* الضفة الغربية غزة العواصم الوكالات:
بدأت مؤشرات الانفراج تلوح في الأفق فيما يتصل بحصار كنيسة المهد بجهود دولية. فيما ظلت الاوضاع على حالها فيما يتصل بالاعتداءات الإسرائيلية حيث توغلت قوات الاحتلال أمس في عدة انحاء بالضفة وغزة من بينها طولكرم والخليل.
وفي قطاع غزة دمرت المزيد من المنشآت كما قتلت طفلين وامرأة بالقرب من جنين.
وقد أدى قيام السلطة الفلسطينية إلى اعتقال عدة ناشطين في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى احتجاجات شديدة في اوساط الجبهة التي قالت ان ذلك سيكون له انعكاسات سلبية على الساحة الفلسطينية.
وتواصلت في غضون ذلك الاتصالات العربية الفلسطينية وكان الابرز أمس وصول وزير الخارجية المصري إلى رام الله ومعه اسامة الباز مستشار الرئيس المصري حسني مبارك.
واتجهت الانظار اثناء ذلك إلى متابعة الزيارة التي بدأها أمس شارون الى الولايات المتحدة.
وأفادت انباء صحفية إسرائيلية أن شارون سيكرر امام الامريكيين مواقفه المتشددة مثل رفضه وقف بناء المستوطنات.
الاعتداءات الإسرائيلية الجديدة
وذكر شهود ان جنودا إسرائيليين تدعمهم الدبابات دخلوا ليل السبت الأحد إلى مدينة طولكرم المشمولة بالحكم الذاتي الفلسطيني في شمال غرب الضفة الغربية.
وأوضح الشهود ان وحدات من المشاة تدعمها نحو 20 دبابة ومدرعات اخرى دخلت المدينة والمخيم القريب منها فيما كانت تحلق فوقها مروحيات هجومية.
وسمع اطلاق نار ورمايات دبابات ولم يبلغ عن ضحايا.
وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية ان هذه القوات اجتاحت مخيم طولكرم للاجئين وانها عملية «محددة» لاعتقال عدد من من اسمتهم المشبوهين.
وسبق ان توغل الجيش الإسرائيلي فجر الخميس في هذه المدينة في إطار استراتيجية العمليات «المحددة» نفسها التي تأتي في المرحلة الثانية من عملية السورالواقي التي بدأتها القوات الإسرائيلية في 29 اذار/مارس الماضي.
وخلال التوغل تم اعتقال خمسة فلسطينيين «يشتبه في قيامهم بأنشطة ارهابية» بحسب متحدث عسكري إسرائيلي.
واحتل الجيش الإسرائيلي طولكرم ثلاث مرات في نيسان/ابريل في اطار عملية السور الواقي نفسها في الضفة الغربية.
كما توغلت الآليات الإسرائيلية أمس في مطار غزة الدولي ودمرت موقع الهبوط والاقلاع الآلي في المطار واستولت على بعض مولدات الكهرباء واعطبت البعض الآخر فيما هدمت السور الشرقي.
واصيب صباح أمس طفل فلسطيني عمره سبع سنوات من حي الزيتون بقطاع غزة جراء اطلاق دبابات الاحتلال نيران اسلحتها الرشاشة على منازل المواطنين.
وذكر تلفزيون فلسطين ان قوات الاحتلال اقتحمت فجر أمس منطقة جامعة الخليل وقامت باعتقال عدد من الطلبة.
واضاف التلفزيون ان القوات الإسرائيلية واصلت تمركزها في العديد من الاحياء السكنية في مدينة الخليل والقرى والبلدات المجاورة لها.
اعتقال «متطاولين»
على عرفات
ومن جانب آخر اكدمسؤول في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومسؤول أمني فلسطيني أمس الأحد ان الاجهزة الأمنية الفلسطينية اعتقلت اربعة من اعضاء الجبهة في قطاع غزة.
وقال جميل المجدلاوي عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لوكالة فرانس برس «ان الاجهزة الأمنية الفلسطينية اعتقلت عددا من اعضاء الجبهة الشعبية وان هناك استدعاءات لعدد آخر منهم».
ومن جهته أكد مصدر أمني فلسطيني مسؤول لوكالة فرانس برس «ان الاجهزة الأمنية اعتقلت اربعة من المارقين الذين تطاولوا على الرئيس ياسر عرفات يوم الخميس الماضي اثناء اعتصام نظمته الجبهة الشعبية ضد اعتقال سعدات امام المجلس التشريعي».
واكد المسؤول الأمني «سنلاحق كل من يتطاول على الرئيس عرفات والسلطة الفلسطينية وكل شخص سيخرق النظام العام سوف نقوم بمحاسبته وفق القانون».
وقال المجدلاوي: «إن هذه الاعتقالات لا منطق لها.. خاصة في هذا الظرف المعروف للجميع حيث مشاعر الغضب الشديد تنتاب رفاقنا و قطاعا عريضا من ابناء شعبنا الفلسطيني بسبب اعتقال الرفيق احمد سعدات وتسليمة للجنة الأمنية الامريكية البريطانية مع المناضلين الآخرين».
