقب تسليم الحكومة البوسنية المجموعة، «إن موقف المفوضية هو أنه ما كان يجب إبعاد أولئك الاشخاص دون الرجوع للسلطة القضائية».
وطبقا لمفوضية شئون اللاجئين فإنه ما كان يجب أيضا أن تسلم المجموعة الجزائرية لطرف ثالث لان المفوضية كانت قد رفعت دعوى أمام محكمة الاستئناف الفدرالية في سراييفو لمطالبة الحكومة البوسنية بإعادة الجنسية البوسنية للمعتقلين، والتي سحبت منهم في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي عقب القبض عليهم.
يذكر أنه كان من بين المبادئ الرئيسية التي دافع عنها وسطاء السلام في البوسنة أنه بعد الظلم الذي أوقعته الحرب وما تخللها من فظائع، يجب الالتزام بالقواعد القضائية، وسعيا لضمان ذلك، تم استثمار المال والخبرة الغربية في النظام القضائي بالبوسنة، لكن بعد مقتل أكثر من 000.200 شخص في الحرب البوسنية وطرد مليون آخرين من منازلهم، لا يثق الناس كثيرا في السلطة القضائية.
وتقول نادية ديجاريفيتش إنها مستعدة لرفع دعوى أمام المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان في ستراسبورج، وهذا أصبح أمرا ممكنا الان بعد أن أصبحت البوسنة والهرسك العضو رقم 44 في مجلس أوروبا.
واستعانت السيدة بمحام مقيم في الولايات المتحدة للدفاع عن زوجها ورفاقه من الجزائريين، ولكنه لم يستطع حتى الآن مقابلة موكليه.
وأعرب المحامي فريجا كاركين عن أمله في أن تأمر «غرفة حقوق الانسان البوسنية» بإعادة السجناء إلى البوسنة ودفع تعويضات لهم.
وتود نادية أن تقول كلمة أخيرة: «سأذهب إلى آخر العالم لاجد زوجي وأثبت براءته، أريد أن أتمكن من الرد على أطفالي عندما يسألونني متي سيعود بابا للبيت».

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved