بعض الناس
يمنحهم الله القدرة على فيض العطاء وعلى تحمل كل الصعاب في سبيل المكارم وإسعاد الناس..!
إنهم يتلذذون بهذا العطاء أكثر من لذتهم بالأخذ..!
ومهما نالهم من مشاق ومتاعب فإنها تهون في قلوبهم أمام بذل العطاء المادي والمعنوي.
إن هؤلاء مهما كانت المشاق التي تنالهم فإنهم «كطيور الفينق» يخرجون من ركام الرماد إلى حياة أوفر عطاء وأسرع تحليقاً في سماوات البذل والايثار.
ما أسعد هؤلاء..!
وما أسعد مجتمعاً يضمهم بين حنانه.
وما أسعد وهذا هو الأهم أناساً ضعافاً ليس لهم غير الله سوى هذه القلوب الرحيمة.. يجبرون عثراتهم ويضيئون دروبهم فينقلونهم من وأدة البؤس إلى مدارات الحياة الرضية.
إنهم القادرون على الايثار.
المانحون الناس صفو شهامتهم ونبيل أريحيتهم.
** وكم يجمل بنا ونحن نعطي الآخرين أو نحاول مساعدة الآخرين أن نتذكر هذه الحكمة الصادقة الحكيمة:
(( إن من يبحث عن السعادة لمدة ساعة واحدة يجدها في غفوة، ومن يبحث عنا ليوم يجدها في هواية، ومن يبحث عنها لشهر يجدها في الزواج، ومن يبحث عنها لعام يجدها في الثروة، أما من يبحث عنها مدى العمر فإنه يجدها في مساعدة الآخرين)).
* * *
وتعلمنا أن نفحص وجه المرء من قبل السلام
** أبيات جميلة أرسلها إليّ أخي اللواء في الأدب قبل اللواء في العسكر الصديق عبد القادر كمال الزميل العزيز في مجلس الشورى، وهو كثيراً ما يكرمني بمثل هذه النفحات الشعرية الجميلة.
وهذه الأبيات المؤثرة رسم قائلها الشاعر السعودي المجيد «سعيد البريكي» لوحة صادقة ومؤلمة لتبدل الناس وأخلاقهم، فبعد أن كانوا بسطاء في حياتهم ومعيشتهم وأحلامهم وقناعتهم، وصادقين في مودتهم وعلاقاتهم تغيروا كثيراً بعد أن انهالت النعم عليهم:
«من ذا الذي يا سعيد لا يتغير!!»
ذلك بعد أن حل بهم طوفان الترف وفائض النعم فأصبحوا يضنون بالعلاقة الجيدة، ويبخلون حتى في ازجاء عطر السلام بينهم.
ولتقرؤوا معاً هذه الأبيات ولنسعد بها وإن تألمنا من الحقيقة التي جسدتها:
(( كان يكفينا أن نأكل تمرة
ونذوق التوت أو نلثم زهرة
أن نعبّ الماء من كوزٍ وجرّة
ربما كانت قناعة، ربما كان غباء
إنما كانت على الأوجه بسمة
ثم جاء الخير وانهال العطاء
وجعلنا الأرض كالجنة
إشراقاً، زهوراً ونماء
غير أنَّا لم نعد ندرك أنَّا سعداء
وتعلّمنا بأن نفحص وجه المرء من قبل السلام
لم تعد تبدو على الأوجه بسمة
لم تعد تبدو على الأوجه بسمة)).
صدقت أيها الشاعر
ولك الشكر أيها الصديق الأديب.
|