بروح رياضية
جاءت الفكرة
د. خالد بن عبد الله الباحوث

في يوم امس الاول - يوم التكريم - انتهى الموسم الرياضي لدينا لهذا العام وفي الوقت الذي نقول لزعيم الاندية الف مبروك بعد حصوله على الكأس الثمينة والشرف الغالي نتساءل هل التهنئة ما زالت مجدية؟ فعندما نهنىء الزعيم على اي بطولة اضافية يحصل عليها فكأنما نهنىء شخصا رزق بمولود ذكر بعد ان من الله عليه بستة وثلاثين ولدا من قبل وكلهم فيهم خير وبركة ولكن طعم التهنئة لاول مولود ليس كالتهنئة بعد عشرات الأولاد.
على اية حال لنعد للموضوع ونذكر بحالة الكثير من انديتنا الرياضية والتي تعمد ادارتها في وقت الازمات وفي اسابيع «الولادة والمخاض» الى التعهد للاعبين المحترفين والمتعاقدين لديها بأن المسألة اسابيع وسوف تنحل جميع مشكلات النادي المالية وسيتم تسديد جميع المتأخرات ولكن وبعد نهاية الموسم وخلال ايام قليلة يكتشف اللاعبون ان ما سمعوه كان كلاما للتخدير وان ادارات الاندية واعضاء شرفها اخذوا في الاستعدادات للرحيل والتمتع باجازة طويلة يعودون بعدها مع بداية الموسم الجديد!!
ويكتشف الجميع بأن المثل السائد «راحت السكرة وجاءت الفكرة» لم يقل عبثا!!
وفي الحقيقة فانه مع كل نهاية موسم رياضي وبداية الاجازة الصيفية فان ادارات الاندية مطالبون بالتفكير والبحث الجدي عن حلول لازماتهم بعيدا عن شماعة تأخر الاعانات الحكومية او تقصير اعضاء الشرف او غير ذلك من الاعذار والتي لم تعد مجدية ولم تعد كافية لاقناع الجماهير.
ان ادارات الاندية مطالبة بالتحرك هذه الايام بعمل اللجان المعنية بتنمية وزيادة مواردها المالية وتكثيف وتفعيل اعمالها فالوقت مناسب جدا للتفكير والتقاط الانفاس ولهم الحق في الاستفادة من تجارب الآخرين وتطبيق المناسب منها ورفض ما يتعارض معها.
فمنذ فترة اصدرت مجموعة deloitte @ touche وهي مؤسسة عالمية مشهورة في مجال الابحاث والدراسات الرياضية اصدارها الرابع لقائمة اغنى واكبر عشرين ناديا لكرة القدم بالعالم حيث زاد مجموع دخل العشرين ناديا بنسبة 70% عن مجموع دخل العشرين ناديا في اصدارها السابق والذي نشر قبل حوالي اربع سنوات.
وقد تصدر القائمة وكما هو متوقع نادي مانشستر يونايتد الانجليزي حيث بلغ دخله خلال العام الماضي مبلغاً وقدره 2 .177 مليون دولار يليه نادي ريال مدريد الاسباني والذي بلغ دخله 8 .156 مليون دولار ثم نادي بايرن ميونخ والذي بلغ دخله 7 .138 مليون دولار ثم اندية اي سي ميلان وجوفنتس واس اس لازيو الايطالية على التوالي وهكذا تستمر القائمة حتى آخرها والتي احتلها نادي نيوكاسل الانجليزي وبلغ دخله 2 .68 مليون دولار.
ومن الملاحظ ان القائمة لم تضم اي ناد من خارج الدول الاوروبية الاقتصادية الكبرى ما عدا نادي قلاذقو ريتجرز والذي بلغ المرتبة الخامسة عشرة بدخل قدره 3 .78 مليون دولار اما بقية القائمة فقد توزعت على: ستة اندية من بريطانيا وستة اخرى من ايطاليا واثنان لكل من المانيا واسبانيا وواحد من فرنسا.
وبالتركيز على بنود الدخل والموارد لتلك الاندية يتضح ان هناك بنود دخل قد تكون عاملا مشتركا بين جميع تلك الاندية واخرى قد تكون خاصة ببعض الاندية وعلى اية حال فأهم ما جاء في بنود دخل تلك الاندية كان يتمحور حول تذاكر دخول المباريات والبرامج وبطاقات العضوية وعوائد النقل التلفزيوني والرعاية والاعلانات وعوائد دخل اقامة المؤتمرات والندوات والتجمعات وعوائد دخل تشغيل وتأجير المنشآت والفنادق والمطاعم ومواقف السيارات وعوائد استخدام الشعار والشركات الخاصة وترويج البضائع المختلفة وغير ذلك.
وفي الاصدار الاخير لقائمة العشرين عمدت المؤسسة المصدرة الى الاعلانات عن قائمة العشرين ناديا التي تليهم حتى الاربعين وقد حصل نادي يوردو الفرنسي على المرتبة الواحد والعشرين وبلغ دخله 4. 63 مليون دولار ويليه نادي سيلتك الاسكوتلندي وبلغ دخله 4 .56 مليون دولار ثم نادي سندرلاند الانجليزي وبلغ دخله 5. 56 مليون دولار ثم ناديا استن فيلا ودست هام يونايتد الانجليزيان على التوالي وهكذا تستمر القائمة حتى المرتبة الاربعين والتي احتلها نادي ريفربليت الارجنتيني بدخل قدره 1. 40 مليون دولار.
ويلاحظ ان القائمة من 21 الى 40 ضمت خمسة اندية من بريطانيا واربعة من فرنسا والمانيا لكل منهما اثنان من الارجنتين والبرازيل لكل منهما وواحد لكل من اسكوتلندا وهولندا وتركيا ولان نادي غلطة سراي التركي حصل على كأس الاندية الاوروبية الابطال «او يوفا كاب» فقد باع الحقوق التلفزيونية بمبلغ وقدره 30 مليون دولار مما رفع دخل النادي ليصل الى 8.50 مليون دولار وبه احتل المرتبة الثلاثين من بين اندية العالم.
وهناك ملاحظة اخرى وهي ان نادي قلامنقتوا البرازيلي استعان بادارة تسويقية متخصصة وتعامل مع شركات كبرى معتبرة فقد حصل على المرتبة الرابعة والثلاثين فيما حصل مواطنه نادي كورنيثانز على المرتبة السابعة والثلاثين بسبب حصوله على كأس الفيفا للاندية.
ومن الملاحظة الاخيرة انه ومن خلال القائمة للاندية الاربعين يلاحظ كثرة الاندية البريطانية والالمانية فيها بينما نرى ان قليلا من الاندية الايطالية والاسبانية تواجدت فقط في اول القائمة والسبب يعود إلى أن بريطانيا والمانيا تتبنيان طريقة التفاوض الجماعي على الحقوق التلفزيونية بينما في اسبانيا وايطاليا فالطريقة الفردية هي المتبعة.