دار لغط ضخم في كثير من وسائل الاعلام العربية حول مفهوم الشهادة وفعلها وهل الفلسطينيون الذين ينفذون عمليات استشهادية ضد العدو الصهيوني سواء ضد مواقع عسكرية أو مدنية يسمون استشهاديين أم انتحاريين، وهذا اللغط كان منذ الانتفاضة الأولى لدرجة أن بعض المراجع الدينية في العالم العربي نفى عنهم صفة الشهادة، وتفاقم الوضع مع تصاعد العمليات الاستشهادية لدرجة تدخل بعض الدول الغربية وضغطها على الحكومات العربية وعلى وسائل الاعلام لتعديل هذه الصفة من شهادة إلى انتحار، وبعض الصحف العربية ارتأت حلاً وسطاً في أن الأخبار التي تردها عبر وكالات الأنباء تسميهم انتحاريين، وللأمانة الصحفية عليها نقل الخبر كما هو، بينما إذا عبّر كاتب عن رأيه الشخصي في مقال فلا بأس في استخدام صفة الاستشهاديين على منفذي هذه العمليات.
وإذا كان للاستشهاد أسس ومقومات بعضها لا علاقة لها بالحروب كشهادة الغريق والحريق والمبطون والمرأة (الحامل). فمن باب أولى أن يكون كذلك لمن يقدمون أرواحهم في سبيل الدفاع عن أعراضهم وأموالهم وأرضهم المغتصبة.
لن نكون حياديين حين ننقل عن وكالات الأنباء أن القدس هي أورشليم وأن الضفة والقطاع هي يهودا والسامرة، وأن تغيير المسميات ليس سوى تسويغ للاحتلال ودعاية مضادة لجهود بدأت تثمر عن استعادة جزء يسير من حقوق مغتصبة.
|