ونددت الجبهة الشعبية في بيان بهذه الاعتقالات وقالت «اننا نرفض وندين بكل قوة اعتقال رفاقنا وكل سياسة الاعتقال على خلفية مقاومة الاحتلال اوابداء الرأي».
واضاف البيان «اننا ننبه الجميع إلى خطورة هذه الاجراءات وتداعياتها السلبية على وحدة الصف الفلسطيني في مواجهة الاحتلال».
وكان اكثر من خمسمائة فلسطيني تظاهروا يوم الخميس الماضي امام مقر المجلس التشريعي في مدينة غزة وطالبوا بالافراج الفوري عن الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين احمد سعدات.
ومساء الخميس نقل ستة فلسطينيين وفقا لتسوية تم التوصل اليها من رام الله إلى سجن في اريحا.
والفلسطينيون الستة هم اربعة من عناصر الجبهة متهمون بقتل وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي إضافة إلى الامين العام للجبهة احمد سعدات والعميد فؤاد الشوبكي مسؤول الادارة المالية لقوات الامن الفلسطينية الذي تتهمه اسرائيل بتهريب اسلحة لحساب السلطة الفلسطينية.
توقعات بانفراج وشيك
وفيما يتصل بالوضع في كنيسة المهد فقد ارتفعت الآمال بحل وشيك بعد ان تم تسليم المفاوضين الإسرائيليين والفلسطينيين قائمة بأسماء 123 فلسطينيا تحاصرهم القوات الإسرائيلية في الكنيسة.
وقام بتسليم القائمة إلى المفاوضين عماد النتشة الذي يقوم بالاتصالات عن الجانب الفلسطيني في بيت لحم. وفقا لما ذكرته صحيفة هاآرتز الإسرائيلية في طبعتها الصادرة على شبكة الانترنت.
ويدعي الإسرائيليون أن هناك أكثر من عشرين من الناشطين الفلسطينيين المطلوبين لديها موجودون داخل الكنيسة.
وقالت هاآرتز إن دبلوماسيا أوروبيا دخل الكنيسة للمشاركة في إعداد القائمة أن مسئولين أمريكيين يساهمون أيضا في المفاوضات.
وقالت مصادر إسرائيلية إن هناك حلا وشيكا للمواجهة المسلحة المستمرة منذ أكثر من شهر في الكنيسة وحولها. ونقلت الصحيفة عن عمدة بيت لحم حنا ناصر قوله إنه يتوقع التوصل خلال ساعات إلى حل للازمة وأن الوساطة الامريكية كانت هي العامل الحاسم في ذلك «وبدون الامريكيين لم يكن ليتم التوصل إلى حل». وقالت الصحيفة أيضا إن الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات تدخل في المفاوضات وأنه يشرف عليها. ومن المتوقع أن تكون القائمة محور المفاوضات الجارية بين الطرفين الآن حول ما سيتم بشأن كل اسم من الاسماء الموجودة فيها وما إذا كان بينهم مطلوب ونفي هجمات على مدنيين إسرائيليين.
عرفات يتسلم رسالة
من مبارك
وفيما يتصل بالاتصالات الفلسطينية العربية تسلم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات رسالة من الرئيس المصري محمد حسني مبارك وذلك خلال استقباله في رام الله أمس احمد ماهر وزير الخارجية المصري والدكتور اسامة الباز المستشار السياسي للرئيس مبارك وذلك فور وصولهما من عمان.
وتم خلال اللقاء ايضا استعراض آخر التطورات الفلسطينية إثرالعدوان الاسرائيلى وماخلفه من دمار ومجازر بالاضافة إلى التنسيق العربي حول عملية السلام.
وقبل مغادرته القاهرة عبّر وزير الخارجية المصري في تصريحات للصحافيين عن امله في ان «تتاح له فرص قريبا للقاء الرئيس عرفات والقيادة الفلسطينية».
وحول رؤية مصر عما اعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون انه لا يضمن عودة عرفات اذا خرج من الاراضي الفلسطينية قال ماهر «سمعنا هذا الكلام كثيرا من شارون قبل انعقاد القمة العربية في بيروت.
اما هذه المرة فإن الترتيبات التي تمت لفك الحصار عن عرفات أكدت على حرية تنقله داخل الاراضي الفلسطينية وخارجها» واضاف «ان ما يقوله شارون بهذا الشأن ليس له أي اساس».
واعطت الولايات المتحدة ضمانات للسلطة الفلسطينية حول عودة عرفات اذا ما قام بزيارات إلى الخارج.
زيارة شارون
وأمس بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي ايريل شارون زيارة إلى الولايات المتحدة الامريكية حيث يجري محادثات حول خطط مقترحة لاحلال السلام في الشرق الاوسط. ورغم الانتقادات الدولية له. فإن شارون سيبلغ الرئيس الامريكي جورج دبليو. بوش بأنه لن يزيل المستعمرات اليهودية القائمة في الاراضي الفلسطينية المحتلة. وفقا لما أورده راديو إسرائيل الثلاثاء وقف التعامل مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات كشريك في المفاوضات وإقامة دولة فلسطينية لا يرأسها عرفات.
|